المسألة الأولى : اعلم أنه تعالى لما بالغ في تقرير البيانات الدالة على وجوب الإقبال على طاعة الله تعالى ووجوب الإعراض عن الدنيا ، بين بعد ذلك أن الانتفاع بهذه البيانات لا يكمل إلا إذا شرح الله الصدور ، ونور القلوب ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) .
واعلم أنا بالغنا في سورة الأنعام في تفسير قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) [ الأنعام : 125 ] في تفسير شرح الصدر ، وفي تفسير الهداية ، ولا بأس بإعادة كلام قليل ههنا ، فنقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29559إنه تعالى خلق جواهر النفوس مختلفة بالماهية ، فبعضها خيرة نورانية شريفة مائلة إلى الإلهيات عظيمة الرغبة في الاتصال بالروحانيات ، وبعضها نذلة كدرة خسيسة مائلة إلى الجسمانيات ، وفي هذا التفاوت أمر حاصل في جواهر النفوس البشرية ، والاستقراء يدل على أن الأمر كذلك ، إذا عرفت هذا فنقول : المراد بشرح الصدر هو ذلك الاستعداد الشديد الموجود في فطرة النفس ، وإذا كان ذلك الاستعداد الشديد حاصلا كفى خروج تلك الحالة من القوة إلى الفعل بأدنى سبب ، مثل الكبريت الذي يشتعل بأدنى نار ، أما إذا كانت النفس بعيدة عن قبول هذه الجلايا القدسية والأحوال الروحانية ، بل كانت مستغرقة في طلب الجسمانيات قليلة التأثر عن الأحوال المناسبة للإلهيات ، فكانت قاسية كدرة ظلمانية ، وكلما كان إيراد الدلائل اليقينية والبراهين الباهرة عليها أكثر ، كانت قسوتها وظلمتها أقل .
إذا عرفت هذه القاعدة فنقول : أما شرح الصدر فهو ما ذكرناه ، وأما النور فهو عبارة عن الهداية والمعرفة ، وما لم يحصل شرح الصدر أولا لم يحصل النور ثانيا ، وإذا كان الحاصل هو القوة النفسانية لم يحصل الانتفاع البتة بسماع الدلائل ، وربما صار سماع الدلائل سببا لزيادة القسوة ولشدة النفرة ، فهذه أصول يقينية يجب أن تكون معلومة عند الإنسان حتى يمكنه الوقوف على معاني هذه الآيات ، أما استدلال أصحابنا في مسألة الجبر والقدر ، وكلام الخصوم عليه فقد تقدم هناك ، والله أعلم .
المسألة الثانية : من محذوف الخبر كما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أم من هو قانت ) ، والتقدير : أفمن شرح الله صدره للإسلام فاهتدى كمن طبع على قلبه فلم يهتد لقسوته ، والجواب متروك ، لأن الكلام المذكور دل عليه ، وهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) .
[ ص: 232 ] المسألة الثالثة : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) فيه سؤال ، وهو أن ذكر الله سبب لحصول النور والهداية وزيادة الاطمئنان ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) [ الرعد : 28 ] فكيف جعله في هذه الآية سببا لحصول قسوة القلب ، والجواب أن نقول : إن النفس إذا كانت خبيثة الجوهر ، كدرة العنصر ، بعيدة عن مناسبة الروحانيات ، شديدة الميل إلى الطبائع البهيمية ، والأخلاق الذميمة ، فإن سماعها لذكر الله يزيدها قسوة وكدورة ، وتقرير هذا الكلام بالأمثلة ، فإن الفاعل الواحد تختلف أفعاله بحسب اختلاف القوابل ؛ كنور الشمس يسود وجه القصار ويبيض ثوبه ، وحرارة الشمس تلين الشمع وتعقد الملح ، وقد نرى إنسانا واحدا يذكر كلاما واحدا في مجلس واحد ، فيستطيبه واحد ويستكرهه غيره ، وما ذاك إلا ما ذكرناه من اختلاف جواهر النفوس ، ومن اختلاف أحوال تلك النفوس ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013642ولما نزل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) [ المؤمنون : 12 ] وكان قد حضر هناك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وإنسان آخر ، فلما انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم أنشأناه خلقا آخر ) [ المؤمنون : 14 ] قال كل واحد منهم : ( nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ المؤمنون : 14 ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتب ، فهكذا أنزلت فازداد عمر إيمانا على إيمان ، وازداد ذلك الإنسان كفرا على كفر ، إذا عرفت هذا لم يبعد أيضا أن يكون
nindex.php?page=treesubj&link=24582ذكر الله يوجب النور والهداية والاطمئنان في النفوس الطاهرة الروحانية ، ويوجب القسوة والبعد عن الحق في النفوس الخبيثة الشيطانية .
إذا عرفت هذا فنقول : إن رأس الأدوية التي تفيد الصحة الروحانية ، ورئيسها هو ذكر الله تعالى ، فإذا اتفق لبعض النفوس أن صار ذكر الله تعالى سببا لازدياد مرضها ، كان مرض تلك النفس مرضا لا يرجى زواله ، ولا يتوقع علاجه ، وكانت في نهاية الشر والرداءة ، فلهذا المعنى قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) وهذا كلام كامل محقق .
ولما بين تعالى ذلك أردفه بما يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=29568_28894القرآن سبب لحصول النور والشفاء والهداية وزيادة الاطمئنان ، والمقصود منه بيان أن القرآن لما كان موصوفا بهذه الصفات ، ثم إنه في حق ذلك الإنسان صار سببا لمزيد القسوة ، دل ذلك على أن جوهر تلك النفس قد بلغ في الرداءة والخساسة إلى أقصى الغايات ، فنقول : إنه تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=29568وصف القرآن بأنواع من صفات الكمال .
الصفة الأولى : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23الله نزل أحسن الحديث ) ، وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28744القائلون بحدوث القرآن احتجوا بهذه الآية من وجوه :
الأول : أنه تعالى وصفه بكونه حديثا في هذه الآيات ، وفي آيات أخرى ، منها قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=34فليأتوا بحديث مثله ) [ الطور : 34 ] ، ومنها قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ) [ الواقعة : 81 ] والحديث لا بد وأن يكون حادثا ، قالوا : بل الحديث أقوى في الدلالة على الحدوث من الحادث ، لأنه يصح أن يقال : هذا حديث ، وليس بعتيق ، وهذا عتيق وليس بحادث ، فثبت أن الحديث هو الذي يكون قريب العهد بالحديث ، وسمي الحديث حديثا ؛ لأنه مؤلف من الحروف والكلمات ، وتلك الحروف والكلمات تحدث حالا فحالا وساعة فساعة ، فهذا تمام تقرير هذا الوجه .
أما الوجه الثاني : في بيان استدلال القوم أن قالوا : إنه تعالى وصفه بأنه نزله ، والمنزل يكون في محل تصرف الغير ، وما يكون كذلك فهو محدث وحادث .
وأما الوجه الثالث : في بيان استدلال القوم أن قالوا : إن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23أحسن الحديث ) يقتضي أن يكون هو من جنس سائر الأحاديث كما أن قوله : زيد أفضل الإخوة - يقتضي أن يكون زيد مشاركا لأولئك الأقوام في صفة
[ ص: 233 ] الأخوة ، ويكون من جنسهم ، فثبت أن القرآن من جنس سائر الأحاديث ، ولما كان سائر الأحاديث حادثة وجب أيضا أن يكون القرآن حادثا .
أما الوجه الرابع : في الاستدلال أن قالوا : إنه تعالى وصفه بكونه كتابا ، والكتاب مشتق من الكتبة ، وهي الاجتماع ، وهذا يدل على أنه مجموع جامع ، ومحل تصرف متصرف ، وذلك يدل على كونه محدثا ، والجواب : أن نقول : نحمل هذا الدليل على الكلام المؤلف من الحروف والأصوات والألفاظ والعبارات ، وذلك الكلام عندنا محدث مخلوق ، والله أعلم .
المسألة الثانية : كون
nindex.php?page=treesubj&link=29568_32232القرآن أحسن الحديث ، إما أن يكون أحسن الحديث بحسب لفظه أو بحسب معناه .
القسم الأول : أن يكون أحسن الحديث بحسب لفظه ، وذلك من وجهين :
الأول : أن يكون ذلك الحسن لأجل الفصاحة والجزالة .
الثاني : أن يكون بحسب النظم في الأسلوب ، وذلك لأن القرآن ليس من جنس الشعر ، ولا من جنس الخطب ، ولا من جنس الرسائل ، بل هو نوع يخالف الكل ، مع أن كل ذي طبع سليم يستطيبه ويستلذه .
القسم الثاني : أن يكون كونه أحسن الحديث لأجل المعنى ، وفيه وجوه :
الأول : أنه كتاب منزه عن التناقض ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) [ النساء : 82 ] ومثل هذا الكتاب إذا خلا عن التناقض كان ذلك من المعجزات .
الوجه الثاني : اشتماله على الغيوب الكثيرة في الماضي والمستقبل .
الوجه الثالث : أن العلوم الموجودة فيه كثيرة جدا .
وضبط هذه العلوم أن نقول :
nindex.php?page=treesubj&link=18479العلوم النافعة هي ما ذكره الله في كتابه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) [ البقرة : 285 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لا نفرق بين أحد من رسله ) [ البقرة : 285 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) [ البقرة : 285 ] ، فهذا أحسن ضبط يمكن ذكره للعلوم النافعة .
أما القسم الأول : وهو الإيمان بالله ، فاعلم أنه يشتمل على خمسة أقسام : معرفة الذات والصفات والأفعال والأحكام والأسماء ، أما معرفة الذات فهي أن يعلم وجود الله وقدمه وبقاءه ، وأما معرفة الصفات فهي نوعان :
أحدهما : ما يجب تنزيهه عنه ، وهو كونه جوهرا ومركبا من الأعضاء والأجزاء ، وكونه مختصا بحيز وجهة ، ويجب أن يعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=34077_29682الألفاظ الدالة على التنزيه أربعة : ليس ولم وما ولا ، وهذه الأربعة المذكورة مذكورة في كتاب الله تعالى لبيان التنزيه .
أما كلمة " ليس " ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء ) [ الشورى : 11 ] وأما كلمة " لم " ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لم يلد ولم يولد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4ولم يكن له كفوا أحد ) [ الإخلاص : 3 - 4 ] ، وأما كلمة " ما " ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وما كان ربك نسيا ) [ مريم : 64 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=35ما كان لله أن يتخذ من ولد ) [ مريم : 35 ] ، وأما كلمة " لا " ، فقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255لا تأخذه سنة ولا نوم ) [ البقرة : 255 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وهو يطعم ولا يطعم ) [ الأنعام : 14 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وهو يجير ولا يجار عليه ) [ المؤمنون : 88 ] ، وقوله في سبعة وثلاثين موضعا من القرآن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=35لا إله إلا الله ) [ الصافات : 35 ] .
[ ص: 234 ] وأما النوع الثاني : وهي الصفات التي يجب كونه موصوفا بها من القرآن ، فأولاها العلم بالله ، والعلم بكونه محدثا خالقا ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ) [ الأنعام : 1 ] .
وثانيتها : العلم بكونه قادرا ، قال تعالى في أول سورة القيامة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=4بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) [ القيامة : 4 ] ، وقال في آخر هذه السورة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=40أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) [ القيامة : 40 ] .
وثالثتها : العلم بكونه تعالى عالما ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=22هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ) [ الحشر : 22 ] .
ورابعتها : العلم بكونه عالما بكل المعلومات ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) [ الأنعام : 59 ] وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8الله يعلم ما تحمل كل أنثى ) [ الرعد : 8 ] .
والخامسة : العلم بكونه حيا ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين ) [ غافر : 65 ] .
والسادسة : العلم بكونه مريدا ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) [ الأنعام : 125 ] .
والسابعة : كونه سميعا بصيرا ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11وهو السميع البصير ) [ الشورى : 11 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إنني معكما أسمع وأرى ) [ طه : 46 ] .
والثامنة : كونه متكلما ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=26ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) [ لقمان : 27 ] .
والتاسعة : كونه آمرا ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لله الأمر من قبل ومن بعد ) [ الروم : 4 ] .
والعاشرة : كونه رحمانا رحيما مالكا ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ) [ الفاتحة : 3 – 4 ] فهذا ما يتعلق بمعرفة الصفات التي يجب اتصافه بها .
وأما القسم الثالث : وهو الأفعال ، فاعلم أن الأفعال إما أرواح وإما أجسام ، أما الأرواح فلا سبيل للوقوف عليها إلا للقليل ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما يعلم جنود ربك إلا هو ) [ المدثر : 31 ] وأما الأجسام ، فهي إما العالم الأعلى وإما العالم الأسفل ، أما العالم الأعلى فالبحث فيه من وجوه :
أحدها : البحث عن أحوال السماوات .
وثانيها : البحث عن أحوال الشمس والقمر كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ) [ الأعراف : 54 ] .
وثالثها : البحث عن أحوال الأضواء ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الله نور السماوات والأرض ) [ النور : 35 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ) [ يونس : 5 ] .
ورابعها : البحث عن أحوال الظلال ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ) [ الفرقان : 45 ] .
وخامسها : اختلاف الليل والنهار ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=5يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) .
وسادسها : منافع الكواكب ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) [ الأنعام : 97 ] .
وسابعها : صفات الجنة ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=21وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) [ الحديد : 21 ] .
وثامنها : صفات النار ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=44لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ) [ الحجر : 44 ] .
وتاسعها : صفة العرش ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الذين يحملون العرش ومن حوله ) [ غافر : 7 ] .
وعاشرها : صفة الكرسي ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وسع كرسيه السماوات والأرض ) [ البقرة : 255 ] .
وحادي عشرها : صفة اللوح والقلم ، أما اللوح فقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=21بل هو قرآن مجيد nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=22في لوح محفوظ ) [ البروج : 22 ] ، وأما القلم فقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن والقلم وما يسطرون ) [ القلم : 2 ] .
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَالَغَ فِي تَقْرِيرِ الْبَيَانَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى وُجُوبِ الْإِقْبَالِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَوُجُوبِ الْإِعْرَاضِ عَنِ الدُّنْيَا ، بَيَّنَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ الِانْتِفَاعَ بِهَذِهِ الْبَيَانَاتِ لَا يَكْمُلُ إِلَّا إِذَا شَرَحَ اللَّهُ الصُّدُورَ ، وَنَوَّرَ الْقُلُوبَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ) .
وَاعْلَمْ أَنَّا بَالَغْنَا فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ) [ الْأَنْعَامِ : 125 ] فِي تَفْسِيرِ شَرْحِ الصَّدْرِ ، وَفِي تَفْسِيرِ الْهِدَايَةِ ، وَلَا بَأْسَ بِإِعَادَةِ كَلَامٍ قَلِيلٍ هَهُنَا ، فَنَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29559إِنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ جَوَاهِرَ النُّفُوسِ مُخْتَلِفَةً بِالْمَاهِيَّةِ ، فَبَعْضُهَا خَيِّرَةٌ نُورَانِيَّةٌ شَرِيفَةٌ مَائِلَةٌ إِلَى الْإِلَهِيَّاتِ عَظِيمَةُ الرَّغْبَةِ فِي الِاتِّصَالِ بِالرُّوحَانِيَّاتِ ، وَبَعْضُهَا نَذْلَةٌ كَدِرَةٌ خَسِيسَةٌ مَائِلَةٌ إِلَى الْجُسْمَانِيَّاتِ ، وَفِي هَذَا التَّفَاوُتِ أَمْرٌ حَاصِلٌ فِي جَوَاهِرِ النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ ، وَالِاسْتِقْرَاءُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ كَذَلِكَ ، إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ : الْمُرَادُ بِشَرْحِ الصَّدْرِ هُوَ ذَلِكَ الِاسْتِعْدَادُ الشَّدِيدُ الْمَوْجُودُ فِي فِطْرَةِ النَّفْسِ ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الِاسْتِعْدَادُ الشَّدِيدُ حَاصِلًا كَفَى خُرُوجُ تِلْكَ الْحَالَةِ مِنَ الْقُوَّةِ إِلَى الْفِعْلِ بِأَدْنَى سَبَبٍ ، مِثْلَ الْكِبْرِيتِ الَّذِي يَشْتَعِلُ بِأَدْنَى نَارٍ ، أَمَّا إِذَا كَانَتِ النَّفْسُ بَعِيدَةً عَنْ قَبُولِ هَذِهِ الْجَلَايَا الْقُدْسِيَّةِ وَالْأَحْوَالِ الرُّوحَانِيَّةِ ، بَلْ كَانَتْ مُسْتَغْرِقَةً فِي طَلَبِ الْجُسْمَانِيَّاتِ قَلِيلَةَ التَّأَثُّرِ عَنِ الْأَحْوَالِ الْمُنَاسِبَةِ لِلْإِلَهِيَّاتِ ، فَكَانَتْ قَاسِيَةً كَدِرَةً ظَلْمَانِيَّةً ، وَكُلَّمَا كَانَ إِيرَادُ الدَّلَائِلِ الْيَقِينِيَّةِ وَالْبَرَاهِينِ الْبَاهِرَةِ عَلَيْهَا أَكْثَرَ ، كَانَتْ قَسْوَتُهَا وَظُلْمَتُهَا أَقَلَّ .
إِذَا عَرَفْتَ هَذِهِ الْقَاعِدَةَ فَنَقُولُ : أَمَّا شَرْحُ الصَّدْرِ فَهُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ ، وَأَمَّا النُّورُ فَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْهِدَايَةِ وَالْمَعْرِفَةِ ، وَمَا لَمْ يَحْصُلْ شَرْحُ الصَّدْرِ أَوَّلًا لَمْ يَحْصُلِ النُّورُ ثَانِيًا ، وَإِذَا كَانَ الْحَاصِلُ هُوَ الْقُوَّةَ النَّفْسَانِيَّةَ لَمْ يَحْصُلِ الِانْتِفَاعُ الْبَتَّةَ بِسَمَاعِ الدَّلَائِلِ ، وَرُبَّمَا صَارَ سَمَاعُ الدَّلَائِلِ سَبَبًا لِزِيَادَةِ الْقَسْوَةِ وَلِشِدَّةِ النَّفْرَةِ ، فَهَذِهِ أُصُولٌ يَقِينِيَّةٌ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَعْلُومَةً عِنْدَ الْإِنْسَانِ حَتَّى يُمْكِنَهُ الْوُقُوفُ عَلَى مَعَانِي هَذِهِ الْآيَاتِ ، أَمَّا اسْتِدْلَالُ أَصْحَابِنَا فِي مَسْأَلَةِ الْجَبْرِ وَالْقَدَرِ ، وَكَلَامُ الْخُصُومِ عَلَيْهِ فَقَدْ تَقَدَّمَ هُنَاكَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : مِنْ مَحْذُوفِ الْخَبَرِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ ) ، وَالتَّقْدِيرُ : أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَاهْتَدَى كَمَنْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ فَلَمْ يَهْتَدِ لِقَسْوَتِهِ ، وَالْجَوَابُ مَتْرُوكٌ ، لِأَنَّ الْكَلَامَ الْمَذْكُورَ دَلَّ عَلَيْهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) .
[ ص: 232 ] الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) فِيهِ سُؤَالٌ ، وَهُوَ أَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ سَبَبٌ لِحُصُولِ النُّورِ وَالْهِدَايَةِ وَزِيَادَةِ الِاطْمِئْنَانِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [ الرَّعْدِ : 28 ] فَكَيْفَ جَعَلَهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ سَبَبًا لِحُصُولِ قَسْوَةِ الْقَلْبِ ، وَالْجَوَابُ أَنْ نَقُولَ : إِنَّ النَّفْسَ إِذَا كَانَتْ خَبِيثَةَ الْجَوْهَرِ ، كَدِرَةَ الْعُنْصُرِ ، بَعِيدَةً عَنْ مُنَاسَبَةِ الرُّوحَانِيَّاتِ ، شَدِيدَةَ الْمَيْلِ إِلَى الطَّبَائِعِ الْبَهِيمِيَّةِ ، وَالْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ ، فَإِنَّ سَمَاعَهَا لِذِكْرِ اللَّهِ يَزِيدُهَا قَسْوَةً وَكُدُورَةً ، وَتَقْرِيرُ هَذَا الْكَلَامِ بِالْأَمْثِلَةِ ، فَإِنَّ الْفَاعِلَ الْوَاحِدَ تَخْتَلِفُ أَفْعَالُهُ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ الْقَوَابِلِ ؛ كَنُورِ الشَّمْسِ يُسَوِّدُ وَجْهَ الْقَصَّارِ وَيُبَيِّضُ ثَوْبَهُ ، وَحَرَارَةِ الشَّمْسِ تُلِينُ الشَّمْعَ وَتُعَقِّدُ الْمِلْحَ ، وَقَدْ نَرَى إِنْسَانًا وَاحِدًا يَذْكُرُ كَلَامًا وَاحِدًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ ، فَيَسْتَطِيبُهُ وَاحِدٌ وَيَسْتَكْرِهُهُ غَيْرُهُ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا مَا ذَكَرْنَاهُ مِنِ اخْتِلَافِ جَوَاهِرِ النُّفُوسِ ، وَمِنِ اخْتِلَافِ أَحْوَالِ تِلْكَ النُّفُوسِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013642وَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 12 ] وَكَانَ قَدْ حَضَرَ هُنَاكَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَإِنْسَانٌ آخَرُ ، فَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 14 ] قَالَ كُلٌّ وَاحِدٌ مِنْهُمْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 14 ] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اكْتُبْ ، فَهَكَذَا أُنْزِلَتْ فَازْدَادَ عُمَرُ إِيمَانًا عَلَى إِيمَانٍ ، وَازْدَادَ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ كُفْرًا عَلَى كُفْرٍ ، إِذَا عَرَفْتَ هَذَا لَمْ يَبْعُدْ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=24582ذِكْرُ اللَّهِ يُوجِبُ النُّورَ وَالْهِدَايَةَ وَالِاطْمِئْنَانَ فِي النُّفُوسِ الطَّاهِرَةِ الرُّوحَانِيَّةِ ، وَيُوجِبُ الْقَسْوَةَ وَالْبُعْدَ عَنِ الْحَقِّ فِي النُّفُوسِ الْخَبِيثَةِ الشَّيْطَانِيَّةِ .
إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ : إِنَّ رَأَسَ الْأَدْوِيَةِ الَّتِي تُفِيدُ الصِّحَّةَ الرُّوحَانِيَّةَ ، وَرَئِيسُهَا هُوَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ، فَإِذَا اتَّفَقَ لِبَعْضِ النُّفُوسِ أَنْ صَارَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى سَبَبًا لِازْدِيَادِ مَرَضِهَا ، كَانَ مَرَضُ تِلْكَ النَّفْسِ مَرَضًا لَا يُرْجَى زَوَالُهُ ، وَلَا يُتَوَقَّعُ عِلَاجُهُ ، وَكَانَتْ فِي نِهَايَةِ الشَّرِّ وَالرَّدَاءَةِ ، فَلِهَذَا الْمَعْنَى قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) وَهَذَا كَلَامٌ كَامِلٌ مُحَقَّقٌ .
وَلَمَّا بَيَّنَ تَعَالَى ذَلِكَ أَرْدَفَهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29568_28894الْقُرْآنَ سَبَبٌ لِحُصُولِ النُّورِ وَالشِّفَاءِ وَالْهِدَايَةِ وَزِيَادَةِ الِاطْمِئْنَانِ ، وَالْمَقْصُودُ مِنْهُ بَيَانُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَمَّا كَانَ مَوْصُوفًا بِهَذِهِ الصِّفَاتِ ، ثُمَّ إِنَّهُ فِي حَقِّ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ صَارَ سَبَبًا لِمَزِيدِ الْقَسْوَةِ ، دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ جَوْهَرَ تِلْكَ النَّفْسِ قَدْ بَلَغَ فِي الرَّدَاءَةِ وَالْخَسَاسَةِ إِلَى أَقْصَى الْغَايَاتِ ، فَنَقُولُ : إِنَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=29568وَصَفَ الْقُرْآنَ بِأَنْوَاعٍ مِنْ صِفَاتِ الْكَمَالِ .
الصِّفَةُ الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) ، وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28744الْقَائِلُونَ بِحُدُوثِ الْقُرْآنِ احْتَجُّوا بِهَذِهِ الْآيَةِ مِنْ وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى وَصَفَهُ بِكَوْنِهِ حَدِيثًا فِي هَذِهِ الْآيَاتِ ، وَفِي آيَاتٍ أُخْرَى ، مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=34فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ ) [ الطُّورِ : 34 ] ، وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ) [ الْوَاقِعَةِ : 81 ] وَالْحَدِيثُ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ حَادِثًا ، قَالُوا : بَلِ الْحَدِيثُ أَقْوَى فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْحُدُوثِ مِنَ الْحَادِثِ ، لِأَنَّهُ يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ ، وَلَيْسَ بِعَتِيقٍ ، وَهَذَا عَتِيقٌ وَلَيْسَ بِحَادِثٍ ، فَثَبَتَ أَنَّ الْحَدِيثَ هُوَ الَّذِي يَكُونُ قَرِيبَ الْعَهْدِ بِالْحَدِيثِ ، وَسُمِّيَ الْحَدِيثُ حَدِيثًا ؛ لِأَنَّهُ مُؤَلَّفٌ مِنَ الْحُرُوفِ وَالْكَلِمَاتِ ، وَتِلْكَ الْحُرُوفُ وَالْكَلِمَاتُ تَحْدُثُ حَالًا فَحَالًا وَسَاعَةً فَسَاعَةً ، فَهَذَا تَمَامُ تَقْرِيرِ هَذَا الْوَجْهِ .
أَمَّا الْوَجْهُ الثَّانِي : فِي بَيَانِ اسْتِدْلَالِ الْقَوْمِ أَنْ قَالُوا : إِنَّهُ تَعَالَى وَصَفَهُ بِأَنَّهُ نَزَّلَهُ ، وَالْمُنَزَّلُ يَكُونُ فِي مَحَلِّ تَصَرُّفِ الْغَيْرِ ، وَمَا يَكُونُ كَذَلِكَ فَهُوَ مُحْدَثٌ وَحَادِثٌ .
وَأَمَّا الْوَجْهُ الثَّالِثُ : فِي بَيَانِ اسْتِدْلَالِ الْقَوْمِ أَنْ قَالُوا : إِنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ هُوَ مِنْ جِنْسِ سَائِرِ الْأَحَادِيثِ كَمَا أَنَّ قَوْلَهُ : زَيْدٌ أَفْضَلُ الْإِخْوَةِ - يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ زَيْدٌ مُشَارِكًا لِأُولَئِكَ الْأَقْوَامِ فِي صِفَةِ
[ ص: 233 ] الْأُخُوَّةِ ، وَيَكُونَ مِنْ جِنْسِهِمْ ، فَثَبَتَ أَنَّ الْقُرْآنَ مِنْ جِنْسِ سَائِرِ الْأَحَادِيثِ ، وَلَمَّا كَانَ سَائِرُ الْأَحَادِيثِ حَادِثَةً وَجَبَ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ حَادِثًا .
أَمَّا الْوَجْهُ الرَّابِعُ : فِي الِاسْتِدْلَالِ أَنْ قَالُوا : إِنَّهُ تَعَالَى وَصَفَهُ بِكَوْنِهِ كِتَابًا ، وَالْكِتَابُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْكُتْبَةِ ، وَهِيَ الِاجْتِمَاعُ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَجْمُوعٌ جَامِعٌ ، وَمَحَلُ تَصَرُّفِ مُتَصَرِّفٍ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ مُحْدَثًا ، وَالْجَوَابُ : أَنْ نَقُولَ : نَحْمِلُ هَذَا الدَّلِيلَ عَلَى الْكَلَامِ الْمُؤَلَّفِ مِنَ الْحُرُوفِ وَالْأَصْوَاتِ وَالْأَلْفَاظِ وَالْعِبَارَاتِ ، وَذَلِكَ الْكَلَامُ عِنْدَنَا مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : كَوْنُ
nindex.php?page=treesubj&link=29568_32232الْقُرْآنِ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ، إِمَّا أَنْ يَكُونَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ بِحَسَبِ لَفْظِهِ أَوْ بِحَسَبِ مَعْنَاهُ .
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : أَنْ يَكُونَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ بِحَسَبِ لَفْظِهِ ، وَذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْحُسْنُ لِأَجْلِ الْفَصَاحَةِ وَالْجَزَالَةِ .
الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ بِحَسَبِ النَّظْمِ فِي الْأُسْلُوبِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الشِّعْرِ ، وَلَا مِنْ جِنْسِ الْخُطَبِ ، وَلَا مِنْ جِنْسِ الرَّسَائِلِ ، بَلْ هُوَ نَوْعٌ يُخَالِفُ الْكُلَّ ، مَعَ أَنَّ كُلَّ ذِي طَبْعٍ سَلِيمٍ يَسْتَطِيبُهُ وَيَسْتَلِذُّهُ .
الْقِسْمُ الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ كَوْنُهُ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ لِأَجْلِ الْمَعْنَى ، وَفِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ كِتَابٌ مُنَزَّهٌ عَنِ التَّنَاقُضِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) [ النِّسَاءِ : 82 ] وَمِثْلُ هَذَا الْكِتَابِ إِذَا خَلَا عَنِ التَّنَاقُضِ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ .
الْوَجْهُ الثَّانِي : اشْتِمَالُهُ عَلَى الْغُيُوبِ الْكَثِيرَةِ فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ .
الْوَجْهُ الثَّالِثُ : أَنَّ الْعُلُومَ الْمَوْجُودَةَ فِيهِ كَثِيرَةٌ جِدًّا .
وَضَبْطُ هَذِهِ الْعُلُومِ أَنْ نَقُولَ :
nindex.php?page=treesubj&link=18479الْعُلُومُ النَّافِعَةُ هِيَ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ) [ الْبَقَرَةِ : 285 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) [ الْبَقَرَةِ : 285 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) [ الْبَقَرَةِ : 285 ] ، فَهَذَا أَحْسَنُ ضَبْطٍ يُمْكِنُ ذِكْرُهُ لِلْعُلُومِ النَّافِعَةِ .
أَمَّا الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : وَهُوَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ يَشْتَمِلُ عَلَى خَمْسَةِ أَقْسَامٍ : مَعْرِفَةُ الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالِ وَالْأَحْكَامِ وَالْأَسْمَاءِ ، أَمَّا مَعْرِفَةُ الذَّاتِ فَهِيَ أَنْ يَعْلَمَ وُجُودَ اللَّهِ وَقِدَمَهُ وَبَقَاءَهُ ، وَأَمَّا مَعْرِفَةُ الصِّفَاتِ فَهِيَ نَوْعَانِ :
أَحَدُهُمَا : مَا يَجِبُ تَنْزِيهُهُ عَنْهُ ، وَهُوَ كَوْنُهُ جَوْهَرًا وَمُرَكَّبًا مِنَ الْأَعْضَاءِ وَالْأَجْزَاءِ ، وَكَوْنُهُ مُخْتَصًّا بِحَيِّزٍ وَجِهَةٍ ، وَيَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=34077_29682الْأَلْفَاظَ الدَّالَّةَ عَلَى التَّنْزِيهِ أَرْبَعَةٌ : لَيْسَ وَلَمْ وَمَا وَلَا ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ الْمَذْكُورَةُ مَذْكُورَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لِبَيَانِ التَّنْزِيهِ .
أَمَّا كَلِمَةُ " لَيْسَ " ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) [ الشُّورَى : 11 ] وَأَمَّا كَلِمَةُ " لَمْ " ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) [ الْإِخْلَاصِ : 3 - 4 ] ، وَأَمَّا كَلِمَةُ " مَا " ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) [ مَرْيَمَ : 64 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=35مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ ) [ مَرْيَمَ : 35 ] ، وَأَمَّا كَلِمَةُ " لَا " ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) [ الْبَقَرَةِ : 255 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=14وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ) [ الْأَنْعَامِ : 14 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 88 ] ، وَقَوْلُهُ فِي سَبْعَةٍ وَثَلَاثِينَ مَوْضِعًا مِنَ الْقُرْآنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=35لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) [ الصَّافَّاتِ : 35 ] .
