الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الخامس والعشرون .

                              باب: عذق .

                              حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد، عن الأعمش، عن سالم، عن ابن عباس، جاء رجل من بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه، فقال: " هل لك أن أريك آية؟ وعنده نخل وشجر، فدعا عذقا منها، فأقبل، وهو يسجد ويرفع رأسه حتى قام بين يديه  .

                              حدثنا موسى، حدثنا أبان، عن قتادة، كان الحسن وسعيد لا يريان بأسا أن ينتبذ العذق بما فيه قوله: " فدعا عذقا، وينتبذ العذق  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: العذق عند أهل الحجاز النخلة، والعذق: القنو، يقال: اغرسي عذق كذا، فإنه عذق حاشك، والحاشك: الذي يكثر حمله أخبرنا عمرو، عن أبيه: العذق: الكباسة وأنشدنا:

                              [ ص: 439 ]

                              ومن غطفان عذق صدق ممنع على رغم أقوام من الناس يانع



                              وقال الأعشى:


                              تلوي بعذق خضاب كلما خطرت     عن فرج معقومة لم تتبع ريعا



                              أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: يقال: أعذق الإذخر: إذا أخرج ثمره والعذق: أن تعلم الشاة بصوفة تخالف لونها، عذقتها فأنا أعذقها عذقا، وهي معذوقة، وعذقته بشر إذا أثرت فيه أثرا يبقى، والعذق: موضع قال رؤبة:


                              قواربا من واحف بعد العبق     للعد إذ أخلفها ماء الطرق



                              من القريين وخبراء العذق وصف حمرا وردت ماء، وقال: هي قوارب، والقرب: سير اليوم لورد غد .

                              [ ص: 440 ] من واحف: موضع لزمنه وعبقن به والعد: الماء له مادة والطرق: ماء يبال فيه، ويكدر، فقال: الطرق فحركه ضرورة، يقول: أخلفها ماء الطرق من القريين، ومن خبراء: أرض تنبت السدر، والعذق: أرض .

                              [ ص: 441 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية