(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب ) .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب ) .
هذا إشارة إلى بيان غاية
nindex.php?page=treesubj&link=33142_24582التسبيح ، يعني اشتغل بتنزيه الله وانتظر المنادي كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=99واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) [ الحجر : 99 ] وفيه مسائل :
المسألة الأولى : ما الذي يستمعه ؟ قلنا : يحتمل وجوها ثلاثة .
أحدها : أن يترك مفعوله رأسا ويكون المقصود كن مستمعا ، ولا تكن مثل هؤلاء المعرضين الغافلين ، يقال هو رجل سميع مطيع ولا يراد مسموع بعينه كما يقال فلان وكاس ، وفلان يعطي ويمنع .
ثانيها : استمع لما يوحى إليك .
ثالثها : استمع نداء المنادي .
المسألة الثانية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يوم ينادي المنادي ) منصوب بأي فعل ؟ نقول : هو مبني على المسألة الأولى ، إن قلنا استمع لا مفعول له فعامله ما يدل عليه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=42يوم الخروج ) [ ق : 42 ] تقديره : يخرجون يوم ينادي المنادي ، وإن قلنا مفعوله لما يوحى فتقديره (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41واستمع ) لما يوحى (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يوم ينادي ) ويحتمل ما ذكرنا وجها آخر ، وهو ما يوحى أي ما يوحى (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يوم ينادي المنادي ) اسمعه ، فإن قيل : استمع عطف على فاصبر وسبح وهو في الدنيا ، والاستماع يكون في الدنيا ، وما يوحى (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يوم ينادي المنادي ) لا يستمع في الدنيا ، نقول ليس بلازم ذلك لجواز أن يقال صل وادخل الجنة أي
nindex.php?page=treesubj&link=30514_30500_30476_30503_30180صل في الدنيا وادخل الجنة في العقبى ، فكذلك ههنا ، ويحتمل أن يقال بأن استمع بمعنى انتظر فيحتمل الجمع في الدنيا ، وإن قلنا استمع الصيحة وهو
nindex.php?page=treesubj&link=30362_30293نداء المنادي : يا عظام انتشري ، والسؤال الذي ذكره علم الجواب منه ، وجواب آخر نقوله حينئذ وهو أن الله تعالى قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) [ الزمر : 68 ] قلنا : إن
[ ص: 162 ] من شاء الله هم الذين علموا وقوع الصيحة ، واستيقظوا لها فلم تزعجهم كمن يرى برقا أومض ، وعلم أن عقيبه يكون رعد قوي فينظره ويستمع له ، وآخر غافل ، فإذا رعد بقوة ربما يغشى على الغافل ولا يتأثر منه المستمع ، فقال : ( استمع ) ذلك كي لا تكون ممن يصعق في ذلك اليوم .
المسألة الثانية : ما الذي ينادي المنادي ؟ فيه وجوه محتملة منقولة معقولة وحصرها بأن نقول المنادي إما أن يكون هو الله تعالى أو الملائكة أو غيرهما وهم المكلفون من الإنس والجن في الظاهر ، وغيرهم لا ينادي ، فإن قلنا هو تعالى فيه وجوه :
أحدها : ينادي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=22احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) [ الصافات : 22 ] .
ثانيها : ينادي (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) [ ق : 24 ] مع قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادخلوها بسلام ) ومثله قوله تعالى : ( خذوه فغلوه ) [ الحاقة : 30 ] يدل على هذا قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يوم ينادي المنادي من مكان قريب ) وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=51وأخذوا من مكان قريب ) [ سبأ : 51 ] .
ثالثها : غيرهما لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47يناديهم أين شركائي ) [فصلت : 47] وغير ذلك ، وأما على قولنا المنادي غير الله ففيه وجوه أيضا .
أحدها : قول
إسرافيل : أيتها العظام البالية اجتمعوا للوصل واستمعوا للفصل .
ثانيها : النداء مع النفس يقال للنفس (
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارجعي إلى ربك ) [الفجر : 28] لتدخلي مكانك من الجنة أو النار .
ثالثها : ينادي مناد هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فريق في الجنة وفريق في السعير ) [ الشورى : 7 ] . وعلى قولنا المنادي هو المكلف فيحتمل أن يقال هو ما بين الله تعالى في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77ونادوا يامالك ) [ الزخرف : 77 ] أو غير ذلك إلا أن الظاهر أن المراد أحد الوجهين الأولين ; لأن قوله المنادي للتعريف وكون الملك في ذلك اليوم مناديا معروف عرف حاله وإن لم يجر ذكره ، فيقال : قال - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يكن قد سبق ذكره ، وأما أن الله تعالى مناد فقد سبق في هذه السورة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24ألقيا ) وهذا نداء ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يوم نقول لجهنم ) وهو نداء ، وأما المكلف ليس كذلك ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41من مكان قريب ) إشارة إلى أن الصوت لا يخفى على أحد بل يستوي في استماعه كل أحد وعلى هذا فلا يبعد حمل المنادي على الله تعالى إذ ليس المراد من المكان القريب نفس المكان بل ظهور النداء وهو من الله تعالى أقرب ، وهذا كما قال في هذه السورة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وليس ذلك بالمكان .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) .
هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى بَيَانِ غَايَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=33142_24582التَّسْبِيحِ ، يَعْنِي اشْتَغِلْ بِتَنْزِيهِ اللَّهِ وَانْتَظِرِ الْمُنَادِي كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=99وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) [ الْحِجْرِ : 99 ] وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : مَا الَّذِي يَسْتَمِعُهُ ؟ قُلْنَا : يَحْتَمِلُ وُجُوهًا ثَلَاثَةً .
أَحَدُهَا : أَنْ يَتْرُكَ مَفْعُولَهُ رَأْسًا وَيَكُونُ الْمَقْصُودُ كُنْ مُسْتَمِعًا ، وَلَا تَكُنْ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الْمُعْرِضِينَ الْغَافِلِينَ ، يُقَالُ هُوَ رَجُلٌ سَمِيعٌ مُطِيعٌ وَلَا يُرَادُ مَسْمُوعٌ بِعَيْنِهِ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ وَكَّاسٌ ، وَفُلَانٌ يُعْطِي وَيَمْنَعُ .
ثَانِيهَا : اسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِلَيْكَ .
ثَالِثُهَا : اسْتَمَعَ نِدَاءَ الْمُنَادِي .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي ) مَنْصُوبٌ بِأَيِّ فِعْلٍ ؟ نَقُولُ : هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمَسْأَلَةِ الْأُولَى ، إِنْ قُلْنَا اسْتَمِعْ لَا مَفْعُولَ لَهُ فَعَامِلُهُ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=42يَوْمُ الْخُرُوجِ ) [ ق : 42 ] تَقْدِيرُهُ : يَخْرُجُونَ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي ، وَإِنْ قُلْنَا مَفْعُولُهُ لِمَا يُوحَى فَتَقْدِيرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41وَاسْتَمِعْ ) لِمَا يُوحَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يَوْمَ يُنَادِي ) وَيَحْتَمِلُ مَا ذَكَرْنَا وَجْهًا آخَرَ ، وَهُوَ مَا يُوحَى أَيْ مَا يُوحَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي ) اسْمَعْهُ ، فَإِنْ قِيلَ : اسْتَمِعْ عَطْفٌ عَلَى فَاصْبِرْ وَسَبِّحْ وَهُوَ فِي الدُّنْيَا ، وَالِاسْتِمَاعُ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا ، وَمَا يُوحَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي ) لَا يُسْتَمَعُ فِي الدُّنْيَا ، نَقُولُ لَيْسَ بِلَازِمٍ ذَلِكَ لِجَوَازِ أَنْ يُقَالَ صَلِّ وَادْخُلِ الْجَنَّةَ أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=30514_30500_30476_30503_30180صَلِّ فِي الدُّنْيَا وَادْخُلِ الْجَنَّةَ فِي الْعُقْبَى ، فَكَذَلِكَ هَهُنَا ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ بِأَنَّ اسْتَمِعْ بِمَعْنَى انْتَظِرْ فَيُحْتَمَلُ الْجَمْعُ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنْ قُلْنَا اسْتَمِعِ الصَّيْحَةَ وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=30362_30293نِدَاءُ الْمُنَادِي : يَا عِظَامُ انْتَشِرِي ، وَالسُّؤَالُ الَّذِي ذَكَرَهُ عُلِمَ الْجَوَابُ مِنْهُ ، وَجَوَابٌ آخَرُ نَقُولُهُ حِينَئِذٍ وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=68وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) [ الزُّمَرِ : 68 ] قُلْنَا : إِنَّ
[ ص: 162 ] مَنْ شَاءَ اللَّهُ هُمُ الَّذِينَ عَلِمُوا وُقُوعَ الصَّيْحَةِ ، وَاسْتَيْقَظُوا لَهَا فَلَمْ تُزْعِجْهُمْ كَمَنْ يَرَى بَرْقًا أَوْمَضَ ، وَعَلِمَ أَنَّ عَقِيبَهُ يَكُونُ رَعْدٌ قَوِيٌّ فَيَنْظُرُهُ وَيَسْتَمِعُ لَهُ ، وَآخَرُ غَافِلٌ ، فَإِذَا رَعَدَ بِقُوَّةٍ رُبَّمَا يُغْشَى عَلَى الْغَافِلِ وَلَا يَتَأَثَّرُ مِنْهُ الْمُسْتَمِعُ ، فَقَالَ : ( اسْتَمِعْ ) ذَلِكَ كَيْ لَا تَكُونَ مِمَّنْ يُصْعَقُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : مَا الَّذِي يُنَادِي الْمُنَادِيَ ؟ فِيهِ وُجُوهٌ مُحْتَمَلَةٌ مَنْقُولَةٌ مَعْقُولَةٌ وَحَصْرُهَا بِأَنْ نَقُولَ الْمُنَادِي إِمَّا أَنْ يَكُونَ هُوَ اللَّهَ تَعَالَى أَوِ الْمَلَائِكَةَ أَوْ غَيْرَهُمَا وَهُمُ الْمُكَلَّفُونَ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ فِي الظَّاهِرِ ، وَغَيْرُهُمْ لَا يُنَادِي ، فَإِنْ قُلْنَا هُوَ تَعَالَى فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : يُنَادِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=22احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ) [ الصَّافَّاتِ : 22 ] .
ثَانِيهَا : يُنَادِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) [ ق : 24 ] مَعَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=34ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ) وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) [ الْحَاقَّةِ : 30 ] يَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=51وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) [ سَبَأٍ : 51 ] .
ثَالِثُهَا : غَيْرُهُمَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي ) [فُصِّلَتْ : 47] وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَأَمَّا عَلَى قَوْلِنَا الْمُنَادِي غَيْرُ اللَّهِ فَفِيهِ وُجُوهٌ أَيْضًا .
أَحَدُهَا : قَوْلُ
إِسْرَافِيلَ : أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ اجْتَمِعُوا لِلْوَصْلِ وَاسْتَمِعُوا لِلْفَصْلِ .
ثَانِيهَا : النِّدَاءُ مَعَ النَّفْسِ يُقَالُ لِلنَّفْسِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=28ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ) [الْفَجْرِ : 28] لِتَدْخُلِي مَكَانَكِ مِنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ .
ثَالِثُهَا : يُنَادِي مُنَادٍ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=7فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) [ الشُّورَى : 7 ] . وَعَلَى قَوْلِنَا الْمُنَادِي هُوَ الْمُكَلَّفُ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ هُوَ مَا بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=77وَنَادَوْا يَامَالِكُ ) [ الزُّخْرُفِ : 77 ] أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ الْمُرَادَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ الْمُنَادِي لِلتَّعْرِيفِ وَكَوْنُ الْمَلَكِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُنَادِيًا مَعْرُوفٌ عُرِفَ حَالُهُ وَإِنْ لَمْ يَجْرِ ذِكْرُهُ ، فَيُقَالُ : قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ ، وَأَمَّا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُنَادٍ فَقَدْ سَبَقَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24أَلْقِيَا ) وَهَذَا نِدَاءٌ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=30يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ ) وَهُوَ نِدَاءٌ ، وَأَمَّا الْمُكَلَّفُ لَيْسَ كَذَلِكَ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=41مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الصَّوْتَ لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ بَلْ يَسْتَوِي فِي اسْتِمَاعِهِ كُلُّ أَحَدٍ وَعَلَى هَذَا فَلَا يَبْعُدُ حَمْلُ الْمُنَادِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَى إِذْ لَيْسَ الْمُرَادُ مِنَ الْمَكَانِ الْقَرِيبِ نَفْسَ الْمَكَانِ بَلْ ظُهُورَ النِّدَاءِ وَهُوَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَقْرَبُ ، وَهَذَا كَمَا قَالَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=16وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْمَكَانِ .