ذكر بيعة  المثنى العبدي  للمختار  بالبصرة   
وفي هذه السنة دعا  المثنى بن مخربة العبدي  بالبصرة  إلى  ربيعة  المختار  ، وكان ممن شهد عين الوردة مع   سليمان بن صرد  ، ثم رجع فبايع للمختار ، فسيره إلى البصرة  يدعو بها إليه ، فقدم البصرة  ودعا بها ، فأجابه رجال من قومه وغيرهم ، ثم أتى مدينة الرزق  فعسكر عندها ، وجمعوا الميرة بالمدينة  ، فوجه إليهم القباع أمير البصرة  ، ودعا بها  عباد بن حصين  ، وهو على شرطته ،  وقيس بن الهيثم  في الشرط والمقاتلة ، فخرجوا إلى السبخة  ، ولزم الناس بيوتهم فلم يخرج أحد ، وأقبل  عباد  فيمن معه ، فتواقف هو والمثنى ، فسار عباد نحو مدينة الرزق  ، وترك  قيسا  مكانه . 
فلما أتى  عباد  مدينة الرزق  أصعد على سورها ثلاثين رجلا وقال لهم : إذا سمعتم التكبير فكبروا . ورجع  عباد  إلى  قيس  ، وأنشبوا القتال مع  المثنى  ، وسمع الرجال الذين في دار الرزق التكبير فكبروا ، وهرب من كان بالمدينة  ، وسمع  المثنى  التكبير من ورائهم فهرب فيمن معه ، فكف عنهم  قيس  وعباد ولم يتبعاهم . 
وأتى  المثنى  قومه  عبد القيس  ، فأرسل  القباع  عسكرا إلى  عبد القيس  ليأتوه  بالمثنى  ومن معه . فلما رأى  زياد بن عمرو العتكي  ذلك أقبل إلى القباع فقال له : لتردن خيلك عن إخواننا أو لنقاتلنهم . فأرسل  القباع   الأحنف بن قيس  ،  وعمر بن الرحمن المخزومي     ; ليصلحا بين الناس ، فأصلح   الأحنف  الأمر على أن يخرج  المثنى  وأصحابه عنهم ، فأجابوه إلى ذلك وأخرجوهم عنهم ، فسار  المثنى  إلى الكوفة  في نفر يسير من أصحابه . 
( مخربة بضم الميم ، وفتح الخاء المعجمة ، وتشديد الراء وكسرها ، ثم باء مفتوحة ) . 
				
						
						
