( 2578 ) فصل : قال بعض أصحابنا : يستحب لمن نفر أن يأتي المحصب ، وهو الأبطح  ، وحده ما بين الجبلين إلى المقبرة ، فيصلي به الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ثم يضطجع يسيرا ، ثم يدخل مكة    . وكان  ابن عمر  يرى التحصيب  سنة ، قال  ابن عمر  يصلي بالمحصب  الظهر والعصر والمغرب والعشاء وكان كثير الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وكان  طاوس  يحصب في شعب الجوز    . وكان  سعيد بن جبير  يفعله ، ثم تركه . وكان  ابن عباس  ، وعائشة  ، لا يريان ذلك سنة ، قال  ابن عباس  التحصيب ليس بشيء ، إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعن عائشة  ، أن نزول الأبطح  ليس بسنة ، إنما نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه إذا خرج . متفق عليهما . 
ومن استحب ذلك فلاتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان ينزله ، قال  نافع :    { كان  ابن عمر  يصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ويهجع هجعة ، ويذكر ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .   } متفق عليه . وقال  ابن عمر    : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأبو بكر  وعمر  وعثمان  ينزلون الأبطح .    } قال الترمذي    : هذا حديث حسن غريب . ولا خلاف في أنه ليس بواجب ولا شيء على تاركه . 
				
						
						