[ ص: 234 ] وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي : وَهِيَ الصِّفَاتُ الَّتِي يَجِبُ كَوْنُهُ مَوْصُوفًا بِهَا مِنَ الْقُرْآنِ ، فَأُولَاهَا الْعِلْمُ بِاللَّهِ ، وَالْعِلْمُ بِكَوْنِهِ مُحْدِثًا خَالِقًا ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) [ الْأَنْعَامِ : 1 ] .
وَثَانِيَتُهَا : الْعِلْمُ بِكَوْنِهِ قَادِرًا ، قَالَ تَعَالَى فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْقِيَامَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=4بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ) [ الْقِيَامَةِ : 4 ] ، وَقَالَ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=40أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) [ الْقِيَامَةِ : 40 ] .
وَثَالِثَتُهَا : الْعِلْمُ بِكَوْنِهِ تَعَالَى عَالِمًا ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=22هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) [ الْحَشْرِ : 22 ] .
وَرَابِعَتُهَا : الْعِلْمُ بِكَوْنِهِ عَالِمًا بِكُلِّ الْمَعْلُومَاتِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ) [ الْأَنْعَامِ : 59 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=8اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى ) [ الرَّعْدِ : 8 ] .
وَالْخَامِسَةُ : الْعِلْمُ بِكَوْنِهِ حَيًّا ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=65هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [ غَافِرٍ : 65 ] .
وَالسَّادِسَةُ : الْعِلْمُ بِكَوْنِهِ مُرِيدًا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ) [ الْأَنْعَامِ : 125 ] .
وَالسَّابِعَةُ : كَوْنُهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [ الشُّورَى : 11 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) [ طه : 46 ] .
وَالثَّامِنَةُ : كَوْنُهُ مُتَكَلِّمًا ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=26وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ) [ لُقْمَانَ : 27 ] .
وَالتَّاسِعَةُ : كَوْنُهُ آمِرًا ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) [ الرُّومِ : 4 ] .
وَالْعَاشِرَةُ : كَوْنُهُ رَحْمَانًا رَحِيمًا مَالِكًا ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) [ الْفَاتِحَةِ : 3 – 4 ] فَهَذَا مَا يَتَعَلَّقُ بِمَعْرِفَةِ الصِّفَاتِ الَّتِي يَجِبُ اتِّصَافُهُ بِهَا .
وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّالِثُ : وَهُوَ الْأَفْعَالُ ، فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَفْعَالَ إِمَّا أَرْوَاحٌ وَإِمَّا أَجْسَامٌ ، أَمَّا الْأَرْوَاحُ فَلَا سَبِيلَ لِلْوُقُوفِ عَلَيْهَا إِلَّا لِلْقَلِيلِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) [ الْمُدَّثِّرِ : 31 ] وَأَمَّا الْأَجْسَامُ ، فَهِيَ إِمَّا الْعَالَمُ الْأَعْلَى وَإِمَّا الْعَالَمُ الْأَسْفَلُ ، أَمَّا الْعَالَمُ الْأَعْلَى فَالْبَحْثُ فِيهِ مِنْ وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : الْبَحْثُ عَنْ أَحْوَالِ السَّمَاوَاتِ .
وَثَانِيهَا : الْبَحْثُ عَنْ أَحْوَالِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ) [ الْأَعْرَافِ : 54 ] .
وَثَالِثُهَا : الْبَحْثُ عَنْ أَحْوَالِ الْأَضْوَاءِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [ النُّورِ : 35 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ) [ يُونُسَ : 5 ] .
وَرَابِعُهَا : الْبَحْثُ عَنْ أَحْوَالِ الظِّلَالِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ) [ الْفُرْقَانِ : 45 ] .
وَخَامِسُهَا : اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=5يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) .
وَسَادِسُهَا : مَنَافِعُ الْكَوَاكِبِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) [ الْأَنْعَامِ : 97 ] .
وَسَابِعُهَا : صِفَاتُ الْجَنَّةِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=21وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) [ الْحَدِيدِ : 21 ] .
وَثَامِنُهَا : صِفَاتُ النَّارِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=44لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) [ الْحِجْرِ : 44 ] .
وَتَاسِعُهَا : صِفَةُ الْعَرْشِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ) [ غَافِرٍ : 7 ] .
وَعَاشِرُهَا : صِفَةُ الْكُرْسِيِّ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) [ الْبَقَرَةِ : 255 ] .
وَحَادِيَ عَشَرَهَا : صِفَةُ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ ، أَمَّا اللَّوْحُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=21بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=22فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) [ الْبُرُوجِ : 22 ] ، وَأَمَّا الْقَلَمُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) [ الْقَلَمِ : 2 ] .