( والأرض فرشناها فنعم الماهدون  ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون    ) . 
ثم قال تعالى : ( والأرض فرشناها فنعم الماهدون    ) استدلالا بالأرض وقد علم ما في قوله : ( والأرض فرشناها    ) وفيه دليل على أن دحو الأرض بعد خلق السماء    ; لأن بناء البيت يكون في العادة قبل الفرش ، وقوله تعالى : ( فنعم الماهدون    ) أي نحن أو فنعم الماهدون ماهدوها . 
ثم قال تعالى : ( ومن كل شيء خلقنا زوجين    ) استدلالا بما بينهما والزوجان إما الضدان فإن الذكر والأنثى كالضدين والزوجان منهما كذلك ، وإما المتشاكلان فإن كل شيء له شبيه ونظير وضد وند ، قال المنطقيون المراد بالشيء الجنس وأقل ما يكون تحت الجنس نوعان فمن كل جنس خلق نوعين , من الجوهر مثلا المادي والمجرد ، ومن المادي النامي والجامد ومن النامي المدرك والنبات ومن المدرك الناطق والصامت ، وكل ذلك يدل على أنه فرد لا كثرة فيه . 
وقوله تعالى : ( لعلكم تذكرون    ) أي لعلكم تذكرون أن خالق الأزواج لا يكون له زوج  وإلا لكان ممكنا فيكون مخلوقا ولا يكون خالقا ، أو ( لعلكم تذكرون    ) أن خالق الأزواج لا يعجز عن حشر الأجسام وجمع الأرواح . 
				
						
						
