ذكر خلع  السلطان محمود  ونهب طوس  وغيرها من خراسان   
في هذه السنة ، في جمادى الآخرة ، قصد  السلطان محمود بن محمد الخان  ، وهو ابن أخت  السلطان سنجر  ، وقد ذكرنا أنه ملك خراسان  بعده ، ففي هذه السنة حصر المؤيد  صاحب نيسابور  بشاذياخ  ، وكان الغز  مع  السلطان محمود  ، فدامت الحرب إلى آخر شعبان سنة ست وخمسين وخمسمائة . 
ثم إن  محمودا  أظهر أنه يريد دخول الحمام ، فدخل إلى شهرستان  ، آخر شعبان ، كالهارب من الغز  ، وأقاموا على نيسابور  إلى آخر شوال ، ثم عادوا راجعين ، فعاثوا في القرى ونهبوها ، ونهبوا طوس  نهبا فاحشا ، وحضروا المشهد الذي لعلي بن   [ ص: 284 ] موسى  ، وقتلوا كثيرا ممن فيه ونهبوهم ، ولم يعرضوا للقبة التي فيها القبر . 
فلما دخل السلطان محمود  إلى نيسابور  أمهله  المؤيد  إلى أن دخل رمضان من سنة سبع وخمسين وخمسمائة وأخذه وكحله وأعماه ، وأخذ ما كان معه من الأموال والجواهر والأعلاق النفيسة ، وكان يخفيها خوفا عليها من الغز  ، لما كان معهم ، وقطع  المؤيد  خطبته من نيسابور  وغيرها مما هو في تصرفه ، وخطب لنفسه ، بعد الخليفة  المستنجد  بالله ، وأخذ ابنه  جلال الدين محمدا  الذي كان ملكه الغز  أمرهم قبل أبيه ، وقد ذكرنا ذلك ، وسمله أيضا ، وسجنهما ، ومعهما جواريهما وحشمهما ، وبقيا فيها فلم تطل أيامهما ، ومات  السلطان محمود  ، ثم مات ابنه بعده من شدة وجده لموت أبيه ، والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					