الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 224 ] أدرك زيد بن أسلم جماعة من الصحابة ، وسمع من عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأنس بن مالك ، وروى عنه من التابعين والأئمة والأعلام : الزهري ، وأيوب السختياني ، وعبيد الله بن عمر ، ومحمد بن عجلان ، وروح بن القاسم ، ومحمد بن إسحاق ، والثوري ، ومالك بن أنس ، وابن عيينة ، وسليمان بن بلال ، وأولاده : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وأسامة بنو زيد .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود الطيالسي ، ثنا خارجة بن مصعب ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات بغير إمام فقد مات ميتة جاهلية ، ومن نزع يده من طاعة جاء يوم القيامة لا حجة له ، هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه ، عن عمرو بن علي ، عن ابن مهدي ، عن هشام بن سعد ، عن زيد ، ورواه عن زيد من التابعين والأعلام : الزهري ، وسعيد بن أبي هلال ، وابن عجلان ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، وداود بن قيس الفراء ، وحفص بن ميسرة ، ويحيى بن العلاء ، في آخرين .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن غالب بن حرب القعنبي ، عن مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما ، قال : قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لشأنهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من البيان لسحرا ، أو إن بعض البيان لسحر ، هذا حديث صحيح ثابت أخرجه البخاري في صحيحه ، عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك بن أنس ، عن زيد ، ورواه عن زيد من الأعلام والأئمة : روح بن القاسم ، وسفيان الثوري ، وعبد العزيز الدراوردي ، وإسماعيل بن جعفر ، وزهير بن محمد ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وعبد الله بن عمر العمري ، في آخرين .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا القعنبي ، عن مالك بن [ ص: 225 ] أنس ، عن نافع ، وعبد الله بن دينار ، وزيد بن أسلم ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينظر الله عز وجل إلى من جر ثوبه خيلاء " . هذا حديث صحيح ثابت أخرجه مسلم في صحيحه ، عن يحيى ، عن مالك بن أنس عنهم ، ورواه من الأئمة والمشاهير ، عن زيد بن أسلم : روح بن القاسم ، ومعمر ، والدراوردي ، وإسماعيل بن جعفر ، وهشام بن سعد ، وداود بن قيس ، وزهير بن محمد ، وحفص بن ميسرة في آخرين .

              حدثنا حميد ، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما يدخل الجنة من يرجوها ، ويجتنب من النار من يخافها ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، هذا حديث غريب من حديث زيد مرفوعا متصلا تفرد به حفص ، ورواه ابن عجلان ، عن زيد مرسلا .

              حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا أحمد بن طارق الواشي ، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم ، أولئك هم الآمنون من عذاب الله عز وجل . هذا حديث غريب من حديث زيد ، عن ابن عمر ، لم يروه عنه إلا ابنه عبد الرحمن وما كتبناه إلا من حديث أحمد بن طارق .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا المقدام بن داود ، ثنا عبد الملك بن مسلمة الأموي ، ثنا سليمان بن بلال ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر ، قال : اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أنا بشر وإنما أقضي بينكما بما أسمع منكما ، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار ، هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عروة بن الزبير ، عن زينب بنت أم سلمة ، غريب من حديث زيد بن أسلم تفرد به سليمان بن بلال .

              حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ، ثنا محمد بن عبيد الأزدي بمكة ، ثنا الحسين [ ص: 226 ] بن ميمون ، ثنا الهذيل بن حبيب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما ، قال : لما نزلت الآيات الموجبات التي أوجب الله تعالى النار لمن عمل بها يعني قوله : ( لا تأكلوا أموالكم بينكم ) الآية ، ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) ، ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ) ، ونحوها كنا نشهد على من يعمل شيئا من هذا أن له النار حتى نزلت : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) . فلما نزلت كففنا عن الشهادة فلم نشهد أنهم في النار وخففنا عليهم لما أوجب الله عز وجل لهم ، فقال مقاتل : قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : الفقيه من لم يوئس الناس من رحمة الله تعالى ، ولم يرخص لهم في معاصي الله عز وجل ، هذا حديث غريب من حديث مقاتل وزيد ، ورواه النعمان بن عبد السلام ، وحماد بن قراظ ، عن مقاتل نحوه .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا المقدام بن داود ، ثنا حبيب كاتب مالك ، ثنا هشام بن سعد ، حدثني زيد بن أسلم ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اجتمع ثلاثة قط بدعوة إلا كان حقا على الله أن لا ترد أيديهم " . غريب من حديث زيد لا أعلم رواه إلا حبيب عن هشام عنه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية