[ ص: 5 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=4وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2وهو العزيز ) أي كامل القدرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2الحكيم ) أي كامل العلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3ياأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم )
لما بين أن الحمد لله ، وبين بعض وجوه النعمة التي تستوجب الحمد على سبيل التفصيل بين نعمه على سبيل الإجمال فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3اذكروا نعمة الله ) وهي مع كثرتها منحصرة في قسمين
nindex.php?page=treesubj&link=29485نعمة الإيجاد ، ونعمة الإبقاء .
فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3هل من خالق غير الله ) إشارة إلى نعمة الإيجاد في الابتداء .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3يرزقكم من السماء والأرض ) إشارة إلى نعمة الإبقاء بالرزق إلى الانتهاء .
ثم بين أنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3لا إله إلا هو ) نظرا إلى عظمته حيث هو عزيز حكيم قادر على كل شيء قدير نافذ الإرادة في كل شيء ولا مثل لهذا ولا معبود لذاته غير هذا ونظرا إلى نعمته حيث لا خالق غيره ولا رازق إلا هو .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3فأنى تؤفكون ) أي كيف تصرفون عن هذا الظاهر ؟ فكيف تشركون المنحوت بمن له الملكوت .
ثم لما بين الأصل الأول وهو التوحيد ، ذكر الأصل الثاني : وهو الرسالة فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=4وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك ) .
ثم بين من حيث الإجمال أن المكذب في العذاب . والمكذب له الثواب بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=4وإلى الله ترجع الأمور ) ثم بين الأصل الثالث : وهو الحشر .
فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5ياأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) أي الشيطان وقد ذكرنا ما فيه من المعنى اللطيف في تفسير سورة لقمان ونعيده ههنا فنقول : المكلف قد يكون ضعيف الذهن قليل العقل سخيف الرأي فيغتر بأدنى شيء ، وقد يكون فوق ذلك فلا يغتر به ولكن إذا جاءه غار وزين له ذلك الشيء وهون عليه مفاسده ، وبين له منافعه ، يغتر لما فيها من اللذة مع ما ينضم إليه من دعاء ذلك الغار إليه ، وقد يكون قوي الجأش غزير العقل فلا يغتر ولا يغر فقال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5فلا تغرنكم الحياة الدنيا ) إشارة إلى الدرجة الأولى ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5ولا يغرنكم بالله الغرور ) إشارة إلى الثانية ليكون واقعا في الدرجة الثالثة وهي العليا فلا يغر ولا يغتر .
[ ص: 5 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=4وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2وَهُوَ الْعَزِيزُ ) أَيْ كَامِلُ الْقُدْرَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2الْحَكِيمُ ) أَيْ كَامِلُ الْعِلْمِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )
لَمَّا بَيَّنَ أَنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، وَبَيَّنَ بَعْضَ وُجُوهِ النِّعْمَةِ الَّتِي تَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ عَلَى سَبِيلِ التَّفْصِيلِ بَيَّنَ نِعَمَهُ عَلَى سَبِيلِ الْإِجْمَالِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) وَهِيَ مَعَ كَثْرَتِهَا مُنْحَصِرَةٌ فِي قِسْمَيْنِ
nindex.php?page=treesubj&link=29485نِعْمَةِ الْإِيجَادِ ، وَنِعْمَةِ الْإِبْقَاءِ .
فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) إِشَارَةً إِلَى نِعْمَةِ الْإِيجَادِ فِي الِابْتِدَاءِ .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) إِشَارَةً إِلَى نِعْمَةِ الْإِبْقَاءِ بِالرِّزْقِ إِلَى الِانْتِهَاءِ .
ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) نَظَرًا إِلَى عَظَمَتِهِ حَيْثُ هُوَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ نَافِذُ الْإِرَادَةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَلَا مِثْلَ لِهَذَا وَلَا مَعْبُودَ لِذَاتِهِ غَيْرُ هَذَا وَنَظَرًا إِلَى نِعْمَتِهِ حَيْثُ لَا خَالِقَ غَيْرُهُ وَلَا رَازِقَ إِلَّا هُوَ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=3فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) أَيْ كَيْفَ تُصْرَفُونَ عَنْ هَذَا الظَّاهِرِ ؟ فَكَيْفَ تُشْرِكُونَ الْمَنْحُوتَ بِمَنْ لَهُ الْمَلَكُوتُ .
ثُمَّ لَمَّا بَيَّنَ الْأَصْلَ الْأَوَّلَ وَهُوَ التَّوْحِيدُ ، ذَكَرَ الْأَصْلَ الثَّانِيَ : وَهُوَ الرِّسَالَةُ فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=4وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ) .
ثُمَّ بَيَّنَ مِنْ حَيْثُ الْإِجْمَالُ أَنَّ الْمُكَذِّبَ فِي الْعَذَابِ . وَالْمُكَذَّبَ لَهُ الثَّوَابُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=4وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ) ثُمَّ بَيَّنَ الْأَصْلَ الثَّالِثَ : وَهُوَ الْحَشْرُ .
فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) أَيِ الشَّيْطَانُ وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا فِيهِ مِنَ الْمَعْنَى اللَّطِيفِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ لُقْمَانَ وَنُعِيدُهُ هَهُنَا فَنَقُولُ : الْمُكَلَّفُ قَدْ يَكُونُ ضَعِيفَ الذِّهْنِ قَلِيلَ الْعَقْلِ سَخِيفَ الرَّأْيِ فَيَغْتَرُّ بِأَدْنَى شَيْءٍ ، وَقَدْ يَكُونُ فَوْقَ ذَلِكَ فَلَا يَغْتَرُّ بِهِ وَلَكِنْ إِذَا جَاءَهُ غَارٌّ وَزَيَّنَ لَهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ وَهَوَّنَ عَلَيْهِ مَفَاسِدَهُ ، وَبَيَّنَ لَهُ مَنَافِعَهُ ، يَغْتَرُّ لِمَا فِيهَا مِنَ اللَّذَّةِ مَعَ مَا يَنْضَمُّ إِلَيْهِ مِنْ دُعَاءِ ذَلِكَ الْغَارِّ إِلَيْهِ ، وَقَدْ يَكُونُ قَوِيَّ الْجَأْشِ غَزِيرَ الْعَقْلِ فَلَا يَغْتَرُّ وَلَا يُغَرُّ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) إِشَارَةً إِلَى الدَّرَجَةِ الْأُولَى ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) إِشَارَةً إِلَى الثَّانِيَةِ لِيَكُونَ وَاقِعًا فِي الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ وَهِيَ الْعُلْيَا فَلَا يُغَرُّ وَلَا يَغْتَرُّ .