الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1634 ) فصل : ومن قتل من أهل العدل في المعركة ، فحكمه في الغسل والصلاة عليه ، حكم من قتل في معركة المشركين ; لأن عليا لم يغسل من قتل معه ،

                                                                                                                                            وعمار أوصى أن لا يغسل ، وقال : ادفنوني في ثيابي ، فإني مخاصم .

                                                                                                                                            قال أحمد : قد أوصى أصحاب الجمل : إنا مستشهدون غدا ، فلا تنزعوا عنا ثوبا ، ولا تغسلوا عنا دما . ولأنه شهيد المعركة ، أشبه قتيل الكفار . وهذا قول أبي حنيفة . وقال الشافعي ، في أحد قوليه : يغسلون ; لأن أسماء غسلت ابنها عبد الله بن الزبير . والأول أولى ; لما ذكرناه ، وأما عبد الله بن الزبير فإنه أخذ وصلب ، فهو كالمقتول ظلما ، وليس بشهيد المعركة .

                                                                                                                                            وأما الباغي ، فقال الخرقي : من قتل منهم ، غسل ، وكفن ، وصلي عليه . ويحتمل إلحاقه بأهل العدل ; لأنه لم ينقل إلينا غسل أهل الجمل وصفين من الجانبين ، ولأنهم يكثرون في المعترك ، فيشق غسلهم ، فأشبهوا أهل العدل . فأما الصلاة على أهل العدل ، فيحتمل أن لا يصلى عليهم ; لأننا شبهناهم بشهداء معركة المشركين في الغسل ، فكذلك في الصلاة ، ويحتمل أن يصلى عليهم ; لأن عليا رضي الله عنه صلى عليهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية