205- يزيد بن أبان الرقاشي  
ومنهم الصالح الباكي ، والصائم الظامي ، يزيد بن أبان الرقاشي    . 
وقيل : إن التصوف تحمل للتخفف ، وتذيل للتشرف . 
حدثنا محمد بن علي  ، قال : ثنا الحسين بن حماد الحراني  ، قال : ثنا سليمان بن سيف  ، قال : ثنا سعيد بن عامر  ، قال : عطش يزيد الرقاشي  نفسه أربعين سنة في حر البصرة   ثم قال لأصحابه : تعالوا حتى نبكي على الماء البارد   . 
حدثنا أبي ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن أبان  ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد  ، قال : ثنا محمد بن الحسين  ، قال : ثنا سورة بن قدامة  ، قال : ثنا حيان بن الأسود  ، عن عبد الخالق بن موسى اللقيطي  ، قال : جوع يزيد  نفسه لله عز وجل ستين عاما    ; حتى ذبل جسمه ، ونهك بدنه ، وتغير لونه . وكان يقول : غلبني بطني فما أقدر له على حيلة   . 
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمر  ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا أبو بكر بن عبيد  ، قال : ثنا  علي بن حرب  ، قال : ثنا  أبو داود الحفري  ، عن محمد بن السماك  ، عن  أشعث بن سوار  ، قال : دخلت على يزيد الرقاشي  في يوم شديد الحر ، فقال : يا أشعث  ، تعال حتى نبكي على الماء البارد في يوم الظمأ  ، ثم قال : والهفاه سبقني العابدون وقطع بي ، وكان قد صام اثنتين وأربعين سنة   . 
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمر  ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا أبو بكر بن عبيد  ، قال : ثنا   [ ص: 51 ] محمد بن الحسين  ، قال : ثنا إسحاق بن منصور  ، قال : ثنا أبو إسحاق الخميسي  ، قال : سمعت يزيد الرقاشي  يقول : إن المتجوعين لله تعالى في الرعيل الأول يوم القيامة    . 
حدثنا محمد بن أحمد  ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو بكر بن عبيد  ، قال : ثنا محمد بن الحسين  ، قال : ثنا  بكر بن محمد  ، قال : ثنا أبو المطهر السعدي  ، عن يزيد الرقاشي  ، قال : للأبرار همم تبلغهم أعمال البر ، وكفاك بهمة دعتك إلى خير خيرا    . 
حدثنا  أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني  ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز  ، قال : ثنا  سريج بن يونس  ، قال : ثنا أبو معاوية  ، عن أبي إسحاق الخميسي  ، قال : كان يزيد  يقول في قصصه : ويحك يا يزيد  من يترضى عنك ربك ؟ ومن يصوم لك أو يصلي لك ؟ ثم يقول : يا معشر - إخواني - من القبر بيته والموت موعده ألا تبكون ؟ فبكى حتى سقطت أشفار عينيه    . 
حدثنا عبد الله بن محمد  إملاء ، قال : ثنا أحمد بن الحسين  ، قال : ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي  ، قال : ثنا أحمد بن نصر بن مالك أبو عبد الله المروزي  ، قال : ثنا سلمة أبو صالح  ، قال : حدثني كنانة بن جبلة الهروي  ، قال : قال يزيد الرقاشي    : خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وإن لم يعمل بها  ، فإن الله تعالى يقول : ( يستمعون القول فيتبعون أحسنه    ) ألا تحمد من تعطيه فانيا فيعطيك باقيا ، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف ، أما لله عندك مكافأة مطعمك ومسقيك وكافيك ، حفظك في ليلك وأجابك في ضرائك ، كأنك نسيت وجع الأذن ، أو ليلة وجع العين ، أو خوفا في بر ، أو خوفا في بحر ، دعوته فاستجاب لك ، إنما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلما عرض لك عارض عانقته ، إن سرك أن تنظر إلى الدنيا بما فيها من ذهبها وفضتها وزخارفها ; فهلم أخبرك ، تشيع جنازة ، فهي الدنيا بما فيها من ذهبها وفضتها وزخارفها ، ثم احتمل القبر بما فيه ، أما إني لست آمرك أن تحمل تربته ، ولكن آمرك أن تحمل فكرته   . 
حدثنا محمد بن أحمد  ، قال : ثنا الحسن بن محمد  ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا عبد الله بن محمد الجعفي ، قال : حدثني أبو غسان الليثي  ، قال : ثنا مسلم أبو عبد الله  ، عن يزيد الرقاشي  ، قال : إنما سمي نوح  عليه السلام نوحا  لطول ما ناح على نفسه    . 
 [ ص: 52 ] أسند يزيد  عن  أنس بن مالك  رضي الله تعالى عنه الكثير ، وروى عن الحسن  ، وعن غنيم بن قيس  ، وغيره . وروى عنه من الأئمة والأعلام  الأعمش  ،  والأوزاعي  ،  وحجاج بن أرطاة  ، وزيد العمي  ،  ومحمد بن المنكدر  ،  وصفوان بن سليم  ،  وعطاء بن السائب  ، والحمادان  وغيرهم . 
حدثنا الحسن بن حمويه الخثعمي  في جماعة ، قالوا : حدثنا  عبيد بن غنام  ، قال : ثنا إسماعيل بن بهرام  ، قال : ثنا الحسن بن محمد بن عثمان  ، عن  سفيان الثوري  ، عن  الأعمش  ، عن يزيد  ، عن أنس  رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعظم الناس هما ; المؤمن الذي يهتم بأمر دنياه وآخرته   " . غريب من حديث  الأعمش  عن يزيد  ، تفرد به عنه  الثوري  ، ورواه عن  الثوري  الأشجعي  أيضا . 
حدثنا محمد بن معمر  ، قال : ثنا أبو الأشعث الحراني  ، قال : ثنا يحيى بن عبد الله  ، قال : ثنا  الأوزاعي  ، قال : حدثني يزيد  ، عن أنس  رضي الله تعالى عنه ، قال : ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا قوته في الجهاد واجتهاده في العبادة فإذا هو قد أشرف عليهم . فقالوا : هذا الذي كنا نذكره . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأرى في وجهه سفعة من الشيطان . ثم أقبل فسلم عليهم . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حدثت نفسك حين أشرفت علينا أنه ليس في القوم أحد خيرا منك . قال : نعم ، ثم مضى فاختط مسجدا وصف بين قدميه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يقوم إليه فيقتله ؟ ، قال أبو بكر    : أنا ، فانطلق إليه فوجده قائما يصلي فهاب أن يقتله فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما صنعت ؟ ، قال : وجدته يا رسول الله قائما يصلي فهبت أن أقتله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيكم يقوم إليه فيقتله ؟ " ، فقال علي    : أنا ، قال : أنت له إن أدركته ، فانطلق فوجده قد انصرف فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ما صنعت ؟ قال : وجدته يا رسول الله قد انصرف ،   [ ص: 53 ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أول من يخرج من أمتي ، لو قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمتي " ، ثم قال : "إن بني إسرائيل  تفرقت على إحدى وسبعين فرقة ، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة  ، كلها في النار إلا واحدة   " ، قال يزيد    : وهي الجماعة . رواه عكرمة بن عمار  وغيره ، عن يزيد  نحوه . 
حدثنا حبيب بن الحسن  وفاروق الخطابي  ، قالا : ثنا أبو مسلم الكشي  ، قال : ثنا أبو عاصم النبيل  ، قال : ثنا  سفيان الثوري  ، عن الحجاج - يعني ابن فرافصة    - عن يزيد  ، عن أنس  رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كاد الفقر أن يكون كفرا ، وكاد الحسد أن يغلب القدر    " . 
حدثنا سليمان بن أحمد  ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصري  ، قال : ثنا ميمون بن كليب  ، قال : ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار  ، قال : ثنا  صفوان بن سليم  ، عن يزيد بن أبان  ، عن  أنس بن مالك  رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من إنسان إلا له بابان في السماء يصعد عمله فيه  ، وينزل رزقه . فإذا مات العبد المؤمن بكيا عليه   " . رواه موسى بن عبيدة الربذي  ، عن يزيد الرقاشي  مثله . 
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم  ، قال : ثنا إبراهيم بن زهير الحلواني  ، قال : ثنا مكي بن إبراهيم  ، قال : ثنا موسى بن عبيدة الربذي  ، عن يزيد الرقاشي  ، عن أنس  رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعث الله ثمانية آلاف نبي ، أربعة آلاف إلى بني إسرائيل  وأربعة آلاف إلى سائر الناس    " . ورواه  صفوان بن سليم  ، عن يزيد  نحوه . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم  ، قال : ثنا أحمد بن علي الأبار  ، قال : ثنا محمد بن حرب  ، قال : ثنا عبيدة  ، عن  عطاء بن السائب  ، عن الرقاشي  ، عن أنس  رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تراصوا الصفوف فإن الشيطان يقوم في الخلل    " . كذا حدث به الأبار  ، عن عطاء  ، عن الرقاشي  ، ورواه أبو الأحوص  ، عن عطاء  ، عن أنس  نفسه من دون الرقاشي    . 
 [ ص: 54 ] حدثنا سليمان بن أحمد  ، قال : ثنا حبوش بن رزق الله المصري  ، ثنا سليمان بن خلف البصري  قال :ثنا أبو يونس الخصاف  ، عن يزيد الرقاشي  ، عن  أنس بن مالك  رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خدم مؤمنا أو خف له في شيء من حوائجه  ، كان حقا على الله أن يخدمه وصيفا في الجنة   " . غريب من حديث يزيد  لم نكتبه إلا من هذا الوجه . 
حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : ثنا أبو بلال الأشعري ، قال : ثنا مجاشع  ، عن عمرو  ، عن خالد العبدي  ، عن يزيد الرقاشي  ، عن  أنس بن مالك  رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لقم أخاه لقمة حلو صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة    " . غريب من حديث يزيد  تفرد به عنه خالد    . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم  ، قال : ثنا  أحمد بن موسى الكوفي الحمار  ، قال : ثنا أبو نعيم  ، قال : ثنا المسعودي   وأبو العميس  ، قالا : سمعت يزيد الرقاشي  يحدث عن  أنس بن مالك  رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا نودي للصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء    " . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد  ، قال : ثنا يحيى بن مطرف  ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم  ، قال : ثنا الربيع بن صبح  ، عن يزيد الرقاشي  ، عن  أنس بن مالك  رضي الله تعالى عنه ، قال : حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل وقطيفة ثمنه أربعة دراهم ، فلما توجه قال : " اللهم حجة لا سمعة فيها ولا رياء    "   . 
حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري  ، قال : ثنا علي بن المبارك المسروري  ، قال : ثنا السري بن عاصم  ، قال : ثنا محمد بن صبح السماك  ، قال : ثنا الهيثم بن حماد  ، قال : دخلت على يزيد الرقاشي  وهو يبكي وقد عطش نفسه أربعين سنة ، فقال : يا هيثم  ادخل تعال نبك على الماء البارد في اليوم الحار ، ثم قال :حدثني  أنس بن مالك  رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل من ورد القيامة عطشان إلا من أظله الله في ظل عرشه ذلك اليوم    " . 
 [ ص: 55 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					