الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثاني عشر .

                              باب: حشر هذا خماسي .

                              حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني مغيرة بن النعمان، عن سعيد، عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة"   .

                              حدثنا القاسم بن أبي شيبة، حدثنا ابن نمير، عن حجاج، عن ابن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه: "عذبت امرأة في هرة، ربطتها ولم تدعها تأكل من حشرات الأرض" .

                              حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا غالب بن حجرة، حدثنا ملقام بن التلب، عن أبيه [ ص: 283 ] : "صحبت النبي صلى الله عليه، فلم أسمع لحشرة الأرض تحريما" قوله: "يحشر الناس" الحشر: جمع الناس للقيامة، والمحشر: المجتمع، وحشرتهم السنة: جمعتهم وساقتهم إلى الخصب قوله: "تأكل من حشرات الأرض"، الواحدة حشرة، وهو قوله: "لم أسمع لحشرة الأرض تحريما"، وهو صغار دواب الأرض، مثل اليربوع والضب ونحوه. وأنشدنا سلمة:


                              أيا أم عمرو من يكن عقر داره جواء عدي يأكل الحشرات     وتسود من لفح السموم جبينه
                              ويعر وإن كانوا ذوي بكرات



                              أخبرنا عمرو، عن أبيه: الحشرات: هوام الأرض [ ص: 284 ] أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: "أذن حشر" لطيفة دقيقة. أخبرنا عمرو، عن أبيه: "الأذن المحددة"، قال:


                              لها أذن حشر وذفرى أسيلة     وخد كمرآة الغريبة أسجح



                              أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: السكين: التي يقذ بها الريش، يقال لها محشرة، وحربة حشر أي دقيقة وقال الأحمر: الحشور: العظيم البطن وقال أبو عمرو: الحشور: العظيم الجنب، وامرأة حشورة وحوشبة .

                              [ ص: 285 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية