[ ص: 164 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ) العامل فيه هو ما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=42يوم الخروج ) [ ق : 42 ] من الفعل أي يخرجون (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44سراعا ) حال للخارجين لأن قوله تعالى : ( عنهم ) يفيد كونهم مفعولين بالتشقق فكان
nindex.php?page=treesubj&link=30337_30336_30339التشقق عند الخروج من القبر كما يقال كشف عنه فهو مكشوف عنه فيصير " سراعا " هيئة المفعول كأنه قال مسرعين والسراع جمع سريع كالكرام جمع كريم .
قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44ذلك حشر ) يحتمل أن يكون إشارة إلى التشقق عنهم ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى الإخراج المدلول عليه بقوله سراعا ، ويحتمل أن يكون معناه ذلك الحشر حشر يسير ; لأن الحشر علم مما تقدم من الألفاظ .
وقوله تعالى : ( علينا يسير ) بتقديم الظرف يدل على الاختصاص ، أي هو علينا هين لا على غيرنا وهو إعادة جواب قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3ذلك رجع بعيد ) [ ق : 3 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28910_30349والحشر الجمع ، ويوم القيامة جمع الأجزاء بعضها إلى بعض وجمع الأرواح مع الأشباح أي يجمع بين كل روح وجسدها وجمع الأمم المتفرقة والرمم المتمزقة والكل واحد في الجمع .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) فيه وجوه .
أحدها :
nindex.php?page=treesubj&link=30614_31780_21158تسلية لقلب النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين وتحريض لهم على ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الصبر والتسبيح ، أي اشتغل بما قلناه ولا يشغلك الشكوى إلينا ، فإنا نعلم أقوالهم ونرى أعمالهم ، وعلى هذا فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45وما أنت عليهم بجبار ) مناسب له أي لا تقل بأني أرسلت إليهم لأهديهم ، فكيف أشتغل بما يشغلني عن الهداية وهو الصلاة والتسبيح ، فإنك ما بعثت مسلطا على دواعيهم وقدرهم ، وإنما أمرت بالتبليغ ، وقد بلغت فاصبر وسبح وانتظر اليوم الذي يفصل فيه بينكم .
ثانيها : هي كلمة تهديد وتخويف لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=43وإلينا المصير ) ظاهر في التهديد بالعلم بعملكم لأن من يعلم أن مرجعه إلى الملك ولكنه يعتقد أن الملك لا يعلم ما يفعله لا يمتنع من القبائح ، أما إذا علم أنه يعلمه وعنده غيبه وإليه عوده يمتنع .
فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=43وإلينا المصير ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم ) وهو ظاهر في التهديد ، وهذا حينئذ كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون ) [يونس : 23] (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إنه عليم بذات الصدور ) .
ثالثها :
nindex.php?page=treesubj&link=30347_33679_28781تقرير الحشر وذلك لأنه لما بين أن الحشر عليه يسير لكمال قدرته ونفوذ إرادته ، ولكن تمام ذلك بالعلم الشامل حتى يميز بين جزء بدنين جزء بدن زيد وجزء بدن عمرو فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44ذلك حشر علينا يسير ) لكمال قدرتنا ، ولا يخفى علينا الأجزاء لمكان علمنا ، وعلى هذا فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم بما يقولون ) معناه نحن نعلم عين ما يقولون في قولهم: (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أئذا متنا وكنا ترابا ) [ ق: 3 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10أئذا ضللنا في الأرض ) [ السجدة : 10 ] فيقول : نحن نعلم الأجزاء التي يقولون فيها إنها ضالة وخفية ولا يكون المراد نحن نعلم وقولهم في الأول جاز أن تكون ما مصدرية فيكون المراد من قوله : ( ما يقولون ) أي قولهم ، وفي الوجه الآخر تكون خبرية ، وعلى هذا الدليل فلا يصح قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم ) إذ لا عالم بتلك الأجزاء سواه حتى يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نحن أعلم ) نقول قد علم الجواب عنه مرارا من وجوه :
أحدها : أن أفعل لا يقتضي الاشتراك في أصل الفعل كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=37والله أحق أن تخشاه )
[ ص: 165 ] [ الأحزاب : 37 ] وفي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73وأحسن نديا ) [ مريم : 77 ] ، وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=27وهو أهون عليه ) [ الروم : 27 ] .
ثانيها : معناه نحن أعلم بما يقولون من كل عالم بما يعلمه ، والأول أصح وأظهر وأوضح وأشهر وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45وما أنت عليهم بجبار ) فيه وجوه :
أحدها : أنه للتسلية أيضا ، وذلك لأنه لما من عليه بالإقبال على الشغل الأخروي وهو العبادة أخبر بأنه لم يصرف عن الشغل الآخر وهو البعث ، كما أن الملك إذا أمر بعض عبيده بشغلين فظهر عجزه في أحدهما : يقول له أقبل على الشغل الآخر منهما ونحن نبعث من يقدر على الذي عجزت عنه منهما ، فقال :" اصبر وسبح . وما أنت ...... بجبار " أي فما كان امتناعهم بسبب تجبر منك أو تكبر فاشمأزوا من سوء خلقك ، بل كنت بهم رؤوفا وعليهم عطوفا وبالغت وبلغت وامتنعوا فأقبل على
nindex.php?page=treesubj&link=19572_24582_33074_33142الصبر والتسبيح غير مصروف عن الشغل الأول بسبب جبروتك ، وهذا في معنى قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=2ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) إلى أن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4وإنك لعلى خلق عظيم ) [ القلم : 4 ] .
ثانيها : هو بيان أن
nindex.php?page=treesubj&link=30979_21380_32028النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بما عليه من الهداية ، وذلك لأنه أرسله منذرا وهاديا لا ملجأ ومجبرا ، وهذا كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80فما أرسلناك عليهم حفيظا ) [ النساء : 80 ] أي تحفظهم من الكفر والنار ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45وما أنت عليهم ) في معنى قول القائل : اليوم فلان علينا ، في جواب من يقول : من عليكم اليوم ؟ أي من الوالي عليكم .
ثالثها : هو بيان لعدم وقت نزول العذاب بعد ، وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أنذر وأعذر وأظهر لم يؤمنوا كان يقول إن هذا وقت العذاب ، فقال : نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بمسلط فذكر بعذابي إن لم يؤمنوا من بقي منهم ممن تعلم أنه يؤمن ثم تسلط ، ويؤيد هذا قول المفسرين أن الآية نزلت قبل نزول آية القتال ، وعلى هذا فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) أي من بقي منهم ممن يخاف يوم الوعيد ، وفيه وجوه أخر :
أحدها : أنا بينا في أحد الوجوه أن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=39فاصبر على ما يقولون وسبح ) [ ق : 39 ] معناه أقبل على العبادة ، ثم قال : ولا تترك الهداية بالكلية بل (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وذكر ) [ الذاريات: 55 ] المؤمنين (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) [ الذاريات : 55 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وأعرض عن الجاهلين ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45بالقرآن ) فيه وجوه :
الأول : فذكر بما في القرآن واتل عليهم القرآن يحصل لهم بسبب ما فيه المنفعة .
الثاني : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فذكر بالقرآن ) أي بين به أنك رسول لكونه معجزا ، وإذا ثبت كونك رسولا لزمهم قبول قولك في جميع ما تقول به .
الثالث : المراد فذكر بمقتضى ما في القرآن من الأوامر الواردة بالتبليغ والتذكير ، وحينئذ يكون القرآن لانتفاع النبي - صلى الله عليه وسلم - به أي اجعل القرآن إمامك ، وذكرهم بما أخبرت فيه بأن تذكرهم ، وعلى الأول معناه اتل عليهم القرآن ليتذكروا بسببه ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45من يخاف وعيد ) من جملة ما يبين كون الخشية دالة على عظمة المخشي أكثر مما يدل عليه الخوف ، حيث قال : ( يخاف ) عندما جعل المخوف عذابه ووعيده ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150واخشوني ) [ البقرة : 150 ] عندما جعل المخوف نفسه العظيم ، وفي هذه الآية إشارة إلى الأصول الثلاثة ، وقوله : ( وذكر ) إشارة إلى
nindex.php?page=treesubj&link=32028_21380_32022أنه مرسل مأمور بالتذكير منزل عليه القرآن حيث قال : ( بالقرآن ) وقوله : ( وعيد ) إشارة إلى اليوم الآخر وضمير المتكلم في قوله : ( وعيد ) يدل على الوحدانية ، فإنه لو قال من يخاف وعيد الله كان يذهب وهم الله إلى كل صوب فلذا قال : ( وعيد ) والمتكلم أعرف المعارف وأبعد عن الإشراك به وقبول الاشتراك فيه ، وقد بينا في أول السورة أن أول السورة وآخرها متقاربان في المعنى حيث قال في الأول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق والقرآن المجيد ) [ ق : 1 ] وقال في آخرها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فذكر بالقرآن ) .
وهذا آخر تفسير هذه السورة والحمد لله رب العالمين ، وصلاته على خاتم النبيين وسيد المرسلين
محمد النبي وآله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين .
[ ص: 164 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ) الْعَامِلُ فِيهِ هُوَ مَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=42يَوْمُ الْخُرُوجِ ) [ ق : 42 ] مِنَ الْفِعْلِ أَيْ يَخْرُجُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ) وَقَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44سِرَاعًا ) حَالٌ لِلْخَارِجِينَ لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : ( عَنْهُمُ ) يُفِيدُ كَوْنَهُمْ مَفْعُولِينَ بِالتَّشَقُّقِ فَكَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=30337_30336_30339التَّشَقُّقُ عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْقَبْرِ كَمَا يُقَالُ كَشَفَ عَنْهُ فَهُوَ مَكْشُوفٌ عَنْهُ فَيَصِيرُ " سِرَاعًا " هَيْئَةَ الْمَفْعُولِ كَأَنَّهُ قَالَ مُسْرِعِينَ وَالسِّرَاعُ جَمْعُ سَرِيعٍ كَالْكِرَامِ جَمْعُ كَرِيمٍ .
قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44ذَلِكَ حَشْرٌ ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى التَّشَقُّقِ عَنْهُمْ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى الْإِخْرَاجِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ سِرَاعًا ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ ذَلِكَ الْحَشْرُ حَشْرٌ يَسِيرٌ ; لِأَنَّ الْحَشْرَ عُلِمَ مِمَّا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَلْفَاظِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ( عَلَيْنَا يَسِيرٌ ) بِتَقْدِيمِ الظَّرْفِ يَدُلُّ عَلَى الِاخْتِصَاصِ ، أَيْ هُوَ عَلَيْنَا هَيِّنٌ لَا عَلَى غَيْرِنَا وَهُوَ إِعَادَةُ جَوَابِ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ) [ ق : 3 ]
nindex.php?page=treesubj&link=28910_30349وَالْحَشْرُ الْجَمْعُ ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمْعُ الْأَجْزَاءِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَجَمْعُ الْأَرْوَاحِ مَعَ الْأَشْبَاحِ أَيْ يُجْمَعُ بَيْنَ كُلِّ رُوحِ وَجَسَدِهَا وَجَمْعُ الْأُمَمِ الْمُتَفَرِّقَةِ وَالرِّمَمِ الْمُتَمَزِّقَةِ وَالْكُلُّ وَاحِدٌ فِي الْجَمْعِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) فِيهِ وُجُوهٌ .
أَحَدُهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=30614_31780_21158تَسْلِيَةٌ لِقَلْبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ وَتَحْرِيضٌ لَهُمْ عَلَى مَا أُمِرَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الصَّبْرِ وَالتَّسْبِيحِ ، أَيِ اشْتَغِلْ بِمَا قُلْنَاهُ وَلَا يَشْغَلُكَ الشَّكْوَى إِلَيْنَا ، فَإِنَّا نَعْلَمُ أَقْوَالَهُمْ وَنَرَى أَعْمَالَهُمْ ، وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) مُنَاسِبٌ لَهُ أَيْ لَا تَقُلْ بِأَنِّي أُرْسِلْتُ إِلَيْهِمْ لِأَهْدِيَهُمْ ، فَكَيْفَ أَشْتَغِلُ بِمَا يَشْغَلُنِي عَنِ الْهِدَايَةِ وَهُوَ الصَّلَاةُ وَالتَّسْبِيحُ ، فَإِنَّكَ مَا بُعِثْتَ مُسَلَّطًا عَلَى دَوَاعِيهِمْ وَقُدَرِهِمْ ، وَإِنَّمَا أُمِرْتَ بِالتَّبْلِيغِ ، وَقَدْ بَلَغْتَ فَاصْبِرْ وَسَبِّحْ وَانْتَظِرِ الْيَوْمَ الَّذِي يُفْصَلُ فِيهِ بَيْنَكُمْ .
ثَانِيهَا : هِيَ كَلِمَةُ تَهْدِيدٍ وَتَخْوِيفٍ لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=43وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ) ظَاهِرٌ فِي التَّهْدِيدِ بِالْعِلْمِ بِعَمَلِكُمْ لِأَنَّ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّ مَرْجِعَهُ إِلَى الْمَلِكِ وَلَكِنَّهُ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْمَلِكَ لَا يَعْلَمُ مَا يَفْعَلُهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنَ الْقَبَائِحِ ، أَمَّا إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ يَعْلَمُهُ وَعِنْدَهُ غَيْبُهُ وَإِلَيْهِ عَوْدُهُ يَمْتَنِعُ .
فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=43وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ ) وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي التَّهْدِيدِ ، وَهَذَا حِينَئِذٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=23ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) [يُونُسَ : 23] (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) .
ثَالِثُهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=30347_33679_28781تَقْرِيرُ الْحَشْرِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمَّا بَيَّنَ أَنَّ الْحَشْرَ عَلَيْهِ يَسِيرٌ لِكَمَالِ قُدْرَتِهِ وَنُفُوذِ إِرَادَتِهِ ، وَلَكِنَّ تَمَامَ ذَلِكَ بِالْعِلْمِ الشَّامِلِ حَتَّى يُمَيِّزَ بَيْنَ جُزْءِ بَدَنَيْنِ جُزْءِ بَدَنِ زَيْدٍ وَجُزْءِ بَدَنِ عَمْرٍو فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=44ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ) لِكَمَالِ قُدْرَتِنَا ، وَلَا يَخْفَى عَلَيْنَا الْأَجْزَاءُ لِمَكَانِ عِلْمِنَا ، وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ) مَعْنَاهُ نَحْنُ نَعْلَمُ عَيْنَ مَا يَقُولُونَ فِي قَوْلِهِمْ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ) [ ق: 3 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=10أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ ) [ السَّجْدَةِ : 10 ] فَيَقُولُ : نَحْنُ نَعْلَمُ الْأَجْزَاءَ الَّتِي يَقُولُونَ فِيهَا إِنَّهَا ضَالَّةٌ وَخَفِيَّةٌ وَلَا يَكُونُ الْمُرَادُ نَحْنُ نَعْلَمُ وَقَوْلُهُمْ فِي الْأَوَّلِ جَازَ أَنْ تَكُونَ مَا مَصْدَرِيَّةً فَيَكُونُ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : ( مَا يَقُولُونَ ) أَيْ قَوْلَهُمْ ، وَفِي الْوَجْهِ الْآخَرِ تَكُونُ خَبَرِيَّةً ، وَعَلَى هَذَا الدَّلِيلِ فَلَا يَصِحُّ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ ) إِذْ لَا عَالِمَ بِتِلْكَ الْأَجْزَاءِ سِوَاهُ حَتَّى يَقُولَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45نَحْنُ أَعْلَمُ ) نَقُولُ قَدْ عُلِمَ الْجَوَابُ عَنْهُ مِرَارًا مِنْ وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّ أَفْعَلَ لَا يَقْتَضِي الِاشْتِرَاكَ فِي أَصْلِ الْفِعْلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=37وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )
[ ص: 165 ] [ الْأَحْزَابِ : 37 ] وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ) [ مَرْيَمَ : 77 ] ، وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=27وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) [ الرُّومِ : 27 ] .
ثَانِيهَا : مَعْنَاهُ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ مِنْ كُلِّ عَالِمٍ بِمَا يَعْلَمُهُ ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ وَأَظْهَرُ وَأَوْضَحُ وَأَشْهَرُ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ لِلتَّسْلِيَةِ أَيْضًا ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمَّا مَنَّ عَلَيْهِ بِالْإِقْبَالِ عَلَى الشُّغُلِ الْأُخْرَوِيِّ وَهُوَ الْعِبَادَةُ أَخْبَرَ بِأَنَّهُ لَمْ يُصْرَفْ عَنِ الشُّغُلِ الْآخَرِ وَهُوَ الْبَعْثُ ، كَمَا أَنَّ الْمَلِكَ إِذَا أَمَرَ بَعْضَ عَبِيدِهِ بِشُغُلَيْنِ فَظَهَرَ عَجْزُهُ فِي أَحَدِهِمَا : يَقُولُ لَهُ أَقْبِلْ عَلَى الشُّغُلِ الْآخَرِ مِنْهُمَا وَنَحْنُ نَبْعَثُ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى الَّذِي عَجَزَتْ عَنْهُ مِنْهُمَا ، فَقَالَ :" اصْبِرْ وَسَبِّحْ . وَمَا أَنْتَ ...... بِجَبَّارٍ " أَيْ فَمَا كَانَ امْتِنَاعُهُمْ بِسَبَبِ تَجَبُّرٍ مِنْكَ أَوْ تَكَبُّرٍ فَاشْمَأَزُّوا مِنْ سُوءِ خُلُقِكَ ، بَلْ كُنْتَ بِهِمْ رَؤُوفًا وَعَلَيْهِمْ عَطُوفًا وَبَالَغْتَ وَبَلَّغْتَ وَامْتَنَعُوا فَأَقْبِلْ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=19572_24582_33074_33142الصَّبْرِ وَالتَّسْبِيحِ غَيْرَ مَصْرُوفٍ عَنِ الشُّغْلِ الْأَوَّلِ بِسَبَبِ جَبَرُوتِكَ ، وَهَذَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=2مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ) إِلَى أَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [ الْقَلَمِ : 4 ] .
ثَانِيهَا : هُوَ بَيَانُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30979_21380_32028النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى بِمَا عَلَيْهِ مِنَ الْهِدَايَةِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أَرْسَلَهُ مُنْذِرًا وَهَادِيًا لَا مُلْجِأً وَمُجْبِرًا ، وَهَذَا كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ) [ النِّسَاءِ : 80 ] أَيْ تَحْفَظُهُمْ مِنَ الْكُفْرِ وَالنَّارِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ ) فِي مَعْنَى قَوْلِ الْقَائِلِ : الْيَوْمَ فُلَانٌ عَلَيْنَا ، فِي جَوَابِ مَنْ يَقُولُ : مَنْ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ؟ أَيْ مَنِ الْوَالِي عَلَيْكُمْ .
ثَالِثُهَا : هُوَ بَيَانٌ لِعَدَمِ وَقْتِ نُزُولِ الْعَذَابِ بَعْدُ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أَنْذَرَ وَأَعْذَرَ وَأَظْهَرَ لَمْ يُؤْمِنُوا كَانَ يَقُولُ إِنَّ هَذَا وَقْتُ الْعَذَابِ ، فَقَالَ : نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَلَّطٍ فَذَكِّرْ بِعَذَابِي إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَعْلَمُ أَنَّهُ يُؤْمِنُ ثُمَّ تَسَلَّطْ ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا قَوْلُ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ قَبْلَ نُزُولِ آيَةِ الْقِتَالِ ، وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) أَيْ مِنْ بَقِيَ مِنْهُمْ مِمَّنْ يَخَافُ يَوْمَ الْوَعِيدِ ، وَفِيهِ وُجُوهٌ أُخَرُ :
أَحَدُهَا : أَنَّا بَيَّنَا فِي أَحَدِ الْوُجُوهِ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=39فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ ) [ ق : 39 ] مَعْنَاهُ أَقْبِلْ عَلَى الْعِبَادَةِ ، ثُمَّ قَالَ : وَلَا تَتْرُكِ الْهِدَايَةَ بِالْكُلِّيَّةِ بَلْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55وَذَكِّرْ ) [ الذَّارِيَاتِ: 55 ] الْمُؤْمِنِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=55فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) [ الذَّارِيَاتِ : 55 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45بِالْقُرْآنِ ) فِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : فَذَكِّرْ بِمَا فِي الْقُرْآنِ وَاتْلُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ يَحْصُلُ لَهُمْ بِسَبَبِ مَا فِيهِ الْمَنْفَعَةُ .
الثَّانِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ ) أَيْ بَيِّنْ بِهِ أَنَّكَ رَسُولٌ لِكَوْنِهِ مُعْجِزًا ، وَإِذَا ثَبَتَ كَوْنُكَ رَسُولًا لَزِمَهُمْ قَبُولُ قَوْلِكَ فِي جَمِيعِ مَا تَقُولُ بِهِ .
الثَّالِثُ : الْمُرَادُ فَذَكِّرْ بِمُقْتَضَى مَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْأَوَامِرِ الْوَارِدَةِ بِالتَّبْلِيغِ وَالتَّذْكِيرِ ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْقُرْآنُ لِانْتِفَاعِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهِ أَيِ اجْعَلِ الْقُرْآنَ إِمَامَكَ ، وَذَكِّرْهُمْ بِمَا أُخْبِرْتَ فِيهِ بِأَنْ تُذَكِّرَهُمْ ، وَعَلَى الْأَوَّلِ مَعْنَاهُ اتْلُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ لِيَتَذَكَّرُوا بِسَبَبِهِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) مِنْ جُمْلَةِ مَا يُبَيِّنُ كَوْنَ الْخَشْيَةِ دَالَّةً عَلَى عَظَمَةِ الْمَخْشِيِّ أَكْثَرَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْخَوْفُ ، حَيْثُ قَالَ : ( يَخَافُ ) عِنْدَمَا جَعَلَ الْمَخُوفَ عَذَابَهُ وَوَعِيدَهُ ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150وَاخْشَوْنِي ) [ الْبَقَرَةِ : 150 ] عِنْدَمَا جَعَلَ الْمَخُوفَ نَفْسَهُ الْعَظِيمَ ، وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ إِشَارَةٌ إِلَى الْأُصُولِ الثَّلَاثَةِ ، وَقَوْلُهُ : ( وَذَكِّرْ ) إِشَارَةٌ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32028_21380_32022أَنَّهُ مُرْسَلٌ مَأْمُورٌ بِالتَّذْكِيرِ مُنَزَّلٌ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ حَيْثُ قَالَ : ( بِالْقُرْآنِ ) وَقَوْلُهُ : ( وَعِيدِ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْيَوْمِ الْآخِرِ وَضَمِيرُ الْمُتَكَلِّمِ فِي قَوْلِهِ : ( وَعِيدِ ) يَدُلُّ عَلَى الْوَحْدَانِيَّةِ ، فَإِنَّهُ لَوْ قَالَ مَنْ يَخَافُ وَعِيدَ اللَّهِ كَانَ يَذْهَبُ وَهُمُ اللَّهِ إِلَى كُلِّ صَوْبٍ فَلِذَا قَالَ : ( وَعِيدِ ) وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْرِفُ الْمَعَارِفِ وَأَبْعَدُ عَنِ الْإِشْرَاكِ بِهِ وَقَبُولِ الِاشْتِرَاكِ فِيهِ ، وَقَدْ بَيَّنَّا فِي أَوَّلِ السُّورَةِ أَنَّ أَوَّلَ السُّورَةِ وَآخِرَهَا مُتَقَارِبَانِ فِي الْمَعْنَى حَيْثُ قَالَ فِي الْأَوَّلِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) [ ق : 1 ] وَقَالَ فِي آخِرِهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ ) .
وَهَذَا آخِرُ تَفْسِيرِ هَذِهِ السُّورَةِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَاتُهُ عَلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ
مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ أَجْمَعِينَ .