[ ص: 3 ] سورة الأحقاف
وهي ثلاثون وخمس آيات مكية
وقيل : أربع وثلاثون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=2تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين )
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=2تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين ) .
اعلم أن نظم أول هذه السورة كنظم أول سورة الجاثية ، وقد ذكرنا ما فيه .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ) فهذا يدل على إثبات الإله بهذا العالم ، ويدل على أن ذلك الإله يجب أن يكون عادلا رحيما بعباده ، ناظرا لهم محسنا إليهم ، ويدل على أن القيامة حق .
أما المطلوب الأول : وهو
nindex.php?page=treesubj&link=28658إثبات الإله بهذا العالم ، وذلك لأن الخلق عبارة عن التقدير ، وآثار التقدير ظاهرة في السماوات والأرض من الوجوه العشرة المذكورة في سورة الأنعام ، وقد بينا أن تلك الوجوه تدل على وجود الإله القادر المختار .
[ ص: 4 ] وأما المطلوب الثاني : وهو
nindex.php?page=treesubj&link=30364_29693إثبات أن إله العالم عادل رحيم فيدل عليه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3إلا بالحق ) لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3إلا بالحق ) معناه إلا لأجل الفضل والرحمة والإحسان ، وأن الإله يجب أن يكون فضله زائدا وأن يكون إحسانه راجحا ، وأن يكون وصول المنافع منه إلى المحتاجين أكثر من وصول المضار إليهم ، قال
الجبائي : هذا يدل على أن كل ما بين السماوات والأرض من القبائح فهو ليس من خلقه بل هو من أفعال عباده ، وإلا لزم أن يكون خالقا لكل باطل ، وذلك ينافي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق ) [ الدخان : 39 ] ، أجاب أصحابنا وقالوا : خلق الباطل غير ، والخلق بالباطل غير ، فنحن نقول : إنه هو الذي خلق الباطل إلا أنه خلق ذلك الباطل بالحق لأن ذلك تصرف من الله تعالى في ملك نفسه ، وتصرف المالك في ملك نفسه يكون بالحق لا بالباطل .
قالوا : والذي يقرر ما ذكرناه أن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما ) يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=28785كونه تعالى خالقا لكل أعمال العباد ، لأن أعمال العباد من جملة ما بين السماوات والأرض ; فوجب كونها مخلوقة لله تعالى ، ووقوع التعارض في الآية الواحدة محال ، فلم يبق إلا أن يكون المراد ما ذكرناه ، فإن قالوا : أفعال العباد أعراض ، والأعراض لا توصف بأنها حاصلة بين السماوات والأرض ، فنقول : فعلى هذا التقدير سقط ما ذكرتموه من الاستدلال ، والله أعلم .
وأما المطلوب الثالث : فهو دلالة الآية على
nindex.php?page=treesubj&link=28760_30336صحة القول بالبعث والقيامة ، وتقريره أنه لو لم توجد القيامة لتعطل استيفاء حقوق المظلومين من الظالمين ، ولتعطل توفية الثواب على المطيعين وتوفية العقاب على الكافرين ، وذلك يمنع من القول بأنه تعالى خلق السماوات والأرض وما بينهما لا بالحق .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3وأجل مسمى ) ، فالمراد أنه ما خلق هذه الأشياء (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3إلا بالحق ) وإلا ( لأجل مسمى ) ، وهذا يدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=19793إله العالم ما خلق هذا العالم ليبقى مخلدا سرمدا ، بل إنما خلقه ليكون دارا للعمل ، ثم إنه سبحانه يفنيه ثم يعيده ، فيقع الجزاء في الدار الآخرة ، فعلى هذا الأجل المسمى هو الوقت الذي عينه الله تعالى لإفناء الدنيا .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3والذين كفروا عما أنذروا معرضون ) والمراد : أن مع نصب الله تعالى هذه الدلائل ، ومع إرسال الرسل وإنزال الكتب ، ومع مواظبة الرسل على الترغيب والترهيب والإعذار والإنذار ، بقي هؤلاء الكفار معرضين عن هذه الدلائل غير ملتفتين إليها ، وهذا يدل على وجوب النظر والاستدلال ، وعلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=32512الإعراض عن الدليل مذموم في الدين والدنيا .
واعلم أنه تعالى لما قرر هذا الأصل الدال على إثبات الإله ، وعلى إثبات كونه عادلا رحيما ، وعلى إثبات البعث والقيامة بنى عليه التفاريع .
فالفرع الأول :
nindex.php?page=treesubj&link=28658_29426الرد على عبدة الأصنام فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قل أرأيتم ما تدعون من دون الله ) وهي الأصنام ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أروني ) أي أخبروني ماذا خلقوا من الأرض (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أم لهم شرك في السماوات ) والمراد أن هذه الأصنام هل يعقل أن يضاف إليها خلق جزء من أجزاء هذا العالم ؟ فإن لم يصح ذلك ، فهل يجوز أن يقال : إنها أعانت إله العالم في خلق جزء من أجزاء هذا العالم ؟ ولما كان صريح العقل حاكما بأنه لا يجوز إسناد خلق جزء من أجزاء هذا
[ ص: 5 ] العالم إليها ، وإن كان ذلك الجزء أقل الأجزاء ، ولا يجوز أيضا إسناد الإعانة إليها في أقل الأفعال وأذلها ، فحينئذ صح أن
nindex.php?page=treesubj&link=28658الخالق الحقيقي لهذا العالم هو الله سبحانه ، وأن المنعم الحقيقي بجميع أقسام النعم هو الله سبحانه .
والعبادة عبارة عن الإتيان بأكمل وجوه التعظيم ، وذلك لا يليق إلا بمن صدر عنه أكمل وجوه الإنعام ، فلما كان الخالق الحق والمنعم الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى وجب أن لا يجوز الإتيان بالعبادة والعبودية إلا له ولأجله ، بقي أن يقال : إنا لا نعبدها لأنها تستحق هذه العبادة ، بل إنما نعبدها لأجل أن الإله الخالق المنعم أمرنا بعبادتها ، فعند هذا ذكر الله تعالى ما يجري مجرى الجواب عن هذا السؤال ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم ) وتقرير هذا الجواب أن ورود هذا الأمر لا سبيل إلى معرفته إلا بالوحي والرسالة ، فنقول : هذا الوحي الدال على الأمر بعبادة هذه الأوثان إما أن يكون على
محمد أو في سائر الكتب الإلهية المنزلة على سائر الأنبياء ، وإن لم يوجد ذلك في الكتب الإلهية لكنه من تقابل العلوم المنقولة عنهم ، والكل باطل ، أما إثبات ذلك بالوحي إلى
محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو معلوم البطلان ، وأما إثباته بسبب اشتمال الكتب الإلهية المنزلة على الأنبياء المتقدمين عليه فهو أيضا باطل ، لأنه علم بالتواتر الضروري
nindex.php?page=treesubj&link=29785_28675إطباق جميع الكتب الإلهية على المنع من عبادة الأصنام ، وهذا هو المراد من قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4ائتوني بكتاب من قبل هذا ) .
وأما إثبات ذلك بالعلوم المنقولة عن الأنبياء سوى ما جاء في الكتب فهذا أيضا باطل ، لأن العلم الضروري حاصل بأن أحدا من الأنبياء ما دعا إلى عبادة الأصنام ، وهذا هو المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أو أثارة من علم ) ، ولما بطل الكل ثبت أن
nindex.php?page=treesubj&link=29433_28675الاشتغال بعبادة الأصنام عمل باطل وقول فاسد .
وبقي في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أو أثارة من علم ) نوعان من البحث :
النوع الأول : البحث اللغوي ، قال
أبو عبيدة والفراء والزجاج : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أثارة من علم ) أي بقية ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أثارة ) ما يؤثر من علم أي بقية ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أثارة ) تؤثر (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4من علم ) كقولك : هذا الحديث يؤثر عن فلان ، ومن هذا المعنى سميت الأخبار بالآثار ، يقال : جاء في الأثر كذا وكذا .
قال
الواحدي : وكلام أهل اللغة في تفسير هذا الحرف يدور على ثلاثة أقوال :
الأول : البقية ، واشتقاقها من أثرت الشيء أثيره إثارة ، كأنها بقية تستخرج فتثار .
والثاني : من الأثر الذي هو الرواية .
والثالث : هو الأثر بمعنى العلامة ، قال صاحب “ الكشاف “ : وقرئ ( أثرة ) أي من شيء أوثرتم به وخصصتم من علم لا إحاطة به لغيركم .
وقرئ : ( أثرة ) بالحركات الثلاث مع سكون الثاء ، فالإثرة بالكسر بمعنى الأثر ، وأما الإثر فالمرأة ، من مصدر أثر الحديث إذا رواه ، وأما الأثرة بالضم فاسم ما يؤثر ; كالخطبة اسم لما يخطب به .
وههنا قول آخر في تفسير قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أو أثارة من علم ) وهو ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29426أو أثارة من علم ) هو علم الخط الذي يخط في الرمل ، والعرب كانوا يخطونه ، وهو علم مشهور ، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013706كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه علم علمه ) ، وعلى هذا الوجه فمعنى الآية : ائتوني بعلم من قبل هذا الخط الذي تخطونه في الرمل يدل على صحة مذهبكم في عبادة الأصنام ، فإن صح تفسير الآية بهذا الوجه كان ذلك من باب التهكم بهم وبأقوالهم ودلائلهم ، والله تعالى أعلم .
[ ص: 3 ] سُورَةُ الْأَحْقَافِ
وَهِيَ ثَلَاثُونَ وَخَمْسُ آيَاتٍ مَكِّيَّةٍ
وَقِيلَ : أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3مَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) .
اعْلَمْ أَنَّ نَظْمَ أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ كَنَظْمِ أَوَّلِ سُورَةِ الْجَاثِيَةِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا فِيهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ) فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى إِثْبَاتِ الْإِلَهِ بِهَذَا الْعَالَمِ ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الْإِلَهَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَادِلًا رَحِيمًا بِعِبَادِهِ ، نَاظِرًا لَهُمْ مُحْسِنًا إِلَيْهِمْ ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقِيَامَةَ حَقٌّ .
أَمَّا الْمَطْلُوبُ الْأَوَّلُ : وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28658إِثْبَاتُ الْإِلَهِ بِهَذَا الْعَالَمِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْخَلْقَ عِبَارَةٌ عَنِ التَّقْدِيرِ ، وَآثَارُ التَّقْدِيرِ ظَاهِرَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنَ الْوُجُوهِ الْعَشَرَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ ، وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ تِلْكَ الْوُجُوهَ تَدُلُّ عَلَى وُجُودِ الْإِلَهِ الْقَادِرِ الْمُخْتَارِ .
[ ص: 4 ] وَأَمَّا الْمَطْلُوبُ الثَّانِي : وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=30364_29693إِثْبَاتُ أَنَّ إِلَهَ الْعَالَمِ عَادِلٌ رَحِيمٌ فَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3إِلَّا بِالْحَقِّ ) لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3إِلَّا بِالْحَقِّ ) مَعْنَاهُ إِلَّا لِأَجْلِ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ وَالْإِحْسَانِ ، وَأَنَّ الْإِلَهَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فَضْلُهُ زَائِدًا وَأَنْ يَكُونَ إِحْسَانُهُ رَاجِحًا ، وَأَنْ يَكُونَ وُصُولُ الْمَنَافِعِ مِنْهُ إِلَى الْمُحْتَاجِينَ أَكْثَرَ مِنْ وُصُولِ الْمَضَارِّ إِلَيْهِمْ ، قَالَ
الْجُبَّائِيُّ : هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنَ الْقَبَائِحِ فَهُوَ لَيْسَ مِنْ خَلْقِهِ بَلْ هُوَ مِنْ أَفْعَالِ عِبَادِهِ ، وَإِلَّا لَزِمَ أَنْ يَكُونَ خَالِقًا لِكُلِّ بَاطِلٍ ، وَذَلِكَ يُنَافِي قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ) [ الدُّخَانِ : 39 ] ، أَجَابَ أَصْحَابُنَا وَقَالُوا : خَلْقُ الْبَاطِلِ غَيْرٌ ، وَالْخَلْقُ بِالْبَاطِلِ غَيْرٌ ، فَنَحْنُ نَقُولُ : إِنَّهُ هُوَ الَّذِي خَلَقَ الْبَاطِلَ إِلَّا أَنَّهُ خَلَقَ ذَلِكَ الْبَاطِلَ بِالْحَقِّ لِأَنَّ ذَلِكَ تَصَرُّفٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي مُلْكِ نَفْسِهِ ، وَتَصَرُّفُ الْمَالِكِ فِي مُلْكِ نَفْسِهِ يَكُونُ بِالْحَقِّ لَا بِالْبَاطِلِ .
قَالُوا : وَالَّذِي يُقَرِّرُ مَا ذَكَرْنَاهُ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ) يَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28785كَوْنِهِ تَعَالَى خَالِقًا لِكُلِّ أَعْمَالِ الْعِبَادِ ، لِأَنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ مِنْ جُمْلَةِ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ; فَوَجَبَ كَوْنُهَا مَخْلُوقَةً لِلَّهِ تَعَالَى ، وَوُقُوعُ التَّعَارُضِ فِي الْآيَةِ الْوَاحِدَةِ مُحَالٌ ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مَا ذَكَرْنَاهُ ، فَإِنْ قَالُوا : أَفْعَالُ الْعِبَادِ أَعْرَاضٌ ، وَالْأَعْرَاضُ لَا تُوصَفُ بِأَنَّهَا حَاصِلَةٌ بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَنَقُولُ : فَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ سَقَطَ مَا ذَكَرْتُمُوهُ مِنَ الِاسْتِدْلَالِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَأَمَّا الْمَطْلُوبُ الثَّالِثُ : فَهُوَ دَلَالَةُ الْآيَةِ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28760_30336صِحَّةِ الْقَوْلِ بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ ، وَتَقْرِيرُهُ أَنَّهُ لَوْ لَمْ تُوجَدِ الْقِيَامَةُ لَتَعَطَّلَ اسْتِيفَاءُ حُقُوقِ الْمَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمِينَ ، وَلَتَعَطَّلَ تَوْفِيَةُ الثَّوَابِ عَلَى الْمُطِيعِينَ وَتَوْفِيَةُ الْعِقَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ، وَذَلِكَ يَمْنَعُ مِنَ الْقَوْلِ بِأَنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَا بِالْحَقِّ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3وَأَجَلٍ مُسَمًّى ) ، فَالْمُرَادُ أَنَّهُ مَا خَلَقَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3إِلَّا بِالْحَقِّ ) وَإِلَّا ( لِأَجَلٍ مُسَمًّى ) ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19793إِلَهَ الْعَالَمِ مَا خَلَقَ هَذَا الْعَالَمَ لِيَبْقَى مُخَلَّدًا سَرْمَدًا ، بَلْ إِنَّمَا خَلَقَهُ لِيَكُونَ دَارًا لِلْعَمَلِ ، ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ يُفْنِيهِ ثُمَّ يُعِيدُهُ ، فَيَقَعُ الْجَزَاءُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ ، فَعَلَى هَذَا الْأَجَلِ الْمُسَمَّى هُوَ الْوَقْتُ الَّذِي عَيَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِإِفْنَاءِ الدُّنْيَا .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ) وَالْمُرَادُ : أَنَّ مَعَ نَصْبِ اللَّهِ تَعَالَى هَذِهِ الدَّلَائِلَ ، وَمَعَ إِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ ، وَمَعَ مُوَاظَبَةِ الرُّسُلِ عَلَى التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَالْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ ، بَقِيَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ مُعْرِضِينَ عَنْ هَذِهِ الدَّلَائِلِ غَيْرَ مُلْتَفِتِينَ إِلَيْهَا ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ ، وَعَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32512الْإِعْرَاضَ عَنِ الدَّلِيلِ مَذْمُومٌ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا .
وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا قَرَّرَ هَذَا الْأَصْلَ الدَّالَّ عَلَى إِثْبَاتِ الْإِلَهِ ، وَعَلَى إِثْبَاتِ كَوْنِهِ عَادِلًا رَحِيمًا ، وَعَلَى إِثْبَاتِ الْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ بَنَى عَلَيْهِ التَّفَارِيعَ .
فَالْفَرْعُ الْأَوَّلُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28658_29426الرَّدُّ عَلَى عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) وَهِيَ الْأَصْنَامُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَرُونِي ) أَيْ أَخْبِرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ) وَالْمُرَادُ أَنَّ هَذِهِ الْأَصْنَامَ هَلْ يُعْقَلُ أَنْ يُضَافَ إِلَيْهَا خَلْقُ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ هَذَا الْعَالَمِ ؟ فَإِنْ لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ ، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهَا أَعَانَتْ إِلَهَ الْعَالَمِ فِي خَلْقِ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ هَذَا الْعَالَمِ ؟ وَلَمَّا كَانَ صَرِيحُ الْعَقْلِ حَاكِمًا بِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ إِسْنَادُ خَلْقِ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ هَذَا
[ ص: 5 ] الْعَالَمِ إِلَيْهَا ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الْجُزْءُ أَقَلَّ الْأَجْزَاءِ ، وَلَا يَجُوزُ أَيْضًا إِسْنَادُ الْإِعَانَةِ إِلَيْهَا فِي أَقَلِّ الْأَفْعَالِ وَأَذَلِّهَا ، فَحِينَئِذٍ صَحَّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28658الْخَالِقَ الْحَقِيقِيَّ لِهَذَا الْعَالَمِ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، وَأَنَّ الْمُنْعِمَ الْحَقِيقِيَّ بِجَمِيعِ أَقْسَامِ النِّعَمِ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ .
وَالْعِبَادَةُ عِبَارَةٌ عَنِ الْإِتْيَانِ بِأَكْمَلِ وُجُوهِ التَّعْظِيمِ ، وَذَلِكَ لَا يَلِيقُ إِلَّا بِمَنْ صَدَرَ عَنْهُ أَكْمَلُ وُجُوهِ الْإِنْعَامِ ، فَلَمَّا كَانَ الْخَالِقُ الْحَقُّ وَالْمُنْعِمُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَجَبَ أَنْ لَا يَجُوزَ الْإِتْيَانُ بِالْعِبَادَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ إِلَّا لَهُ وَلِأَجْلِهِ ، بَقِيَ أَنْ يُقَالَ : إِنَّا لَا نَعْبُدُهَا لِأَنَّهَا تَسْتَحِقُّ هَذِهِ الْعِبَادَةَ ، بَلْ إِنَّمَا نَعْبُدُهَا لِأَجْلِ أَنَّ الْإِلَهَ الْخَالِقَ الْمُنْعِمَ أَمَرَنَا بِعِبَادَتِهَا ، فَعِنْدَ هَذَا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى مَا يَجْرِي مَجْرَى الْجَوَابِ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) وَتَقْرِيرُ هَذَا الْجَوَابِ أَنَّ وُرُودَ هَذَا الْأَمْرِ لَا سَبِيلَ إِلَى مَعْرِفَتِهِ إِلَّا بِالْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ ، فَنَقُولُ : هَذَا الْوَحْيُ الدَّالُّ عَلَى الْأَمْرِ بِعِبَادَةِ هَذِهِ الْأَوْثَانِ إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلَى
مُحَمَّدٍ أَوْ فِي سَائِرِ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنْ لَمْ يُوجَدْ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ لَكِنَّهُ مِنْ تَقَابُلِ الْعُلُومِ الْمَنْقُولَةِ عَنْهُمْ ، وَالْكُلُّ بَاطِلٌ ، أَمَّا إِثْبَاتُ ذَلِكَ بِالْوَحْيِ إِلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ ، وَأَمَّا إِثْبَاتُهُ بِسَبَبِ اشْتِمَالِ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ عَلَيْهِ فَهُوَ أَيْضًا بَاطِلٌ ، لِأَنَّهُ عُلِمَ بِالتَّوَاتُرِ الضَّرُورِيِّ
nindex.php?page=treesubj&link=29785_28675إِطْبَاقُ جَمِيعِ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، وَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا ) .
وَأَمَّا إِثْبَاتُ ذَلِكَ بِالْعُلُومِ الْمَنْقُولَةِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ سِوَى مَا جَاءَ فِي الْكُتُبِ فَهَذَا أَيْضًا بَاطِلٌ ، لِأَنَّ الْعِلْمَ الضَّرُورِيَّ حَاصِلٌ بِأَنَّ أَحَدًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَا دَعَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، وَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) ، وَلَمَّا بَطَلَ الْكُلُّ ثَبَتَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29433_28675الِاشْتِغَالَ بِعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ عَمَلٌ بَاطِلٌ وَقَوْلٌ فَاسِدٌ .
وَبَقِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) نَوْعَانِ مِنَ الْبَحْثِ :
النَّوْعُ الْأَوَّلُ : الْبَحْثُ اللُّغَوِيُّ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْفَرَّاءُ وَالزَّجَّاجُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) أَيْ بَقِيَّةٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَثَارَةٍ ) مَا يُؤْثَرُ مِنْ عِلْمٍ أَيْ بَقِيَّةٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَثَارَةٍ ) تُؤْثَرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4مِنْ عِلْمٍ ) كَقَوْلِكَ : هَذَا الْحَدِيثُ يُؤْثَرُ عَنْ فُلَانٍ ، وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى سُمِّيَتِ الْأَخْبَارُ بِالْآثَارِ ، يُقَالُ : جَاءَ فِي الْأَثَرِ كَذَا وَكَذَا .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَكَلَامُ أَهْلِ اللُّغَةِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَرْفِ يَدُورُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ :
الْأَوَّلُ : الْبَقِيَّةُ ، وَاشْتِقَاقُهَا مِنْ أَثَرْتُ الشَّيْءَ أُثِيرُهُ إِثَارَةً ، كَأَنَّهَا بَقِيَّةٌ تُسْتَخْرَجُ فَتُثَارُ .
وَالثَّانِي : مِنَ الْأَثَرِ الَّذِي هُوَ الرِّوَايَةُ .
وَالثَّالِثُ : هُوَ الْأَثَرُ بِمَعْنَى الْعَلَامَةِ ، قَالَ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ : وَقُرِئَ ( أَثَرَةٍ ) أَيْ مِنْ شَيْءٍ أُوثِرْتُمْ بِهِ وَخُصِّصْتُمْ مِنْ عِلْمٍ لَا إِحَاطَةَ بِهِ لِغَيْرِكُمْ .
وَقُرِئَ : ( أَثْرَةٍ ) بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ مَعَ سُكُونِ الثَّاءِ ، فَالْإِثْرَةُ بِالْكَسْرِ بِمَعْنَى الْأَثَرِ ، وَأَمَّا الْإِثْرُ فَالْمَرْأَةُ ، مِنْ مَصْدَرِ أَثَرَ الْحَدِيثَ إِذَا رَوَاهُ ، وَأَمَّا الْأُثَرَةُ بِالضَّمِّ فَاسْمُ مَا يُؤْثَرُ ; كَالْخُطْبَةِ اسْمٌ لِمَا يُخْطَبُ بِهِ .
وَهَهُنَا قَوْلٌ آخَرُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) وَهُوَ مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29426أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) هُوَ عِلْمُ الْخَطِّ الَّذِي يُخَطُّ فِي الرَّمْلِ ، وَالْعَرَبُ كَانُوا يَخُطُّونَهُ ، وَهُوَ عِلْمٌ مَشْهُورٌ ، وَعَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013706كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ فَمَنْ وَافَقَ خَطُّهُ خَطَّهُ عُلِّمَ عِلْمَهُ ) ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ فَمَعْنَى الْآيَةِ : ائْتُونِي بِعِلْمٍ مِنْ قِبَلِ هَذَا الْخَطِّ الَّذِي تَخُطُّونَهُ فِي الرَّمْلِ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَذْهَبِكُمْ فِي عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، فَإِنْ صَحَّ تَفْسِيرُ الْآيَةِ بِهَذَا الْوَجْهِ كَانَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ التَّهَكُّمِ بِهِمْ وَبِأَقْوَالِهِمْ وَدَلَائِلِهِمْ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .