الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                فإن [ ص: 224 ] قال : لله علي هدي أو علي هدي فله الخيار إن شاء ذبح شاة ، وإن شاء نحر جزورا ، وإن شاء ذبح بقرة ; لأن اسم الهدي يقع على كل واحد من الأشياء الثلاثة ; لقوله { فما استيسر من الهدي } قيل في التفسير : إن المراد منه الشاة ، وإذا كانت الشاة ما استيسر من الهدي فلا بد وأن يكون من الهدي ما لا يكون مستيسرا - وهو الإبل والبقر - وقد روينا { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سئل عن الهدي أدناه شاة } ، وإذا كانت الشاة أدنى الهدي كان أعلاه الإبل والبقر ضرورة ، وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال الهدي من ثلاثة ، والبدنة من اثنين ولأن مأخذ الاسم دليل عليه ; لأن الهدي اسم لما يهدى ، أي : ينقل ويحول ، وهذا المعنى يوجد في الغنم كما يوجد في الإبل والبقر ويجوز سبع البدنة عن الشاة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { البدنة تجزئ عن سبعة والبقرة تجزئ عن سبعة } .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية