" السابعة " إذا كان هو المبتدي فالعادة قديما وحديثا أن يكتب في الناحية اليسرى من الورقة .  قال  الصيمري  وغيره : وإن كتب من وسط  [ ص: 84 ] الرقعة أو حاشيتها فلا عتب عليه ، ولا يكتب فوق البسملة بحال ، وينبغي أن يدعو إذا أراد الإفتاء . 
وجاء عن  مكحول   ومالك    - رحمهما الله - أنهما كانا يفتيان حتى يقولا : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ويستحب الاستعاذة من الشيطان ، ويسمي الله تعالى ويحمده ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل : { رب اشرح لي صدري    } الآية ونحو ذلك ، قال  الصيمري    : وعادة كثيرين أن يبدءوا فتاويهم : الجواب وبالله التوفيق  وحذف آخرون ذلك ، قال : ولو عمل ذلك فيما طال من المسائل واشتمل على فصول ، وحذف في غيره ، كان وجها . قلت    : المختار قول ذلك مطلقا ، وأحسنه الابتداء بقول : الحمد لله ، لحديث : { كل أمر ذي بال لا يبدأ بالحمد لله فهو أجذم   } وينبغي أن يقوله بلسانه ويكتبه ، قال  الصيمري    : ولا يدع ختم جوابه بقوله : وبالله التوفيق ، أو : والله أعلم ، أو : والله الموفق ، قال : ولا يقبح قوله : الجواب عندنا ، أو : الذي عندنا ، أو : الذي نقول به ، أو : نذهب إليه ، أو : نراه كذا ، ; لأنه من أهل ذلك ، قال : وإذا أغفل السائل الدعاء للمفتي أو الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الفتوى ألحق المفتي ذلك بخطه ، فإن العادة جارية به . 
قلت    : وإذا ختم الجواب بقوله : والله أعلم ونحوه مما سبق فليكتب بعده : كتبه فلان ، أو : فلان بن فلان الفلاني ، فينتسب إلى ما يعرف به من قبيلة أو بلدة أو صفة ، ثم يقول : الشافعي ، أو : الحنفي مثلا ، فإن كان مشهورا بالاسم أو غيره فلا بأس بالاقتصار عليه ، قال  الصيمري    : ورأى بعضهم أن يكتب المفتي بالمداد دون الحبر خوفا من الحك ، قال : والمستحب الحبر لا غير . 
قلت    : لا يختص واحد منهما هنا بالاستحباب ، بخلاف كتب العلم ، فالمستحب فيها الحبر ; لأنها تراد للبقاء ، والحبر أبقى ، قال  الصيمري  وينبغي إذا تعلقت الفتوى بالسلطان أن يدعو له  فيقول : وعلى ولي الأمر أو السلطان أصلحه الله أو سدده الله أو قوى الله عزمه أو أصلح الله به ، أو شد الله أزره ، ولا يقل : أطال الله بقاءه فليست من ألفاظ السلف  [ ص: 85 ] قلت    : نقل  أبو جعفر النحاس  وغيره اتفاق العلماء على كراهة قول : " أطال الله بقاءك " وقال بعضهم : هي تحية الزنادقة ، وفي صحيح  مسلم  في حديث  أم حبيبة  رضي الله عنها إشارة إلى أن الأولى ترك نحو هذا من الدعاء بطول البقاء وأشباهه . 
				
						
						
