ذكر صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسمائه وخاتم النبوة  
قال   علي بن أبي طالب     : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بالطويل ولا بالقصير ، ضخم الرأس واللحية ، شثن الكفين والقدمين ، ضخم الكراديس ، مشربا وجهه حمرة ، طويل المسربة ، إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب ، لم أر قبله ولا بعده مثله ، وكان أدعج العينين ، سبط الشعر ، سهل الخدين ، ذا وفرة ، كأن عنقه إبريق فضة ، وإذا التفت التفت جميعا ، كأن العرق في وجهه اللؤلؤ الرطب لطيب عرقه وريحه   . 
قال  أبو عبيدة  وغيره : شثن الكفين والقدمين ، يعني أنهما إلى الغلظ أقرب ، وقوله : ضخم الكراديس ، يعني ألواح الأكتاف ، والمسربة : الشعر ما بين السرة واللبة ،   [ ص: 169 ] والصبب : الانحدار ، والدعج في العين السواد ، والسبط من الشعر ضد الجعد . 
وكان بين كتفيه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبوة ، وهي بضعة ناشزة حولها شعر . 
وأما أسماؤه فهي كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أنا محمد  ، وأنا أحمد ، والمقفى ، والحاشر ، ونبي الرحمة ، ونبي التوبة ، ونبي الملحمة ، والعاقب ، والماحي الذي يمحو الله به الكفر . 
والحاشر الذي يحشر الناس على قدمه . والعاقب آخر الأنبياء   . 
وأما شعره وشيبه فقال أنس : لم يشنه الله بالشيب ، وقيل : كان في مقدم لحيته عشرون شعرة بيضاء ، ولم يخضب . 
قال   جابر بن سمرة     : وكان في مفرق رأسه شعرات بيض ، إذا دهنه غطاهن الدهن ، وأخرجت  أم سلمة  شعره مخضوبا بالحناء والكتم . 
وقال  أبو رمثة     : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخضب ، وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه   . 
وقالت أم هانئ    : كان له ضفائر أربع . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					