الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1707 ) مسألة : قال : ( وليس فيما دون ثلاثين من البقر سائمة صدقة ) وجملة ذلك أنه لا زكاة فيما دون الثلاثين من البقر في قول جمهور العلماء . وحكي عن سعيد بن المسيب ، والزهري أنهما قالا : في كل خمس شاة . ولأنها عدلت بالإبل في الهدي والأضحية ، فكذلك في الزكاة . ولنا ، ما تقدم من الخبر ، ولأن نصب الزكاة إنما ثبتت بالنص والتوقيف ، وليس فيما ذكراه نص ولا توقيف ، فلا يثبت ، وقياسهم فاسد ، فإن خمسا وثلاثين من الغنم تعدل خمسا من الإبل في الهدي ، ولا زكاة فيها .

                                                                                                                                            إذا ثبت هذا فإنه لا زكاة في غير السائمة من البقر في قول الجمهور . وحكي عن مالك أن في العوامل والمعلوفة صدقة ، كقوله في الإبل . وقد تقدم الكلام معه . وروي عن علي رضي الله عنه قال الراوي : أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صدقة البقر ، قال : " وليس في العوامل شيء " . رواه أبو داود .

                                                                                                                                            وروي عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ليس في البقر العوامل صدقة } . وهذا مقيد يحمل عليه المطلق . وروي عن علي ، ومعاذ ، وجابر ، أنهم قالوا : لا صدقة في البقر العوامل . ولأن صفة النماء معتبرة في الزكاة ، ولا يوجد إلا في السائمة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية