الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: قعر .

                              حدثنا زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه قال: "لو أن حجرا قذف في جهنم لهوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها"   .

                              حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود أن رجلا لقي شيطانا فصرعه، فقعره الرجل، قال: "من عسى أن يكون الرجل غير عمر" قوله: "قبل أن يبلغ قعرها" ، قعر كل شيء أسفله، بئر قعيرة، وقد قعرت قعارة، والجمع قعور أنشدنا أبو نصر:


                              عن قلب ضجم توري من سبر منها قعور عن قعور لم تذر



                              دون الصدى وأمه سترا ستر قوله: "فقعره"، قعر نخله وشجره فانقعر، أي انقلع من أصله، قال الله تعالى: كأنهم أعجاز نخل منقعر [ ص: 1016 ] أخبرنا سلمة، عن الفراء: المنقعر: المصروع أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: منقعر: منقلع وقال أبو نصر: انقعر: انقلع من أصله، وأنشدنا:


                              عن ذي قداميس لهام لو دسر     بركنه أركان دمخ لانقعر

                              .

                              حدثنا أبو بكر، عن خلف بن خليفة، عن هلال بن خباب، عن مجاهد: كأنهم أعجاز نخل منقعر ، قال: " سقطت رءوسهم أمثال الأخبية، وتقورت أعناقهم، فشبهها بأعجاز نخل منقعر.

                              حدثنا إبراهيم بن عبد الله، عن محمد بن يزيد، عن جويبر، عن الضحاك: أعجاز نخل منقعر قال: صرعتهم الريح، وذكر من خلقهم وطولهم مثل النخلة إذا قلعتها الريح".

                              حدثنا نصر بن علي، حدثنا نوح بن قيس، عن أبي رجاء، عن الحسن: [ ص: 1017 ] "لما جاءت الريح إلى قوم عاد، قاموا إليها، فأخذ بعضهم بيد بعض، وأخذوا دستبند، وركزوا أقدامهم في الأرض وقالوا: يا هود، من يزيل أقدامنا عن أماكنها إن كنت صادقا، فأرسل الله عليهم الريح تنزع أقدامهم عن الأرض كأنهم أعجاز نخل منقعر".

                              [ ص: 1018 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية