الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2675 ) فصل : وكل ما يضمن به الآدمي ، يضمن به الصيد ، من مباشرة ، أو بسبب ، وما جنت عليه دابته بيدها أو فمها من الصيد ، فالضمان على راكبها ، أو قائدها ، أو سائقها ، وما جنت برجلها ، فلا ضمان عليه ; لأنه لا يمكن حفظ رجلها . وقال القاضي : يضمن السائق جميع جنايتها ; لأن يده عليها ، ويشاهد رجلها . وقال ابن عقيل : لا ضمان عليه في الرجل ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : الرجل جبار } .

                                                                                                                                            وإن انقلبت فأتلفت صيدا ، لم يضمنه ; لأنه لا يدل عليها ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { : العجماء جبار } . وكذلك لو أتلفت آدميا ، لم يضمنه . ولو نصب المحرم شبكة ، أو حفر بئرا ، فوقع فيها صيد ، ضمنه ; لأنه بسببه ، كما يضمن الآدمي ، إلا أن يكون حفر البئر بحق ، كحفره في داره ، أو في طريق واسع ينتفع بها المسلمون ، فينبغي أن لا يضمن ما تلف به ، كما لا يضمن الآدمي . وإن نصب شبكة قبل إحرامه ، فوقع فيها صيد بعد إحرامه ، لم يضمنه ; لأنه لم يوجد منه بعد إحرامه تسبب إلى إتلافه ، أشبه ما لو صاده قبل إحرامه ، وتركه في منزله ، فتلف بعد إحرامه ، أو باعه وهو حلال ، فذبحه المشتري .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية