(
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) .
[ ص: 123 ] إرشادا للأعراب الذين قالوا آمنا إلى
nindex.php?page=treesubj&link=28647حقيقة الإيمان ، فقال : إن كنتم تريدون الإيمان فالمؤمنون من آمن بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ، يعني أيقنوا بأن الإيمان إيقان ، و " ثم " للتراخي في الحكاية ، كأنه يقول : آمنوا ، ثم أقول شيئا آخر : لم يرتابوا ، ويحتمل أن يقال : هو للتراخي في الفعل ، تقديره آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا فيما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحشر والنشر . وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ) يحقق ذلك ، أي أيقنوا أن بعد هذه الدار دارا ، فجاهدوا طالبين العقبى ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15أولئك هم الصادقون ) في إيمانهم ، لا الأعراب الذين قالوا قولا ولم يخلصوا عملا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم ) .
فإنه عالم به لا يخفى عليه شيء ، وفيه إشارة إلى أن الدين ينبغي أن يكون لله ، وأنتم أظهرتموه لنا لا لله ، فلا يقبل منكم ذلك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) .
يقرر ذلك ويبين أن إسلامهم لم يكن لله ، وفيه لطائف : الأولى : في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يمنون عليك ) زيادة بيان لقبيح فعلهم ؛ وذلك لأن
nindex.php?page=treesubj&link=29674الإيمان له شرفان ، أحدهما : بالنسبة إلى الله تعالى وهو تنزيه الله عن الشرك وتوحيده في العظمة ، وثانيهما : بالنسبة إلى المؤمن فإنه ينزه النفس عن الجهل ويزينها بالحق والصدق ، فهم لا يطلبون بإسلامهم جانب الله ، ولا يطلبون شرف أنفسهم بل منوا ، ولو علموا أن فيه شرفهم لما منوا به بل شكروا .
اللطيفة الثانية : قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17قل لا تمنوا علي إسلامكم ) أي الذي عندكم إسلام ؛ ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14ولكن قولوا أسلمنا ) ولم يقل : لم تؤمنوا ولكن أسلمتم لئلا يكون تصديقا لهم في الإسلام أيضا كما لم يصدقوا في الإيمان ، فإن قيل : لم لم يجز أن يصدقوا في إسلامهم ، والإسلام هو الانقياد ، وقد وجد منهم قولا وفعلا وإن لم يوجد اعتقادا وعلما ، وذلك القدر كاف في صدقهم ؟ نقول : التكذيب يقع على وجهين :
أحدهما : أن لا يوجد نفس المخبر عنه .
وثانيهما : أن لا يوجد كما أخبر في نفسه فقد يقول : ما جئتنا بل جاءت بك الحاجة ، فالله تعالى كذبهم في قولهم آمنا على الوجه الأول ، أي ما آمنتم أصلا ، ولم يصدقوا في الإسلام على الوجه الثاني ، فإنهم انقادوا للحاجة وأخذ الصدقة .
اللطيفة الثالثة : قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17بل الله يمن عليكم ) يعني لا منة لكم ، ومع ذلك لا تسلمون رأسا برأس بحيث لا يكون لكم علينا ولا لنا عليكم منة ، بل المنة عليكم ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17بل الله يمن عليكم ) حسن أدب حيث لم يقل : لا تمنوا علي بل لي المنة عليكم حيث بينت لكم الطريق المستقيم ، ثم في مقابلة هذا الأدب قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) [ الشورى : 52 ] .
اللطيفة الرابعة : لم يقل : يمن عليكم أن أسلمتم بل قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أن هداكم للإيمان ) لأن إسلامهم كان ضلالا حيث كان نفاقا فما من به عليهم ، فإن قيل : كيف من عليهم بالهداية إلى الإيمان مع أنه بين أنهم لم يؤمنوا ؟ نقول :
[ ص: 124 ] الجواب عنه من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه تعالى لم يقل : بل الله يمن عليكم أن رزقكم الإيمان ، بل قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أن هداكم للإيمان ) وإرسال الرسل بالآيات البينات هداية .
ثانيها : هو أنه تعالى يمن عليهم بما زعموا ، فكأنه قال : أنتم قلتم آمنا ، فذلك نعمة في حقكم ، حيث تخلصتم من النار ، فقال : هداكم في زعمكم .
ثالثها : وهو الأصح ، هو أن الله تعالى بين بعد ذلك شرطا فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17إن كنتم صادقين ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) .
[ ص: 123 ] إِرْشَادًا لِلْأَعْرَابِ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28647حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ الْإِيمَانَ فَالْمُؤْمِنُونَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ، يَعْنِي أَيْقَنُوا بِأَنَّ الْإِيمَانَ إِيقَانٌ ، وَ " ثُمَّ " لِلتَّرَاخِي فِي الْحِكَايَةِ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : آمَنُوا ، ثُمَّ أَقُولُ شَيْئًا آخَرَ : لَمْ يَرْتَابُوا ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : هُوَ لِلتَّرَاخِي فِي الْفِعْلِ ، تَقْدِيرُهُ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا فِيمَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ) يُحَقِّقُ ذَلِكَ ، أَيْ أَيْقَنُوا أَنَّ بَعْدَ هَذِهِ الدَّارِ دَارًا ، فَجَاهَدُوا طَالِبِينَ الْعُقْبَى ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) فِي إِيمَانِهِمْ ، لَا الْأَعْرَابُ الَّذِينَ قَالُوا قَوْلًا وَلَمْ يُخْلِصُوا عَمَلًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=16قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ) .
