النوع الثامن من الدلائل : قوله تعالى : ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض    ) سمي السحاب سحابا لانسحابه في الهواء ، ومعنى التسخير التذليل ، وإنما سماه مسخرا لوجوه : 
أحدها : أن طبع الماء ثقيل يقتضي النزول ، فكان بقاؤه في جو الهواء على خلاف الطبع ، فلا بد من قاسر قاهر يقهره على ذلك  ، فلذلك سماه بالمسخر . 
الثاني : أن هذا السحاب لو دام لعظم ضرره من حيث إنه يستر ضوء الشمس ، ويكثر الأمطار والابتلال ، ولو انقطع لعظم ضرره ؛ لأنه يقتضي القحط وعدم العشب والزراعة ، فكان تقديره بالمقدار المعلوم هو المصلحة ، فهو كالمسخر لله سبحانه يأتي به في وقت الحاجة ويرده عند زوال الحاجة . 
الثالث : أن السحاب لا يقف في موضع معين ، بل يسوقه الله تعالى بواسطة تحريك الرياح إلى حيث أراد وشاء ، فذلك هو التسخير ، فهذا هو الإشارة إلى وجوه الاستدلال بهذه الدلائل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					