[ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ) فيه مسائل :
المسألة الأولى : في كيفية النظم وجوه :
الأول : اعلم أنه تعالى لما ذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في محنة عظيمة من قومه وأهل زمانه ، بين أن
nindex.php?page=treesubj&link=32024_32025_31788حال الأنبياء مع أهل زمانهم كذلك . ألا ترى أن أول الأولياء هو
آدم ، ثم إنه كان في محنة شديدة من إبليس .
الثاني : أن القوم إنما نازعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاندوه واقترحوا عليه الاقتراحات الباطلة لأمرين : الكبر والحسد ، أما الكبر فلأن تكبرهم كان يمنعهم من الانقياد ، وأما الحسد فلأنهم كانوا يحسدونه على ما آتاه الله من النبوة والدرجة العالية ، فبين تعالى أن هذا
nindex.php?page=treesubj&link=31771الكبر والحسد هما اللذان حملا إبليس على الخروج من الإيمان والدخول في الكفر ، فهذه بلية قديمة ومحنة عظيمة للخلق .
والثالث : أنه تعالى لما وصفهم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) [الإسراء : 60] بين ما هو السبب لحصول هذا الطغيان وهو قول إبليس (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62لأحتنكن ذريته إلا قليلا ) فلأجل هذا المقصود ذكر الله تعالى قصة إبليس
وآدم ، فهذا هو الكلام في كيفية النظم .
المسألة الثانية : اعلم أن هذه القصة قد ذكرها الله تعالى في سور سبعة ، وهي : البقرة والأعراف والحجر وهذه السورة والكهف وطه وص ، والكلام المستقصى فيها قد تقدم في البقرة والأعراف والحجر فلا فائدة في الإعادة ولا بأس بتعديد بعض المسائل :
المسألة الأولى : اختلفوا في أن
nindex.php?page=treesubj&link=29737_31770المأمورين بالسجود لآدم أهم جميع الملائكة أم ملائكة الأرض على التخصيص ؟ فظاهر لفظ الملائكة يفيد العموم إلا أن قوله تعالى في آخر سورة الأعراف في صفة ملائكة السماوات (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206وله يسجدون ) [الأعراف : 206] يوجب خروج ملائكة السماوات من هذا العموم .
المسألة الثانية : أن المراد من هذه السجدة وضع الجبهة على الأرض أو التحية ، وعلى التقدير الأول
[ ص: 4 ] فآدم كان هو المسجود له أو يقال كان المسجود له هو الله تعالى ،
وآدم كان قبلة للسجود ؟
المسألة الثالثة : أن
nindex.php?page=treesubj&link=31771_31766إبليس هل هو من الملائكة أم لا ؟ وإن لم يكن من الملائكة فأمر الملائكة بالسجود كيف يتناوله ؟
المسألة الرابعة : هل كان إبليس كافرا من أول الأمر أو يقال إنما كفر في ذلك الوقت ؟
المسألة الخامسة : الملائكة سجدوا لآدم من أول ما كملت حياته أو بعد ذلك ؟
المسألة السادسة : شبهة إبليس في الامتناع من السجود أهو قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61أأسجد لمن خلقت طينا ) أو غيره ؟
المسألة السابعة : دلت هذه الآيات على أن
nindex.php?page=treesubj&link=18672_18676_31771إبليس كان عارفا بربه ، إلا أنه وقع في الكفر بسبب الكبر والحسد ، ومنهم من أنكر وقال ما عرف الله البتة .
المسألة الثامنة : ما سبب حكمة إمهال إبليس وتسليطه على الخلق بالوسوسة ؟
ولنرجع إلى التفسير فنقول : إنه تعالى حكى في هذه الآية عن إبليس نوعا واحدا من العمل ونوعين من القول ، أما العمل فهو أنه لم يسجد
لآدم وهو المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61فسجدوا إلا إبليس ) وأما النوعان من القول :
فأولهما قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61أأسجد لمن خلقت طينا ) وهذا استفهام بمعنى الإنكار معناه أن أصلي أشرف من أصله فوجب أن أكون أنا أشرف منه ، والأشرف يقبح في العقول أمره بخدمة الأدنى .
والنوع الثاني من كلامه : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62أرأيتك هذا الذي كرمت علي ) قال الزجاج : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62أرأيتك ) معناه أخبرني ، وقد استقصينا [البحث] في تفسير هذه الكلمة في سورة الأنعام . وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62هذا الذي كرمت علي ) فيه وجوه :
الأول : معناه : أخبرني عن هذا الذي فضلته علي ، لم فضلته علي وأنا خير منه ؟ ثم اختصر الكلام لكونه مفهوما .
الثاني : يمكن أن يقال هذا مبتدأ محذوف منه حرف الاستفهام ، والذي مع صلته خبر ، تقديره أخبرني أهذا الذي كرمته علي! وذلك على وجه الاستصغار والاستحقار ، وإنما حذف حرف الاستفهام لأن حصوله في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62أرأيتك ) أغنى عن تكراره .
والوجه الثالث : أن يكون هذا مفعول أرأيت لأن الكاف جاءت لمجرد الخطاب لا محل لها ، كأنه قال على وجه التعجب والإنكار أبصرت أو علمت هذا الذي كرمت علي ، بمعنى لو أبصرته أو علمته لكان يجب أن لا تكرمه علي ، هذا هو حقيقة هذه الكلمة . ثم قال تعالى حكاية [عنه] (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=34077_28988_28932_28935_28938_28929_28926_28920_28923لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ) وفيه مباحث :
البحث الأول : قرأ
ابن كثير (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62لئن أخرتني إلى يوم القيامة ) بإثبات الياء في الوصل والوقف ، وقرأ
عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي بالحذف
ونافع وأبو عمرو بإثباته في الوصل دون الوقف .
البحث الثاني : في الاحتناك قولان :
أحدهما : أنه عبارة عن الأخذ بالكلية ، يقال : احتنك فلان ما عند فلان من مال إذا استقصاه وأخذه بالكلية ، واحتنك الجراد الزرع إذا أكله بالكلية .
والثاني : أنه من قول العرب حنك الدابة يحنكها ، إذا جعل في حنكها الأسفل حبلا يقودها به ، وقال
أبو مسلم : الاحتناك افتعال من الحنك كأنهم يملكهم كما يملك الفارس فرسه بلجامه ، فعلى القول الأول معنى الآية لأستأصلنهم بالإغواء . وعلى القول الثاني لأقودنهم إلى المعاصي كما تقاد الدابة بحبلها .
البحث الثالث : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62إلا قليلا ) هم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله
[ ص: 5 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=65إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) فإن قيل كيف ظن إبليس هذا الظن الصادق بذرية
آدم ؟ قلنا فيه وجوه :
الأول : أنه سمع الملائكة يقولون (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) [البقرة : 30] فعرف هذه الأحوال .
الثاني : أنه وسوس إلى
آدم فلم يجد له عزما ، فقال الظاهر أن أولاده يكونون مثله في ضعف العزم .
الثالث : أنه عرف أنه مركب من قوة بهيمية شهوانية ، وقوة سبعية غضبية ، وقوة وهمية شيطانية ، وقوة عقلية ملكية ، وعرف أن القوى الثلاث أعني الشهوانية والغضبية والوهمية تكون هي المستولية في أول الخلقة ، ثم إن القوة العقلية إنما تكمل في آخر الأمر ، ومتى كان الأمر كذلك كان ما ذكره إبليس لازما . واعلم أنه تعالى لما حكى عن إبليس ذلك حكى عن نفسه أنه تعالى قال له اذهب ، وهذا ليس من الذهاب الذي هو نقيض المجيء وإنما معناه امض لشأنك الذي اخترته ، والمقصود التخلية وتفويض الأمر إليه .
ثم قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ) ونظيره قول
موسى - عليه الصلاة والسلام - (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=97فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ) [طه : 97] فإن قيل أليس الأولى أن يقال : فإن جهنم جزاؤهم جزاء موفورا ، ليكون هذا الضمير راجعا إلى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63فمن تبعك ) ؟ . قلنا فيه وجوه :
الأول : التقدير فإن جهنم جزاؤهم وجزاؤكم ثم غلب المخاطب على الغائب فقيل جزاؤكم .
والثاني : يجوز أن يكون هذا الخطاب مع الغائبين على طريقة الالتفات .
والثالث : أنه صلى الله عليه وسلم قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013050من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فكل معصية توجد فيحصل لإبليس مثل وزر ذلك العامل .
فلما كان
nindex.php?page=treesubj&link=31772_28798_30464_32025إبليس هو الأصل في كل المعاصي صار المخاطب بالوعيد هو إبليس ، ثم قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63جزاء موفورا ) وهذه اللفظة قد تجيء متعديا ولازما ، أما المتعدي فيقال : وفرته أفره وفرا وفرة فهو موفور [و] موفر ، قال
زهير ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
واللازم كقوله : وفر المال يفر وفورا فهو وافر ، فعلى التقدير الأول : يكون المعنى جزاء موفورا موفرا .
وعلى الثاني : يكون المعنى جزاء موفورا وافرا ، وانتصب قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63جزاء ) على المصدر .
[ ص: 3 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ) فِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي كَيْفِيَّةِ النَّظْمِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ فِي مِحْنَةٍ عَظِيمَةٍ مِنْ قَوْمِهِ وَأَهْلِ زَمَانِهِ ، بَيَّنَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32024_32025_31788حَالَ الْأَنْبِيَاءِ مَعَ أَهْلِ زَمَانِهِمْ كَذَلِكَ . أَلَا تَرَى أَنَّ أَوَّلَ الْأَوْلِيَاءِ هُوَ
آدَمُ ، ثُمَّ إِنَّهُ كَانَ فِي مِحْنَةٍ شَدِيدَةٍ مِنْ إِبْلِيسَ .
الثَّانِي : أَنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا نَازَعُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَانَدُوهُ وَاقْتَرَحُوا عَلَيْهِ الِاقْتِرَاحَاتِ الْبَاطِلَةَ لِأَمْرَيْنِ : الْكِبْرُ وَالْحَسَدُ ، أَمَّا الْكِبْرُ فَلِأَنَّ تَكَبُّرَهُمْ كَانَ يَمْنَعُهُمْ مِنَ الِانْقِيَادِ ، وَأَمَّا الْحَسَدُ فَلِأَنَّهُمْ كَانُوا يَحْسُدُونَهُ عَلَى مَا آتَاهُ اللَّهُ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالدَّرَجَةِ الْعَالِيَةِ ، فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=31771الْكِبْرَ وَالْحَسَدَ هُمَا اللَّذَانِ حَمَلَا إِبْلِيسَ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الْإِيمَانِ وَالدُّخُولِ فِي الْكُفْرِ ، فَهَذِهِ بَلِيَّةٌ قَدِيمَةٌ وَمِحْنَةٌ عَظِيمَةٌ لِلْخَلْقِ .
وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا وَصَفَهُمْ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ) [الْإِسْرَاءِ : 60] بَيَّنَ مَا هُوَ السَّبَبُ لِحُصُولِ هَذَا الطُّغْيَانِ وَهُوَ قَوْلُ إِبْلِيسَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ) فَلِأَجْلِ هَذَا الْمَقْصُودِ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى قِصَّةَ إِبْلِيسَ
وَآدَمَ ، فَهَذَا هُوَ الْكَلَامُ فِي كَيْفِيَّةِ النَّظْمِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : اعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ قَدْ ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي سُوَرٍ سَبْعَةٍ ، وَهِيَ : الْبَقَرَةُ وَالْأَعْرَافُ وَالْحِجْرُ وَهَذِهِ السُّورَةُ وَالْكَهْفُ وَطَهَ وَصَ ، وَالْكَلَامُ الْمُسْتَقْصَى فِيهَا قَدْ تَقَدَّمَ فِي الْبَقَرَةِ وَالْأَعْرَافِ وَالْحِجْرِ فَلَا فَائِدَةَ فِي الْإِعَادَةِ وَلَا بَأْسَ بِتَعْدِيدِ بَعْضِ الْمَسَائِلِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : اخْتَلَفُوا فِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29737_31770الْمَأْمُورِينَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ أَهُمْ جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ أَمْ مَلَائِكَةُ الْأَرْضِ عَلَى التَّخْصِيصِ ؟ فَظَاهِرُ لَفْظِ الْمَلَائِكَةِ يُفِيدُ الْعُمُومَ إِلَّا أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي آخِرِ سُورَةِ الْأَعْرَافِ فِي صِفَةِ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206وَلَهُ يَسْجُدُونَ ) [الْأَعْرَافِ : 206] يُوجِبُ خُرُوجَ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ مِنْ هَذَا الْعُمُومِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ هَذِهِ السَّجْدَةِ وَضْعُ الْجَبْهَةِ عَلَى الْأَرْضِ أَوِ التَّحِيَّةُ ، وَعَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ
[ ص: 4 ] فَآدَمُ كَانَ هُوَ الْمَسْجُودَ لَهُ أَوْ يُقَالُ كَانَ الْمَسْجُودُ لَهُ هُوَ اللَّهَ تَعَالَى ،
وَآدَمُ كَانَ قِبْلَةً لِلسُّجُودِ ؟
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31771_31766إِبْلِيسَ هَلْ هُوَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَمْ لَا ؟ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَأَمْرُ الْمَلَائِكَةِ بِالسُّجُودِ كَيْفَ يَتَنَاوَلُهُ ؟
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : هَلْ كَانَ إِبْلِيسُ كَافِرًا مِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ أَوْ يُقَالُ إِنَّمَا كَفَرَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ؟
الْمَسْأَلَةُ الْخَامِسَةُ : الْمَلَائِكَةُ سَجَدُوا لِآدَمَ مِنْ أَوَّلِ مَا كَمُلَتْ حَيَاتُهُ أَوْ بَعْدِ ذَلِكَ ؟
الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ : شُبْهَةُ إِبْلِيسَ فِي الِامْتِنَاعِ مِنَ السُّجُودِ أَهْوَ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ) أَوْ غَيْرُهُ ؟
الْمَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ : دَلَّتْ هَذِهِ الْآيَاتُ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18672_18676_31771إِبْلِيسَ كَانَ عَارِفًا بِرَبِّهِ ، إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ فِي الْكُفْرِ بِسَبَبِ الْكِبْرِ وَالْحَسَدِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ وَقَالَ مَا عَرَفَ اللَّهَ الْبَتَّةَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّامِنَةُ : مَا سَبَبُ حِكْمَةِ إِمْهَالِ إِبْلِيسَ وَتَسْلِيطِهِ عَلَى الْخَلْقِ بِالْوَسْوَسَةِ ؟
وَلْنَرْجِعْ إِلَى التَّفْسِيرِ فَنَقُولُ : إِنَّهُ تَعَالَى حَكَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَنْ إِبْلِيسَ نَوْعًا وَاحِدًا مِنَ الْعَمَلِ وَنَوْعَيْنِ مِنَ الْقَوْلِ ، أَمَّا الْعَمَلُ فَهُوَ أَنَّهُ لَمْ يَسْجُدْ
لِآدَمَ وَهُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ) وَأَمَّا النَّوْعَانِ مِنَ الْقَوْلِ :
فَأَوَّلُهُمَا قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=61أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ) وَهَذَا اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى الْإِنْكَارِ مَعْنَاهُ أَنَّ أَصْلِي أَشْرَفُ مِنْ أَصْلِهِ فَوَجَبَ أَنْ أَكُونَ أَنَا أَشْرَفُ مِنْهُ ، وَالْأَشْرَفُ يَقْبُحُ فِي الْعُقُولِ أَمْرُهُ بِخِدْمَةِ الْأَدْنَى .
وَالنَّوْعُ الثَّانِي مِنْ كَلَامِهِ : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ ) قَالَ الزَّجَّاجُ : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62أَرَأَيْتَكَ ) مَعْنَاهُ أَخْبِرْنِي ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْنَا [الْبَحْثَ] فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ . وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ ) فِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : مَعْنَاهُ : أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الَّذِي فَضَّلْتَهُ عَلَيَّ ، لِمَ فَضَّلْتَهُ عَلَيَّ وَأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ؟ ثُمَّ اخْتَصَرَ الْكَلَامَ لِكَوْنِهِ مَفْهُومًا .
الثَّانِي : يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ هَذَا مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفٌ مِنْهُ حَرْفُ الِاسْتِفْهَامِ ، وَالَّذِي مَعَ صِلَتِهِ خَبَرٌ ، تَقْدِيرُهُ أَخْبِرْنِي أَهَذَا الَّذِي كَرَّمْتَهُ عَلَيَّ! وَذَلِكَ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِصْغَارِ وَالِاسْتِحْقَارِ ، وَإِنَّمَا حُذِفَ حَرْفُ الِاسْتِفْهَامِ لِأَنَّ حُصُولَهُ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62أَرَأَيْتَكَ ) أَغْنَى عَنْ تَكْرَارِهِ .
وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ : أَنْ يَكُونَ هَذَا مَفْعُولُ أَرَأَيْتَ لِأَنَّ الْكَافَ جَاءَتْ لِمُجَرَّدِ الْخِطَابِ لَا مَحَلَّ لَهَا ، كَأَنَّهُ قَالَ عَلَى وَجْهِ التَّعَجُّبِ وَالْإِنْكَارِ أَبْصَرْتَ أَوْ عَلِمْتَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ ، بِمَعْنَى لَوْ أَبْصَرْتَهُ أَوْ عَلِمْتَهُ لَكَانَ يَجِبُ أَنْ لَا تُكَرِّمَهُ عَلَيَّ ، هَذَا هُوَ حَقِيقَةُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى حِكَايَةً [عَنْهُ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=34077_28988_28932_28935_28938_28929_28926_28920_28923لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ) وَفِيهِ مَبَاحِثُ :
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ فِي الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ ، وَقَرَأَ
عَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ بِالْحَذْفِ
وَنَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو بِإِثْبَاتِهِ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ .
الْبَحْثُ الثَّانِي : فِي الِاحْتِنَاكِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ عِبَارَةٌ عَنِ الْأَخْذِ بِالْكُلِّيَّةِ ، يُقَالُ : احْتَنَكَ فُلَانٌ مَا عِنْدَ فُلَانٍ مِنْ مَالٍ إِذَا اسْتَقْصَاهُ وَأَخَذَهُ بِالْكُلِّيَّةِ ، وَاحْتَنَكَ الْجَرَادُ الزَّرْعَ إِذَا أَكَلَهُ بِالْكُلِّيَّةِ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ حَنَّكَ الدَّابَّةَ يُحَنِّكُهَا ، إِذَا جَعَلَ فِي حَنَكِهَا الْأَسْفَلِ حَبْلًا يَقُودُهَا بِهِ ، وَقَالَ
أَبُو مُسْلِمٍ : الِاحْتِنَاكُ افْتِعَالٌ مِنَ الْحَنَكِ كَأَنَّهُمْ يَمْلِكُهُمْ كَمَا يَمْلِكُ الْفَارِسُ فَرَسَهُ بِلِجَامِهِ ، فَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ مَعْنَى الْآيَةِ لَأَسْتَأْصِلَنَّهُمْ بِالْإِغْوَاءِ . وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي لَأَقُودَنَّهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي كَمَا تُقَادُ الدَّابَّةُ بِحَبْلِهَا .
الْبَحْثُ الثَّالِثُ : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=62إِلَّا قَلِيلًا ) هُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ
[ ص: 5 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=65إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ ظَنَّ إِبْلِيسُ هَذَا الظَّنَّ الصَّادِقَ بِذُرِّيَّةِ
آدَمَ ؟ قُلْنَا فِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ سَمِعَ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) [الْبَقَرَةِ : 30] فَعَرَفَ هَذِهِ الْأَحْوَالَ .
الثَّانِي : أَنَّهُ وَسْوَسَ إِلَى
آدَمَ فَلَمْ يَجِدْ لَهُ عَزْمًا ، فَقَالَ الظَّاهِرُ أَنَّ أَوْلَادَهُ يَكُونُونَ مِثْلَهُ فِي ضَعْفِ الْعَزْمِ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنْ قُوَّةٍ بَهِيمِيَّةٍ شَهْوَانِيَّةٍ ، وَقُوَّةٍ سَبُعِيَّةٍ غَضَبِيَّةٍ ، وَقُوَّةٍ وَهْمِيَّةٍ شَيْطَانِيَّةٍ ، وَقُوَّةٍ عَقْلِيَّةٍ مَلَكِيَّةٍ ، وَعَرَفَ أَنَّ الْقُوَى الثَّلَاثَ أَعْنِي الشَّهْوَانِيَّةَ وَالْغَضَبِيَّةَ وَالْوَهْمِيَّةَ تَكُونُ هِيَ الْمُسْتَوْلِيَةُ فِي أَوَّلِ الْخِلْقَةِ ، ثُمَّ إِنَّ الْقُوَّةَ الْعَقْلِيَّةَ إِنَّمَا تَكْمُلُ فِي آخِرِ الْأَمْرِ ، وَمَتَى كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ كَانَ مَا ذَكَرَهُ إِبْلِيسُ لَازِمًا . وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا حَكَى عَنْ إِبْلِيسَ ذَلِكَ حَكَى عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ لَهُ اذْهَبْ ، وَهَذَا لَيْسَ مِنَ الذَّهَابِ الَّذِي هُوَ نَقِيضُ الْمَجِيءِ وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ امْضِ لِشَأْنِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ ، وَالْمَقْصُودُ التَّخْلِيَةُ وَتَفْوِيضُ الْأَمْرِ إِلَيْهِ .
ثُمَّ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ) وَنَظِيرُهُ قَوْلُ
مُوسَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=97فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ) [طه : 97] فَإِنْ قِيلَ أَلَيْسَ الْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ : فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُهُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ، لِيَكُونَ هَذَا الضَّمِيرُ رَاجِعًا إِلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63فَمَنْ تَبِعَكَ ) ؟ . قُلْنَا فِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : التَّقْدِيرُ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُهُمْ وَجَزَاؤُكُمْ ثُمَّ غُلِّبَ الْمُخَاطَبُ عَلَى الْغَائِبِ فَقِيلَ جَزَاؤُكُمْ .
وَالثَّانِي : يَجُوزُ أَنَّ يَكُونَ هَذَا الْخِطَابُ مَعَ الْغَائِبِينَ عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ .
وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013050مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) فَكُلُّ مَعْصِيَةٍ تُوجَدُ فَيَحْصُلُ لِإِبْلِيسَ مِثْلُ وِزْرِ ذَلِكَ الْعَامِلِ .
فَلَمَّا كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=31772_28798_30464_32025إِبْلِيسُ هُوَ الْأَصْلَ فِي كُلِّ الْمَعَاصِي صَارَ الْمُخَاطَبُ بِالْوَعِيدِ هُوَ إِبْلِيسُ ، ثُمَّ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63جَزَاءً مَوْفُورًا ) وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ قَدْ تَجِيءُ مُتَعَدِّيًا وَلَازِمًا ، أَمَّا الْمُتَعَدِّي فَيُقَالُ : وَفَرْتُهُ أَفِرُهُ وَفْرًا وَفِرَةً فَهُوَ مَوْفُورٌ [وَ] مُوَفَّرٌ ، قَالَ
زُهَيْرٌ وَمَنْ يَجْعَلِ الْمَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِرْهُ وَمَنْ لَا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
وَاللَّازِمُ كَقَوْلِهِ : وَفَرَ الْمَالُ يَفِرُ وُفُورًا فَهُوَ وَافِرٌ ، فَعَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ : يَكُونُ الْمَعْنَى جَزَاءً مَوْفُورًا مُوَفَّرًا .
وَعَلَى الثَّانِي : يَكُونُ الْمَعْنَى جَزَاءً مَوْفُورًا وَافِرًا ، وَانْتَصَبَ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=63جَزَاءً ) عَلَى الْمَصْدَرِ .