الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الحادي والأربعون .

                              باب: خلق .

                              حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، عن ابن دينار، عن ابن عمر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه أسامة، فطعنوا في إمرته، فقال: "قد طعنتم في إمارة أبيه، وإن كان لخليقا للإمارة"   .

                              حدثنا مسدد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه: "خياركم أحاسنكم أخلاقا" .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء، أخبرني عبد الرحمن بن عاصم: أن فاطمة بنت قيس، قالت: يا رسول الله، خطبني معاوية قال: "إن معاوية أخلق المال" .

                              [ ص: 23 ] حدثنا زهير بن حرب، حدثنا يزيد، عن أصبغ، حدثنا أبو العلاء، عن أبي أمامة، عن عمر بن الخطاب، سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: "من عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في حفظ الله وفي كنف الله، وستره، حيا وميتا" .

                              حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، عن عمار بن ياسر: قدمت على أهلي، فخلقوني بزعفران، فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "اذهب فاغسله" قوله: "لخليق للإمارة"، أي: شبيه: يشبهها وتشبهه. وما أخلقه: ما أشبهه قوله: "أحاسنكم أخلاقا" الخلق: الطبيعة. يقال: تخلق بخلق حسن [ ص: 24 ] . وقوله: "أخلق المال" الأخلق: الضعيف المال، والخلاق: النصيب من الحظ الصالح، ورجل ليس فيه خلاق: رغبة في الخير. قال الله تعالى: وما له في الآخرة من خلاق حدثنا حسين بن عمر عن أسباط، عن السدي: " الخلاق: النصيب " .

                              أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: من خلاق : من نصيب من خير قوله: الثوب الذي أخلق الخلق: الثوب البالي، خلق خلوقة، وأخلق إخلاقا، والأخلق: الأملس قال:


                              أخا تنائف أغفى عند ساهمة بأخلق الدف من تصديرها جلب



                              الدف: الذي يلعب به - بالضم - والدف - مفتوحة الدال وهضبة خلقاء: ملساء، أنشدنا أبو نصر:

                              [ ص: 25 ]

                              في رأس خلقاء من عنقاء مشرفة     لا يبتغى دونها سهل ولا جبل



                              قوله: فخلقوني الخلوق: طيب معروف من الزعفران وغيره، يخلق به الرجل، والخلق: الكذب .

                              حدثنا أبو موسى، عن عباس، عن سعيد، عن قتادة: وتخلقون إفكا : "تصورون وتكذبون" .

                              أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: " وتخلقون ، أي: تختلقون وتفترون " .

                              حدثنا أبو بكر، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " إلا خلق الأولين : كذبهم " أخبرنا سلمة عن الفراء: خلق الأولين : "اختلاقهم وكذبهم" ومن قرأ: خلق يقول: "أي عادة الأولين" .

                              [ ص: 26 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية