ذكر عدد أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وسراريه وأولاده  
قال   ابن الكلبي     : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج خمس عشرة امرأة ، ودخل بثلاث عشرة ، وجمع بين إحدى عشرة ، وتوفي عن تسع . 
وأول امرأة تزوجها  خديجة بنت خويلد  ، وكان تزوجها قبله  عتيق بن عائذ بن عبد الله بن مخزوم  ، ومات عنها ، وتزوجها بعد  عتيق  أبو هالة بن زرارة بن نباش التميمي  ، فولدت له هند بن أبي هالة  ، ثم مات عنها ، فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فولدت له ثمانية :  القاسم  ،  والطيب  ،  والطاهر  ،  وعبد الله  ، وزينب  ،  ورقية  ، وأم كلثوم  ، وفاطمة  ، فأما الذكور فماتوا وهم صغار ، وأما الإناث فبلغن ونكحن وولدن ، ولم يتزوج على  خديجة  في حياتها أحدا ، وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين ، ولم يولد له ولد من غيرها إلا  إبراهيم     . 
فلما توفيت  خديجة  نكح بعدها  سودة بنت زمعة  ، وقيل : عائشة  ، فأما عائشة  فكانت يوم تزوجها صغيرة بنت ست سنين ، وأما  سودة  فكانت امرأة ثيبا ، وكانت قبله عند   [ ص: 171 ] السكران بن عمرو بن عبد شمس أخي سهيل بن عمرو  ، وكان من مهاجرة الحبشة  ، فتنصر بها ومات ، فخلف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة  ، وكان الذي خطبها عليه  خولة بنت حكيم زوجة  عثمان بن مظعون  ، فدخل  بسودة  بمكة  ، زوجها منه أبوها  زمعة بن قيس  ، فلما تزوجها كان أخوها  عبد بن زمعة  غائبا ، فلما قدم جعل يحثي التراب على رأسه ، فلما أسلم قال : إني سفيه حيث فعلت ذلك ، وندم على ما كان منه . 
وأما عائشة  فدخل بها بالمدينة  وهي ابنة تسع سنين ، ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة سنة ، ولم يتزوج بكرا غيرها ، وماتت سنة ثمان وخمسين . 
ثم تزوج بعدها  حفصة بنت  عمر بن الخطاب  ، وكانت قبله عند  خنيس بن حذافة السهمي     ( خنيس بالخاء المعجمة ، والنون ، والسين المهملة ) وكان بدريا ، ولم يشهد من بني سهم  بدرا  غيره ، ولم تلد له شيئا ، وماتت بالمدينة  في خلافة  عثمان     . 
ثم تزوج بعدها  أم سلمة ابنة أبي أمية زاد الركب المخزومية  ، وكانت قبله عند   أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي  ، شهد بدرا  ، وأصابته جراحة يوم أحد  فمات منها ، وتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الأحزاب ، وماتت سنة تسع وخمسين ، وقيل : بعد قتل  الحسين     - رضي الله عنه - . 
ثم تزوج  زينب بنت خزيمة  من بني عامر بن صعصعة  ، ويقال لها :  أم المساكين  ، وتوفيت في حياته ، ولم يمت في حياته غيرها ، وغير  خديجة بنت خويلد  ، وكانت زينب  قبله عند  الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب     . 
ثم تزوج عام المريسيع  جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار الخزاعية  من بني المصطلق  ، وكانت قبله عند  مالك بن صفوان المصطلقي  ، لم تلد له شيئا . 
ثم تزوج  أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب  ، وكانت عند  عبيد الله بن جحش  ، وكان من مهاجرة الحبشة   فتنصر ومات بها ، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى   النجاشي  فخطبها عليه ، وتزوجها وهي بالحبشة  ، وزوجها منه   خالد بن سعيد بن العاص  ، وقيل : بل خطبها إلى   عثمان بن عفان  ، فزوجها منه ، وبعث فيها إلى   النجاشي  ، فساق منه المهر أربعمائة   [ ص: 172 ] دينار وأرسلها إليه ، وتوفيت في خلافة أخيها  معاوية  ، فلم تلد له شيئا . 
ثم تزوج  زينب بنت جحش  ، وكانت قبله عند   زيد بن حارثة  مولاه ، فلم تلد له شيئا ، فزوجها الله إياه وبعث في ذلك جبرائيل  ، وكانت تفخر على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقول : أنا أكرمهن وليا وسفيرا ، وهي أول من توفي من أزواجه ، توفيت بعده في خلافة  عمر     . 
ثم تزوج عام خيبر   صفية بنت حيي بن أخطب  ، وكانت قبله تحت  سلام بن مشكم  فتوفي عنها ، وخلف عليها  كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق  ، فقتله  محمد بن مسلمة  صبرا بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أعتقها النبي - صلى الله عليه وسلم - وتزوجها سنة ست ، وماتت سنة ست وثلاثين . 
ثم تزوج  ميمونة ابنة الحارث الهلالية  ، وكانت قبله عند  عمير بن عمر الثقفي  ، ولم تلد له شيئا ، ثم خلف عليها  أبو زهير بن عبد العزى  بعد عمير ، ثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعده ، وهي خالة   ابن عباس   وخالد بن الوليد  ، وتزوجها في عمرة القضاء بسرف . 
ثم تزوج امرأة من بني كلاب  يقال لها النشا بنت رفاعة  ، وقيل : هي شنبا ابنة أسماء بن الصلت  ، وقيل : ابنة  الصلت بن حبيب  ، وتوفيت قبل أن يدخل بها . 
ثم تزوج الشنبا ابنة عمرو الغفارية ، وقيل الكنانية  ، فمات  إبراهيم  ابنه قبل أن يدخل بها ، فقالت : لو كان نبيا ما مات ابنه ، فطلقها . 
ثم تزوج غزية ابنة جابر الكلابية  ، خطبها عليه   أبو أسيد - بضم الهمزة - الساعدي  ، فلما قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - استعاذت بالله منه ، ففارقها . 
ثم تزوج أسماء ابنة النعمان بن الأسود بن شراحيل الكندي  ، فلما دخل بها وجد   [ ص: 173 ] بها بياضا ، فمتعها وردها إلى أهلها ، وقيل : بل استعاذت منه أيضا ، فردها . 
والعالية ابنة ظبيان  ، فجمعها ، ثم فارقها . 
 وقتيلة بنت قيس أخت الأشعث  ، فتوفي عنها قبل أن يدخل بها ، فارتدت . 
وفاطمة ابنة شريح    . 
وقال   ابن الكلبي     : غزية  هي  أم شريك    . قال : وقيل : إنه تزوج خولة ابنة الهذيل بن هبيرة    . 
وليلى ابنة الخطيم الأنصارية  عرضت نفسها عليه فتزوجها ، فأخبرت قومها ، فقالوا : أنت غيور وله نساء ، فاستقيليه ، فأقالته ، ففارقها . 
وأما من خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - من النساء ولم ينكحها  ، فمنهن  أم هانئ بنت أبي طالب  ، خطبها ولم يتزوجها . 
ومنهن ضباعة بنت عامر  من بني قشير    . 
ومنهن صفية بنت بشامة أخت الأعور العنبري    . 
ومنهن أم حبيبة ابنة عمه العباس  ، فوجد  العباس  أخاه من الرضاعة ، فتركها . 
ومنهن جمرة ابنة الحارث بن أبي حارثة  ، خطبها ، فقال أبوها : بها سوء ، ولم يكن   [ ص: 174 ] بها ، فرجع إليها فوجدها قد برصت . 
وأما سراريه ، فهي مارية ابنة شمعون القبطية  ، وولدت له  إبراهيم     . وريحانة ابنة زيد القرظية  ، وقيل : هي من بني النضير    . 
				
						
						
