(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) .
اعلم أنه تعالى ذكر من قبل جملة من واقعتهم ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نحن نقص عليك نبأهم بالحق ) أي على وجه الصدق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13إنهم فتية آمنوا بربهم ) كانوا جماعة من الشبان آمنوا بالله ، ثم قال تعالى في صفاتهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم ) أي ألهمناها الصبر وثبتناها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14إذ قاموا ) وفي هذا القيام أقوال :
الأول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : كانوا عظماء مدينتهم فخرجوا فاجتمعوا وراء المدينة من غير ميعاد ، فقال رجل منهم أكبر القوم : إني لأجد في نفسي شيئا ما أظن أن أحدا يجده ، قالوا ما تجد ؟ قال : أجد في نفسي أن ربي رب السماوات والأرض .
القول الثاني : أنهم قاموا بين يدي ملكهم
دقيانوس الجبار ، وقالوا : ربنا رب السماوات والأرض ، وذلك لأنه كان يدعو الناس إلى عبادة الطواغيت ، فثبت الله هؤلاء الفتية ، وعصمهم حتى عصوا ذلك الجبار ، وأقروا بربوبية الله ، وصرحوا بالبراءة عن الشركاء والأنداد .
والقول الثالث : -وهو قول
عطاء ومقاتل - أنهم قالوا ذلك عند قيامهم من النوم ، وهذا بعيد ؛ لأن الله استأنف قصتهم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نحن نقص عليك ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لقد قلنا إذا شططا ) معنى الشطط في اللغة مجاوزة الحد ، قال
الفراء : يقال قد أشط في السوم إذ جاوز الحد ، ولم يسمع إلا أشط يشط إشطاطا وشططا ، وحكى
الزجاج وغيره شط الرجل وأشط إذا جاوز الحد ، ومنه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22ولا تشطط ) ( ص : 22 ) وأصل هذا من قولهم : شطت الدار إذا بعدت ، فالشطط البعد عن الحق ، وهو ههنا منصوب على المصدر ، والمعنى لقد قلنا إذا قولا شططا ، أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة ) هذا من قول
nindex.php?page=treesubj&link=32007_29676أصحاب الكهف ، ويعنون الذين كانوا في زمان
دقيانوس عبدوا الأصنام ( لولا يأتون -هلا يأتون- عليهم بسلطان بين ) بحجة بينة ،
[ ص: 84 ] ومعنى عليهم أي على عبادة الآلهة ، ومعنى الكلام : أن عدم البينة بعدم الدلائل على ذلك لا يدل على عدم المدلول ، ومن الناس من يحتج بعدم الدليل على عدم المدلول ويستدل على صحة هذه الطريقة بهذه الآية ، فقال : إنه تعالى استدل على عدم الشركاء والأضداد بعدم الدليل عليها فثبت أن الاستدلال بعدم الدليل على عدم المدلول طريقة قوية ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) يعني أن الحكم بثبوت الشيء مع عدم الدليل عليه ظلم وافتراء على الله وكذب عليه ، وهذا من أعظم الدلائل على فساد
nindex.php?page=treesubj&link=22311القول بالتقليد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ مِنْ قَبْلُ جُمْلَةً مَنْ وَاقِعَتِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ) أَيْ عَلَى وَجْهِ الصِّدْقِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ ) كَانُوا جَمَاعَةً مِنَ الشُّبَّانِ آمَنُوا بِاللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِي صِفَاتِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ) أَيْ أَلْهَمْنَاهَا الصَّبْرَ وَثَبَّتْنَاهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14إِذْ قَامُوا ) وَفِي هَذَا الْقِيَامِ أَقْوَالٌ :
الْأَوَّلُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : كَانُوا عُظَمَاءَ مَدِينَتِهِمْ فَخَرَجُوا فَاجْتَمَعُوا وَرَاءَ الْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ مِيعَادٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَكْبَرُ الْقَوْمِ : إِنِّي لَأَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا يَجِدُهُ ، قَالُوا مَا تَجِدُ ؟ قَالَ : أَجِدُ فِي نَفْسِي أَنَّ رَبِّي رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .
الْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُمْ قَامُوا بَيْنَ يَدَيْ مَلِكِهِمْ
دِقْيَانُوسَ الْجَبَّارِ ، وَقَالُوا : رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ الطَّوَاغِيتِ ، فَثَبَّتَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةَ ، وَعَصَمَهُمْ حَتَّى عَصَوْا ذَلِكَ الْجَبَّارَ ، وَأَقَرُّوا بِرُبُوبِيَّةِ اللَّهِ ، وَصَرَّحُوا بِالْبَرَاءَةِ عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالْأَنْدَادِ .
وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ : -وَهُوَ قَوْلُ
عَطَاءٍ وَمُقَاتِلٍ - أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِهِمْ مِنَ النَّوْمِ ، وَهَذَا بِعِيدٌ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ اسْتَأْنَفَ قِصَّتَهُمْ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ ) وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ) مَعْنَى الشَّطَطِ فِي اللُّغَةِ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : يُقَالُ قَدْ أَشَطَّ فِي السَّوْمِ إِذْ جَاوَزَ الْحَدَّ ، وَلَمْ يُسْمَعْ إِلَّا أَشَطَّ يُشِطُّ إِشْطَاطًا وَشَطَطًا ، وَحَكَى
الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ شَطَّ الرَّجُلُ وَأَشَطَّ إِذَا جَاوَزَ الْحَدَّ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=22وَلَا تُشْطِطْ ) ( ص : 22 ) وَأَصْلُ هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ : شَطَّتِ الدَّارُ إِذَا بَعُدَتْ ، فَالشَّطَطُ الْبُعْدُ عَنِ الْحَقِّ ، وَهُوَ هَهُنَا مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ ، وَالْمَعْنَى لَقَدْ قُلْنَا إِذًا قَوْلًا شَطَطًا ، أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ) هَذَا مِنْ قَوْلِ
nindex.php?page=treesubj&link=32007_29676أَصْحَابِ الْكَهْفِ ، وَيَعْنُونَ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَانِ
دِقْيَانُوسَ عَبَدُوا الْأَصْنَامَ ( لَوْلَا يَأْتُونَ -هَلَّا يَأْتُونَ- عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ) بِحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ ،
[ ص: 84 ] وَمَعْنَى عَلَيْهِمْ أَيْ عَلَى عِبَادَةِ الْآلِهَةِ ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ : أَنَّ عَدَمَ الْبَيِّنَةِ بِعَدَمِ الدَّلَائِلِ عَلَى ذَلِكَ لَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْمَدْلُولِ ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَحْتَجُّ بِعَدَمِ الدَّلِيلِ عَلَى عَدَمِ الْمَدْلُولِ وَيَسْتَدِلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ بِهَذِهِ الْآيَةِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ تَعَالَى اسْتَدَلَّ عَلَى عَدَمِ الشُّرَكَاءِ وَالْأَضْدَادِ بِعَدَمِ الدَّلِيلِ عَلَيْهَا فَثَبَتَ أَنَّ الِاسْتِدْلَالَ بِعَدَمِ الدَّلِيلِ عَلَى عَدَمِ الْمَدْلُولِ طَرِيقَةٌ قَوِيَّةٌ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) يَعْنِي أَنَّ الْحُكْمَ بِثُبُوتِ الشَّيْءِ مَعَ عَدَمِ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ ظُلْمٌ وَافْتِرَاءٌ عَلَى اللَّهِ وَكَذِبٌ عَلَيْهِ ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الدَّلَائِلِ عَلَى فَسَادِ
nindex.php?page=treesubj&link=22311الْقَوْلِ بِالتَّقْلِيدِ .