( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين    ) ثم قال تعالى : ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين    ) . 
وهذا متعلق بما تقدم من قوله تعالى : ( ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون    ) [ يس : 30 ] ، ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين    ) يعني إذا جاءتهم الرسل كذبوهم فإذا أتوا بالآيات أعرضوا عنها  وما التفتوا إليها ، وقوله : ( ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون    ) [ يس : 31 ] إلى قوله : ( لعلكم ترحمون    ) كلام بين كلامين متصلين ويحتمل أن يقال هو متصل بما قبله من الآية وبيانه هو أنه تعالى لما قال : (وإذا قيل لهم اتقوا    ) وكان فيه تقدير أعرضوا ، قال : ليس إعراضهم مقتصرا على ذلك بل هم عن كل آية معرضون ، أو يقال إذا قيل لهم اتقوا اقترحوا آيات مثل إنزال الملك وغيره ، فقال : ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين    ) وعلى هذا كانوا في المعنى يكون زائدا معناه إلا يعرضون عنها أي : لا تنفعهم الآيات ومن كذب بالبعض هان عليه التكذيب بالكل . 
				
						
						
