فصل  
قال : الدرجة الثالثة : السكينة التي تثبت الرضا بالقسم . وتمنع من الشطح الفاحش . وتقف صاحبها على حد الرتبة ، والسكينة لا تنزل إلا في قلب نبي ، أو ولي .  
هذه الدرجة الثالثة : كأنها عند الشيخ لأهل الصحو بعد السكر . ولمن شام بوارق الحقيقة .  
فقوله :  تثبت الرضا بالقسم   
أي توجب لصاحبها أن يرضى بالمقسوم . ولا تتطلع نفسه إلى غيره .  
وتمنع من الشطح الفاحش  
يعني مثل ما نقل عن أبي يزيد ونحوه ، بخلاف الجنيد وسهل وأمثالهما . فإنهم لما كانت لهم هذه السكينة لم تصدر منهم الشطحات . ولا ريب أن الشطح سببه عدم السكينة . فإنها إذا استقرت في القلب منعته من الشطح وأسبابه .  
 [ ص: 479 ] قوله : وتوقف صاحبها على حد الرتبة  
أي توجب لصاحبها الوقوف عند حده من رتبة العبودية . فلا يتعدى مرتبة العبودية وحدها .  
قوله :  والسكينة لا تنزل إلا على قلب نبي أو ولي  
 وذلك لأنها من أعظم مواهب الحق سبحانه ومنحه . ومن أجل عطاياه . ولهذا لم يجعلها في القرآن إلا لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين كما تقدم . فمن أعطيها فقد خلعت عليه خلع الولاية ، وأعطي منشورها .  
والله المستعان . وعليه التكلان . ولا حول ولا قوة إلا بالله .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					