(
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا ) وفي الآية مسائل :
المسألة الأولى : اعلم أنه تعالى لما بين في الآية الأولى أنه ما آتاهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85من العلم إلا قليلا ) بين في هذه الآية أنه لو شاء أن يأخذ منهم ذلك القليل أيضا لقدر عليه ، وذلك بأن يمحو حفظه من القلوب وكتابته من الكتب ، وهذا وإن كان أمرا مخالفا للعادة إلا أنه تعالى قادر عليه .
المسألة الثانية : احتج
الكعبي بهذه الآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=29453القرآن مخلوق فقال والذي يقدر على إزالته والذهاب به يستحيل أن يكون قديما بل يجب أن يكون محدثا ، وهذا الاستدلال بعيد لأن المراد بهذا الإذهاب إزالة العلم به عن القلوب وإزالة النقوش الدالة عليه عن المصحف ، وذلك لا يوجب كون ذلك المعلوم المدلول محدثا ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ) أي لا تجد من تتوكل عليه في رد شيء منه ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إلا رحمة من ربك ) أي إلا أن يرحمك ربك فيرده عليك ، أو يكون على الاستثناء المنقطع بمعنى : ولكن رحمة ربك تركته غير مذهوب به ، وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=28740امتنان من الله ببقاء القرآن ، على أنه تعالى من على جميع العلماء بنوعين من المنة :
أحدهما : تسهيل ذلك العلم عليه .
الثاني : إبقاء حفظه عليه ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إن فضله كان عليك كبيرا ) فيه قولان :
الأول : المراد أن فضله كان عليك كبيرا بسبب إبقاء العلم والقرآن عليك .
الثاني : المراد أن فضله كان عليك كبيرا بسبب أنه جعلك سيد ولد
آدم وختم بك النبيين وأعطاك المقام المحمود فلما كان كذلك لا جرم أنعم عليك أيضا بإبقاء العلم والقرآن عليك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ) وَفِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ فِي الْآيَةِ الْأُولَى أَنَّهُ مَا آتَاهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) بَيَّنَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ لَوْ شَاءَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ ذَلِكَ الْقَلِيلَ أَيْضًا لَقَدَرَ عَلَيْهِ ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَمْحُوَ حِفْظَهُ مِنَ الْقُلُوبِ وَكِتَابَتَهُ مِنَ الْكُتُبِ ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ أَمْرًا مُخَالِفًا لِلْعَادَةِ إِلَّا أَنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَيْهِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : احْتَجَّ
الْكَعْبِيُّ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29453الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَالَ وَالَّذِي يَقْدِرُ عَلَى إِزَالَتِهِ وَالذَّهَابِ بِهِ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ قَدِيمًا بَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُحْدَثًا ، وَهَذَا الِاسْتِدْلَالُ بَعِيدٌ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْإِذْهَابِ إِزَالَةُ الْعِلْمِ بِهِ عَنِ الْقُلُوبِ وَإِزَالَةُ النُّقُوشِ الدَّالَّةِ عَلَيْهِ عَنِ الْمُصْحَفِ ، وَذَلِكَ لَا يُوجِبُ كَوْنَ ذَلِكَ الْمَعْلُومِ الْمَدْلُولِ مُحْدَثًا ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا ) أَيْ لَا تَجِدُ مَنْ تَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ فِي رَدِّ شَيْءٍ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) أَيْ إِلَّا أَنْ يَرْحَمَكَ رَبُّكَ فَيَرُدَّهُ عَلَيْكَ ، أَوْ يَكُونَ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ بِمَعْنَى : وَلَكِنَّ رَحْمَةَ رَبِّكَ تَرَكَتْهُ غَيْرَ مَذْهُوبٍ بِهِ ، وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28740امْتِنَانٌ مِنَ اللَّهِ بِبَقَاءِ الْقُرْآنِ ، عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى مَنَّ عَلَى جَمِيعِ الْعُلَمَاءِ بِنَوْعَيْنِ مِنَ الْمِنَّةِ :
أَحَدُهُمَا : تَسْهِيلُ ذَلِكَ الْعِلْمِ عَلَيْهِ .
الثَّانِي : إِبْقَاءُ حِفْظِهِ عَلَيْهِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ) فِيهِ قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : الْمُرَادُ أَنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا بِسَبَبِ إِبْقَاءِ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ عَلَيْكَ .
الثَّانِي : الْمُرَادُ أَنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا بِسَبَبِ أَنَّهُ جَعَلَكَ سَيِّدَ وَلَدِ
آدَمَ وَخَتَمَ بِكَ النَّبِيِّينَ وَأَعْطَاكَ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ فَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ لَا جَرَمَ أَنْعَمَ عَلَيْكَ أَيْضًا بِإِبْقَاءِ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ عَلَيْكَ .