الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال : الدرجة الثانية رغبة أرباب الحال . وهي رغبة لا تبقي من المجهود مبذولا . ولا تدع للهمة ذبولا . ولا تترك غير القصد مأمولا .

يعني أن الرغبة الحاصلة لأرباب الحال فوق رغبة أصحاب الخبر ؛ لأن صاحب الحال كالمضطر إلى رغبته وإرادته . فهو كالفراش الذي إذا رأى النور ألقى نفسه فيه . ولا يبالي ما أصابه . فرغبته لا تدع من مجهوده مقدورا له إلا بذله . ولا تدع لهمته وعزيمته فترة ولا خمودا ، وعزيمته في مزيد بعدد الأنفاس . ولا تترك في قلبه نصيبا لغير مقصوده ، وذلك لغلبة سلطان الحال .

وصاحب هذه الحال لا يقاومه إلا حال مثل حاله أو أقوى منه . ومتى لم يصادفه حال تعارضه فله من النفوذ والتأثير بحسب حاله .

التالي السابق


الخدمات العلمية