المسألة الثالثة : استدلت المعتزلة  بقوله : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم     ) على أن الإيمان اسم لفعل الطاعات ، فإنه تعالى أراد بالإيمان هاهنا الصلاة ( والجواب ) لا نسلم أن المراد من الإيمان هاهنا الصلاة ، بل المراد منه التصديق والإقرار ، فكأنه تعالى قال : أنه لا يضيع تصديقكم بوجوب تلك الصلاة ، سلمنا أن المراد من الإيمان  هاهنا الصلاة ، ولكن الصلاة أعظم الإيمان وأشرف نتائجه وفوائده ، فجاز إطلاق اسم الإيمان على الصلاة على سبيل الاستعارة من هذه الجهة . 
المسألة الرابعة : قوله : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم    ) أي : لا يضيع ثواب إيمانكم لأن الإيمان قد   [ ص: 99 ] انقضى وفني ، وما كان كذلك استحال حفظه وإضاعته ، إلا أن استحقاق الثواب قائم بعد انقضائه فصح حفظه وإضاعته ، وهو كقوله تعالى : ( أني لا أضيع عمل عامل منكم    ) [ آل عمران : 195 ] . 
				
						
						
