ذكر أمر الخوارج  بعد النهروان   
لما قتل أهل النهروان   خرج  أشرس بن عوف  على  علي  بالدسكرة  في مائتين ، ثم سار إلى الأنبار  ، فوجه إليه  علي  الأبرش بن حسان  في ثلاثمائة فواقعه ، فقتل  أشرس  في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين . 
ثم خرج  هلال بن علفة  من تيم الرباب  ومعه أخوه  مجالد  ، فأتى ماسبذان  ، فوجه   [ ص: 722 ] إليه  علي  معقل بن قيس الرياحي  ، فقتله وقتل أصحابه ، وهم أكثر من مائتين ، وكان قتلهم في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين . 
ثم خرج  الأشهب بن بشر  ، وقيل  الأشعث     - وهو من بجيلة    - في مائة وثمانين رجلا ، فأتى المعركة التي أصيب فيها  هلال  وأصحابه ، فصلى عليهم ، ودفن من قدر عليه منهم ، فوجه إليهم  علي  جارية بن قدامة السعدي  ، وقيل   حجر بن عدي  ، فأقبل إليهم  الأشهب  ، فاقتتلا بجرجرايا  من أرض جوخى  ، فقتل  الأشهب  وأصحابه في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين . 
ثم خرج  سعيد بن قفل التيمي     ( من تيم الله بن ثعلبة  في رجب ) بالبندنيجين    ( ومعه مائتا رجل ، فأتى درزنجان  ، وهي من المدائن  على فرسخين ، فخرج إليهم  سعد بن مسعود  ، فقتلهم في رجب سنة ثمان وثلاثين . 
ثم خرج  أبو مريم السعدي التميمي     ) ( فأتى شهرزور  ، وأكثر من معه من الموالي ، وقيل لم يكن معه من العرب غير ستة نفر ، هو أحدهم ، واجتمع معه مائتا رجل ، وقيل أربعمائة ، وعاد حتى نزل على خمسة فراسخ من الكوفة  ، فأرسل إليه  علي  يدعوه إلى بيعته ودخول الكوفة  ، فلم يفعل ، وقال : ليس بيننا غير الحرب . فبعث إليه  علي   شريح بن هانئ  في سبعمائة ، فحمل الخوارج  على  شريح  وأصحابه ، فانكشفوا ، وبقي  شريح  في مائتين ، فانحاز إلى قرية ، فتراجع إليه بعض أصحابه ، ودخل الباقون الكوفة  ، فخرج  علي  بنفسه ، وقدم بين يديه  جارية بن قدامة السعدي  ، فدعاهم  جارية  إلى طاعة  علي  ، وحذرهم القتل فلم يجيبوا ، ولحقهم  علي  أيضا ، فدعاهم فأبوا عليه وعلى أصحابه ،   [ ص: 723 ] فقتلهم أصحاب  علي  ، ولم يسلم منهم غير خمسين رجلا استأمنوا فآمنهم . وكان في الخوارج  أربعون رجلا جرحى ، فأمر  علي  بإدخالهم الكوفة  ومداواتهم حتى برأوا . وكان قتلهم في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين ، ( وكانوا من أشجع من قاتل من الخوارج  ، ولجرأتهم قاربوا الكوفة    ) . 
				
						
						
