الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: أزيز.

                              حدثنا عبيد الله بن محمد، عن حماد، عن ثابت، عن مطرف بن عبد الله، عن أبيه: أتيت النبي صلى الله عليه وهو يصلي، ولصدره أزيز كأزيز المرجل   ".

                              حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا الأسود بن قيس، حدثني ثعلبة بن عباد، عن سمرة بن جندب: "انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه، فانتهيت إلى المسجد فإذا هو يأزز" .

                              [ ص: 980 ] حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشير، عن سليمان بن قيس، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه صلى صلاة الخوف، فصلى بالذين معه ركعتين، ثم انصرفوا، فكانوا بإزاء عدوهم، وجاء أولئك فصلى بهم ركعتين".

                              حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا أبو بكر، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، قال الأشتر: "كان الذي أز أم المؤمنين على الخروج ابن الزبير " .

                              حدثنا إبراهيم بن سعيد، عن محمد بن حجر، عن سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه، عن أمه، عن وائل بن حجر: رأيت النبي صلى الله عليه رفع يديه بالتكبير إلى أن آزتا بشحمة أذنيه".

                              حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، عن أبي الفضل البصري .

                              [ ص: 981 ] كانت أم غسان مكفوفة، فقلت: ما أذهب بصرك؟ قالت: " كانت ريح الشوكة، وكنت أحم إذا أخذتني، فعلقتني في عيني، فمكثت أربعة أشهر لا أنام في ليلي، عيني تؤزني وتقلقني، فبينا أنا قاعدة ذات ليلة إذ صاحت عيني صيحة وهراقت الدماء، فضربت بيدي، فاستخرجت حدقتي من بين جفوني، كأنها كبد سخلة، وشهدني ربي عند ذلك، فرفعتها إلى السماء فقلت: اللهم كانت خلقك خلقته وخولتنيه، وكنت أملك به مني، اللهم إني أستودعكها في الجنة" قوله: "ولصدره أزيز" سمعت ابن الأعرابي: الأزيز: خنين في الجوف، إذا سمعته كأنه يبكي، أخبرنا أبو عمرو، عن أبيه: الأزة: الصوت، والأزيز: النشيش، وقال أبو عبيدة: الأزيز: الالتهاب والحركة، كالتهاب النار في الحطب، يقال: أز قدرك: ألهب النار تحتها.

                              [ ص: 982 ] ، وقال الفراء: ائتزت القدر ائتزاز، فهي مؤتزة، إذا اشتد غليانها، وأنشدنا عمرو:


                              إذا استسمعت بالفحل لم تستمع به سوى سكرة المكاء أو أزة الطبل



                              وأنشدنا عمرو للجعدي:


                              فباكر أكلب الطائي زيد     كأن بلحيها السفلى حلام
                              مباكرة ترز بحاجبيه     أزيز النحل أخرجه الضرام،



                              وقال ابن الأعرابي: الأز: الحركة، وأنشدنا لرؤبة:


                              لا يأخذ التأفيف والتحزي     فينا ولا طيخ العدا ذو الأز



                              يعني بالعدا: العدو، وروى عمرو، عن أبيه: تأزى القدح، إذا أصاب الرمية فاهتز فيها، وأنشد:


                              فخيرته بين الرجوع ومرهف     تؤز به قدح من النبع عندل

                              .

                              [ ص: 983 ] قوله: "فإذا المسجد يأزر" ، الأزز: امتلاء البيت من الناس قوله: "فكانوا بإزاء عدوهم" ، يقول: بحذائهم، يقال: بنو فلان بإزاء بني فلان، إذا كانوا لهم أقرانا ومنه حديث وائل: رفع يديه حتى آزتا بأذنيه، أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الإزاء مهراق الدلو، قال أبو عمرو: آزيت حوضي: صببت فيه الماء، حدثنا عمرو، عن أبيه: أزت الشمس للمغيب أزيا والزون: الرجل المربوع المكتنز وقوله: "كان ابن الزبير أز أم المؤمنين" ، فالأز أن تؤز إنسانا تحمله على أمر بحيلة ورفق حتى يفعله، وقال الله تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ، يقول: تحركهم إلى طلب المعاصي تحريكا .

                              [ ص: 984 ] حدثني أبو بكر، عن أبي إدريس، عن جويبر، عن الضحاك: تؤزهم أزا : تغريهم إغراء أخبرنا سلمة، عن الفراء: تؤزهم: تزعجهم إلى المعاصي، وتغريهم بها أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: تؤزهم: تهيجهم وتغريهم أخبرنا عمرو، عن أبيه: قد أز الكتائب أي أضاف بعضها إلى بعض وقال الأخطل:


                              ونقض العهود بإثر العهود     يؤز الكتائب حتى حمينا



                              قوله: "عيني تؤزني"، الأز ضربان في الجرح، وتأزى فلان عن فلان إذا هابه والوزواز: الرجل الطائش .

                              [ ص: 985 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية