الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قصد صلاح الدين بلد ابن ليون الأرمني

وفيها قصد صلاح الدين بلد ابن ليون الأرمني بعد فراغه من أمر قلج أرسلان ، وسبب ذلك أن ابن ليون الأرمني كان قد استمال قوما من التركمان وبذل لهم الأمان ، فأمرهم أن يرعوا مواشيهم في بلاده . وهي بلاد حصينة كلها حصون منيعة ، والدخول إليها صعب ، لأنها مضايق وجبال وعرة ، ثم غدر بهم وسبى حريمهم ، وأخذ أموالهم ، وأسر رجالهم بعد أن قتل منهم من حان أجله .

ونزل صلاح الدين على النهر الأسود ، وبث الغارات على بلاده ، فخاف ابن ليون على حصن له على رأس جبل أن يؤخذ فخربه وأحرقه ، فسمع صلاح الدين بذلك ، فأسرع السير إليه ، فأدركه قبل أن ينقل ما فيه من ذخائر وأقوات ، فغنمها ، وانتفع المسلمون بما غنموه ، فأرسل ابن ليون يبذل إطلاق من عنده من الأسرى والسبي وإعادة أموالهم على أن يعودوا عن بلاده ، فأجابه صلاح الدين إلى ذلك ، واستقر الحال ، وأطلق الأسرى وأعيدت أموالهم ، وعاد صلاح الدين عنه في جمادى الآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية