الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثالث عشر .

                              باب: حنف .

                              حدثنا ابن نمير، حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، سئل رسول الله صلى الله عليه أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: "الحنيفية السمحة"   .

                              حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن النبي صلى الله عليه: أدرك النبي رجلا يجر إزاره، فقال: ارفع إزارك، فقال: إني أحنف، فقال: "ارفع فكل خلق الله حسن" قوله: "الحنيفية السمحة" يقال: هي شريعة إبراهيم عليه السلام، ويقال: الحنيف: المسلم، والجمع الحنفاء؛ لأنه تحنف عن الأديان، ومال إلى الحق قال الله تعالى: إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ، [ ص: 292 ] وقال: واجتنبوا قول الزور حنفاء لله .

                              حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى، عن سلمة بن سابور، عن عطية، عن ابن عباس: حنفاء لله يعني حجاجا " .

                              حدثنا أبو نعيم، حدثنا مورق التميمي، سمعت الضحاك: حنفاء قال: "الحج" .

                              حدثنا نصر بن علي، حدثنا أبي، عن القاسم بن الفضل، عن كثير بن زياد، عن الحسن: " الحنيفية: حج البيت " .

                              حدثنا عبد الله بن صالح، أخبرنا فضيل، عن عطية " قلت: الحنيف؟ قال: الحاج " .

                              حدثنا عبيد الله، حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن السدي قال: "حجاج" .

                              [ ص: 293 ] حدثنا يحيى، حدثنا شريك، سمعت السدي قال: "ما كان في القرآن من" حنفاء " قال: مسلمين، وما كان من حنيفا مسلما قال: حجاج " .

                              حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: " حنفاء متبعين " قوله: "إني أحنف" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الحنف: إقبال القدم بأصابعها على الأخرى، هذه على هذه، وهذه على هذه، وسمي الأحنف بن قيس؛ لحنف كان برجليه، وهو الذي اتخذ السيوف الحنيفية حدثنا عمرو، عن أبيه قال: أحنف، يقول: في قدمه حنف وأنشدنا:


                              محب لصغراها بصير بنسلها حفوظ لأخراها أحيذف أحنف



                              وقال أبو إسحاق: يعني الراعي .

                              [ ص: 294 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية