ومن ذلك  التصريح باختصاص بعض الأشياء بأنها عنده   ، قال الله تبارك وتعالى : (  إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون      ) ، ( الأعراف : 206 ) ، وقال تبارك وتعالى : (  وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون      ) ، ( الأنبياء : 19 ) ، وقال تبارك وتعالى : (  فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون      ) ، ( فصلت : 38 ) ، وقال تبارك وتعالى : (  ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون      ) ، ( آل عمران : 169 ) ، وقال تبارك وتعالى : (  وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله      ) ، ( التحريم : 11 ) الآية ، وفي الصحيحين عن   أبي هريرة     - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :  إن الله لما قضى الخلق ، كتب عنده فوق عرشه : إن رحمتي سبقت غضبي     .  
ولمسلم  عنه في حديث طويل :  وما اجتمع قوم في بيت من      [ ص: 160 ] بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله في من عنده     . وفيهما عنه - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :  يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، فأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ، ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا ، تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا ، تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي ، أتيته هرولة     . وفي صحيح  مسلم  ، عن   جابر بن سمرة     - رضي الله عنه - قال :  خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر الحديث إلى أن قال : ثم خرج علينا ، فقال : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا : يا رسول الله ، وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف الأول ، ويتراصون في الصف     . ولهما عن   أبى هريرة     - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  احتج  آدم   وموسى   عند ربهما عز وجل ، فحج  آدم   موسى      . وذكر الحديث ، وسيأتي إن شاء الله بتمامه .  
				
						
						
