(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=22ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=22ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ) .
وهو يصلح جوابا لمن يقول : كف الأيدي عنهم كان أمرا اتفاقيا ، ولو اجتمع عليهم العرب كما عزموا لمنعوهم من فتح
خيبر واغتنام غنائمها ، فقال : ليس كذلك ، بل سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا لا ينصرون ،
nindex.php?page=treesubj&link=29677والغلبة واقعة للمسلمين ، فليس أمرهم أمرا اتفاقيا ، بل هو إلهي محكوم به محتوم .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=22ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا ) .
قد ذكرنا مرارا أن دفع الضرر عن الشخص إما أن يكون بولي ينفع باللطف ، أو بنصير يدفع بالعنف ، وليس للذين كفروا شيء من ذلك ، وفي قوله تعالى : ( ثم ) لطيفة ، وهي أن من يولي دبره يطلب الخلاص من القتل بالالتحاق بما ينجيه ، فقال : وليس إذا ولوا الأدبار يتخلصون ، بل بعد التولي الهلاك لاحق بهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23سنة الله التي قد خلت من قبل ) .
جواب عن سؤال آخر يقوم مقام الجهاد : وهو أن الطوالع لها تأثيرات ، والاتصالات لها تغيرات ، فقال : ليس كذلك ، [ بل ]
nindex.php?page=treesubj&link=29677_29676سنة الله نصرة رسوله وإهلاك عدوه .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23ولن تجد لسنة الله تبديلا ) بشارة ودفع وهن يقع بسبب وهم ، وهو أنه إذا قال الله تعالى ليس هذا بالتأثيرات فلا يجب وقوعه ، بل الله فاعل مختار ، ولو أراد أن يهلك العباد لأهلكهم ، بخلاف قول المنجم بأن الغلب لمن له طالع وشواهد تقتضي غلبته قطعا ، فقال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23ولن تجد لسنة الله تبديلا ) يعني أن
nindex.php?page=treesubj&link=28783_29723الله فاعل مختار يفعل ما يشاء ويقدر على إهلاك أصدقائه ، ولكن لا يبدل سنته ولا يغير عادته .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=22وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=22وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ) .
وَهُوَ يَصْلُحُ جَوَابًا لِمَنْ يَقُولُ : كَفُّ الْأَيْدِي عَنْهُمْ كَانَ أَمْرًا اتِّفَاقِيًّا ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمُ الْعَرَبُ كَمَا عَزَمُوا لَمَنَعُوهُمْ مِنْ فَتْحِ
خَيْبَرَ وَاغْتِنَامِ غَنَائِمِهَا ، فَقَالَ : لَيْسَ كَذَلِكَ ، بَلْ سَوَاءٌ قَاتَلُوا أَوْ لَمْ يُقَاتِلُوا لَا يُنْصَرُونَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29677وَالْغَلَبَةُ وَاقِعَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَلَيْسَ أَمْرُهُمْ أَمْرًا اتِّفَاقِيًّا ، بَلْ هُوَ إِلَهِيٌّ مَحْكُومٌ بِهِ مَحْتُومٌ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=22ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ) .
قَدْ ذَكَرْنَا مِرَارًا أَنَّ دَفْعَ الضَّرَرِ عَنِ الشَّخْصِ إِمَّا أَنْ يَكُونَ بِوَلِيٍّ يَنْفَعُ بِاللُّطْفِ ، أَوْ بِنَصِيرٍ يَدْفَعُ بِالْعُنْفِ ، وَلَيْسَ لِلَّذِينِ كَفَرُوا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( ثَّمَ ) لَطِيفَةٌ ، وَهِيَ أَنَّ مَنْ يُوَلِّي دُبُرَهُ يَطْلُبُ الْخَلَاصَ مِنَ الْقَتْلِ بِالِالْتِحَاقِ بِمَا يُنْجِيهِ ، فَقَالَ : وَلَيْسَ إِذَا وَلَّوُا الْأَدْبَارَ يَتَخَلَّصُونَ ، بَلْ بَعْدَ التَّوَلِّي الْهَلَاكُ لَاحِقٌ بِهِمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ) .
جَوَابٌ عَنْ سُؤَالٍ آخَرَ يَقُومُ مَقَامَ الْجِهَادِ : وَهُوَ أَنَّ الطَّوَالِعَ لَهَا تَأْثِيرَاتٌ ، وَالِاتِّصَالَاتِ لَهَا تَغَيُّرَاتٌ ، فَقَالَ : لَيْسَ كَذَلِكَ ، [ بَلْ ]
nindex.php?page=treesubj&link=29677_29676سُنَّةُ اللَّهِ نُصْرَةُ رَسُولِهِ وَإِهْلَاكُ عَدُوِّهِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) بِشَارَةٌ وَدَفْعُ وَهْنٍ يَقَعُ بِسَبَبِ وَهْمٍ ، وَهُوَ أَنَّهُ إِذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَيْسَ هَذَا بِالتَّأْثِيرَاتِ فَلَا يَجِبُ وُقُوعُهُ ، بَلِ اللَّهُ فَاعِلٌ مُخْتَارٌ ، وَلَوْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْعِبَادَ لَأَهْلَكَهُمْ ، بِخِلَافِ قَوْلِ الْمُنَجِّمِ بِأَنَّ الْغَلَبَ لِمَنْ لَهُ طَالِعٌ وَشَوَاهِدُ تَقْتَضِي غَلَبَتَهُ قَطْعًا ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=23وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) يَعْنِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28783_29723اللَّهَ فَاعِلٌ مُخْتَارٌ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَقْدِرُ عَلَى إِهْلَاكِ أَصْدِقَائِهِ ، وَلَكِنْ لَا يُبَدِّلُ سُنَّتَهُ وَلَا يُغَيِّرُ عَادَتَهُ .