فَإِنَّهُ عَالِمٌ بِهِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الدِّينَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ ، وَأَنْتُمْ أَظْهَرْتُمُوهُ لَنَا لَا لِلَّهِ ، فَلَا يَقْبَلُ مِنْكُمْ ذَلِكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) .
يُقَرِّرُ ذَلِكَ وَيُبَيِّنُ أَنَّ إِسْلَامَهُمْ لِمْ يَكُنْ لِلَّهِ ، وَفِيهِ لَطَائِفُ : الْأُولَى : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17يَمُنُّونَ عَلَيْكَ ) زِيَادَةُ بَيَانٍ لِقَبِيحِ فِعْلِهِمْ ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29674الْإِيمَانَ لَهُ شَرَفَانِ ، أَحَدُهُمَا : بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ تَنْزِيهُ اللَّهِ عَنِ الشِّرْكِ وَتَوْحِيدُهُ فِي الْعَظَمَةِ ، وَثَانِيهِمَا : بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يُنَزِّهُ النَّفْسَ عَنِ الْجَهْلِ وَيُزَيِّنُهَا بِالْحَقِّ وَالصِّدْقِ ، فَهُمْ لَا يَطْلُبُونَ بِإِسْلَامِهِمْ جَانِبَ اللَّهِ ، وَلَا يَطْلُبُونَ شَرَفَ أَنْفُسِهِمْ بَلْ مَنُّوا ، وَلَوْ عَلِمُوا أَنَّ فِيهِ شَرَفَهُمْ لَمَا مَنُّوا بِهِ بَلْ شَكَرُوا .
اللَّطِيفَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ) أَيِ الَّذِي عِنْدَكُمْ إِسْلَامٌ ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) وَلَمْ يَقُلْ : لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ أَسْلَمْتُمْ لِئَلَّا يَكُونَ تَصْدِيقًا لَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ أَيْضًا كَمَا لَمْ يَصْدُقُوا فِي الْإِيمَانِ ، فَإِنْ قِيلَ : لِمَ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَصْدُقُوا فِي إِسْلَامِهِمْ ، وَالْإِسْلَامُ هُوَ الِانْقِيَادُ ، وَقَدْ وُجِدَ مِنْهُمْ قَوْلًا وَفِعْلًا وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ اعْتِقَادًا وَعِلْمًا ، وَذَلِكَ الْقَدْرُ كَافٍ فِي صِدْقِهِمْ ؟ نَقُولُ : التَّكْذِيبُ يَقَعُ عَلَى وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ لَا يُوجَدَ نَفْسُ الْمُخْبَرِ عَنْهُ .
وَثَانِيهِمَا : أَنْ لَا يُوجَدَ كَمَا أَخْبَرَ فِي نَفْسِهِ فَقَدْ يَقُولُ : مَا جِئْتَنَا بَلْ جَاءَتْ بِكَ الْحَاجَّةُ ، فَاللَّهُ تَعَالَى كَذَّبَهُمْ فِي قَوْلِهِمْ آمَنَّا عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ ، أَيْ مَا آمَنْتُمْ أَصْلًا ، وَلَمْ يَصْدُقُوا فِي الْإِسْلَامِ عَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي ، فَإِنَّهُمُ انْقَادُوا لِلْحَاجَةِ وَأَخْذِ الصَّدَقَةِ .
اللَّطِيفَةُ الثَّالِثَةُ : قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ ) يَعْنِي لَا مِنَّةَ لَكُمْ ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا تُسْلِمُونَ رَأْسًا بِرَأْسٍ بِحَيْثُ لَا يَكُونُ لَكُمْ عَلَيْنَا وَلَا لَنَا عَلَيْكُمْ مِنَّةٌ ، بَلِ الْمِنَّةُ عَلَيْكُمْ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ ) حُسْنُ أَدَبٍ حَيْثُ لَمْ يَقُلْ : لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ بَلْ لِيَ الْمِنَّةُ عَلَيْكُمْ حَيْثُ بَيَّنَتْ لَكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ ، ثُمَّ فِي مُقَابَلَةِ هَذَا الْأَدَبِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [ الشُّورَى : 52 ] .
اللَّطِيفَةُ الرَّابِعَةُ : لَمْ يَقُلْ : يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ أَسْلَمْتُمْ بَلْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ) لِأَنَّ إِسْلَامَهُمْ كَانَ ضَلَالًا حَيْثُ كَانَ نِفَاقًا فَمَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِمْ ، فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ مَنَّ عَلَيْهِمْ بِالْهِدَايَةِ إِلَى الْإِيمَانِ مَعَ أَنَّهُ بَيَّنَ أَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا ؟ نَقُولُ :
[ ص: 124 ] الْجَوَابُ عَنْهُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ : بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ رَزَقَكُمُ الْإِيمَانَ ، بَلْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ) وَإِرْسَالُ الرُّسُلِ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ هِدَايَةٌ .
ثَانِيهَا : هُوَ أَنَّهُ تَعَالَى يَمُنُّ عَلَيْهِمْ بِمَا زَعَمُوا ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : أَنْتُمْ قُلْتُمْ آمَنَّا ، فَذَلِكَ نِعْمَةٌ فِي حَقِّكُمْ ، حَيْثُ تَخَلَّصْتُمْ مِنَ النَّارِ ، فَقَالَ : هُدَاكُمْ فِي زَعْمِكُمْ .
ثَالِثُهَا : وَهُوَ الْأَصَحُّ ، هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَيَّنَ بَعْدَ ذَلِكَ شَرْطًا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=17إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) .