الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ملك نور الدين صافيثا وعريمة

في هذه السنة جمع نور الدين العساكر ، فسار إليه أخوه قطب الدين من الموصل وغيره ، فاجتمعوا على حمص ، فدخل نور الدين بالعساكر بلاد الفرنج ، فاجتازوا على حصن الأكراد ، فأغاروا ونهبوا ، وقصدوا عرقة ، فنازلوها ، وحصروها ، وحصروا حلبة وأخذوها وخربوها ، وسارت عساكر المسلمين في بلادهم يمينا وشمالا تغير وتخرب البلاد ، وفتحوا العريمة وصافيثا ، وعادوا إلى حمص فصاموا بها رمضان .

ثم ساروا إلى بانياس ، وقصدوا حصن هونين ، وهو للفرنج أيضا ، من أمنع حصونهم ومعاقلهم ، فانهزم الفرنج عنه وأحرقوه ، فوصل نور الدين من الغد فهدم سوره جميعه ، وأراد الدخول إلى بيروت ، فتجدد في العسكر خلف أوجب التفرق ، فعاد قطب الدين إلى الموصل ، وأعطاه نور الدين مدينة الرقة على الفرات ، وكانت له ، فأخذها في طريقه وعاد إلى الموصل .

التالي السابق


الخدمات العلمية