(
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=7الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=28798إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) لما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5ولا يغرنكم بالله الغرور ) ذكر
[ ص: 6 ] ما يمنع العاقل من الاغترار ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) ولا تسمعوا قوله ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6فاتخذوه عدوا ) أي اعملوا ما يسوءه وهو العمل الصالح .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) إشارة إلى معنى لطيف وهو أن من يكون له عدو فله في أمره طريقان :
أحدهما : أن يعاديه مجازاة له على معاداته .
والثاني : أن يذهب عداوته بإرضائه ، فلما قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إن الشيطان لكم عدو ) أمرهم بالعداوة وأشار إلى أن الطريق ليس إلا هذا ، وأما الطريق الآخر وهو الإرضاء فلا فائدة فيه لأنكم إذا راضيتموه واتبعتموه فهو لا يؤديكم إلا إلى السعير .
واعلم أن من علم أن له عدوا لا مهرب له منه وجزم بذلك فإنه يقف عنده ويصبر على قتاله ، والصبر معه الظفر ، فكذلك الشيطان لا يقدر الإنسان أن يهرب منه فإنه معه ، ولا يزال يتبعه إلا أن يقف له ويهزمه ،
nindex.php?page=treesubj&link=28799فهزيمة الشيطان بعزيمة الإنسان ، فالطريق الثبات على الجادة والاتكال على العبادة .
ثم بين الله تعالى حال حزبه وحال حزب الله ، فقال :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=7الذين كفروا لهم عذاب شديد ) فالمعادي للشيطان وإن كان في الحال في عذاب ظاهر وليس بشديد ، والإنسان إذا كان عاقلا يختار العذاب المنقطع اليسير دفعا للعذاب الشديد المؤبد ألا ترى أن الإنسان إذ عرض في طريقه شوك ونار ولا يكون له بد من أحدهما يتخطى الشوك ولا يدخل النار ونسبة النار التي في الدنيا إلى النار التي في الآخرة دون نسبة الشوك إلى النار العاجلة .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=7والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير ) قد ذكر تفسيره مرارا ، وبين فيه أن
nindex.php?page=treesubj&link=29680الإيمان في مقابلته المغفرة فلا يؤبد مؤمن في النار ،
nindex.php?page=treesubj&link=29468والعمل الصالح في مقابلته الأجر الكبير .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=7الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=28798إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) لَمَّا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=5وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) ذَكَرَ
[ ص: 6 ] مَا يَمْنَعُ الْعَاقِلَ مِنَ الِاغْتِرَارِ ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) وَلَا تَسْمَعُوا قَوْلَهُ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) أَيِ اعْمَلُوا مَا يَسُوءُهُ وَهُوَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) إِشَارَةً إِلَى مَعْنًى لَطِيفٍ وَهُوَ أَنَّ مَنْ يَكُونُ لَهُ عَدُوٌّ فَلَهُ فِي أَمْرِهِ طَرِيقَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ يُعَادِيَهُ مُجَازَاةً لَهُ عَلَى مُعَادَاتِهِ .
وَالثَّانِي : أَنْ يُذْهِبَ عَدَاوَتَهُ بِإِرْضَائِهِ ، فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=6إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ ) أَمَرَهُمْ بِالْعَدَاوَةِ وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ الطَّرِيقَ لَيْسَ إِلَّا هَذَا ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الْآخَرُ وَهُوَ الْإِرْضَاءُ فَلَا فَائِدَةَ فِيهِ لِأَنَّكُمْ إِذَا رَاضَيْتُمُوهُ وَاتَّبَعْتُمُوهُ فَهُوَ لَا يُؤَدِّيكُمْ إِلَّا إِلَى السَّعِيرِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ عَلِمَ أَنَّ لَهُ عَدُوًّا لَا مَهْرَبَ لَهُ مِنْهُ وَجَزَمَ بِذَلِكَ فَإِنَّهُ يَقِفُ عِنْدَهُ وَيَصْبِرُ عَلَى قِتَالِهِ ، وَالصَّبْرُ مَعَهُ الظَّفَرُ ، فَكَذَلِكَ الشَّيْطَانُ لَا يَقْدِرُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَهْرُبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَعَهُ ، وَلَا يَزَالُ يَتْبَعُهُ إِلَّا أَنْ يَقِفَ لَهُ وَيَهْزِمَهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28799فَهَزِيمَةُ الشَّيْطَانِ بِعَزِيمَةِ الْإِنْسَانِ ، فَالطَّرِيقُ الثَّبَاتُ عَلَى الْجَادَّةِ وَالِاتِّكَالُ عَلَى الْعِبَادَةِ .
ثُمَّ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى حَالَ حِزْبِهِ وَحَالَ حِزْبِ اللَّهِ ، فَقَالَ :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=7الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) فَالْمُعَادِي لِلشَّيْطَانِ وَإِنْ كَانَ فِي الْحَالِ فِي عَذَابٍ ظَاهِرٍ وَلَيْسَ بِشَدِيدٍ ، وَالْإِنْسَانُ إِذَا كَانَ عَاقِلًا يَخْتَارُ الْعَذَابَ الْمُنْقَطِعَ الْيَسِيرَ دَفْعًا لِلْعَذَابِ الشَّدِيدِ الْمُؤَبَّدِ أَلَا تَرَى أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذْ عَرَضَ فِي طَرِيقِهِ شَوْكٌ وَنَارٌ وَلَا يَكُونُ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَحَدِهِمَا يَتَخَطَّى الشَّوْكَ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ وَنِسْبَةُ النَّارِ الَّتِي فِي الدُّنْيَا إِلَى النَّارِ الَّتِي فِي الْآخِرَةِ دُونَ نِسْبَةِ الشَّوْكِ إِلَى النَّارِ الْعَاجِلَةِ .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=7وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) قَدْ ذُكِرَ تَفْسِيرُهُ مِرَارًا ، وَبُيِّنَ فِيهِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29680الْإِيمَانَ فِي مُقَابَلَتِهِ الْمَغْفِرَةُ فَلَا يُؤَبَّدُ مُؤْمِنٌ فِي النَّارِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29468وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ فِي مُقَابَلَتِهِ الْأَجْرُ الْكَبِيرُ .