الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر محاربة شبيب أهل البادية

وكتب الحجاج إلى سويد يأمره باتباعه ، فاتبعه ، ومضى شبيب حتى أغار أسفل الفرات على من وجد من قومه ، وارتفع في البر وراء خفان ، فأصاب رجالا من بني الورثة ، فقتل منهم ثلاثة عشر رجلا ، منهم حنظلة بن مالك ، ومضى شبيب حتى أتى [ ص: 445 ] بني أبيه على اللصف ، وعلى ذلك الماء الفزر بن الأسود ، وهو أحد بني الصلت ، وكان ينهى شبيبا عن رأيه ، وكان شبيب يقول : لئن ملكت سبعة أعنة لأغزون الفزر ، فلما بلغهم خبر شبيب ركب الفزر فرسا ، وخرج من وراء البيوت ، وانهزم منه الرجال ، ورجع وقد أخاف أهل البادية ، فأخذ على القطقطانة ، ثم على قصر بني مقاتل ، ثم على الحصاصة ، ثم على الأنبار ، ومضى حتى دخل دقوقاء ، ثم ارتفع إلى أداني أذربيجان .

فلما أبعد سار الحجاج إلى البصرة ، واستخلف على الكوفة عروة بن المغيرة بن شعبة . فما شعر الناس إلا وقد أتاهم كتاب دهقان بابل مهروذ إلى عروة يذكر له أن بعض جباة الخراج أخبره أن شبيبا قد نزل خانيجار ، وهو على قصد الكوفة ، فأرسل عروة الكتاب إلى الحجاج بالبصرة ، فأقبل مجدا نحو الكوفة يسابق شبيبا إليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية