[ ص: 666 ] ذكر ظفر  عبد المؤمن  بدكالة   
في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة سار بعض المرابطين  من الملثمين إلى دكالة  ، فاجتمع إليه قبائلها ، وصاروا يغيرون على أعمال مراكش  ،  وعبد المؤمن  لا يلتفت إليهم ، فلما كثر ذلك منهم سار إليهم سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، فلما سمعت دكالة  بذلك انحشروا كلهم إلى ساحل البحر في مائتي ألف راجل وعشرين ألف فارس ، وكانوا موصوفين بالشجاعة . 
وكان مع  عبد المؤمن  من الجيوش ما يخرج عن الحصر ، وكان الموضع الذي فيه دكالة  كثير الحجر والحزونة ، فكمنوا فيه كمناء ليخرجوا على  عبد المؤمن  إذا سلكه ، فمن الاتفاق الحسن له أنه قصدهم من غير الجهة التي فيها الكمناء ، فانحل عليهم ما قدروه ، وفارقوا ذلك الموضع ، فأخذهم السيف ، فدخلوا البحر ، فقتل أكثرهم ، وغنمت إبلهم وأغنامهم وأموالهم ، وسبيت نساؤهم وذراريهم ، فبيعت الجارية الحسناء بدارهم يسيرة ، وعاد  عبد المؤمن  إلى مراكش  مظفرا  منصورا  ، وثبت ملكه ، وخافه الناس في جميع المغرب ، وأذعنوا له بالطاعة . 
				
						
						
