الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المسلمون في السنغال (معالم الحاضر وآفاق المستقبل)

عبد القادر محمد سيلا

الفصل الثاني

طرق انتشار الإسلام في غربي أفريقيا [ ص: 47 ]

( أ ) الإرهاصات الأولى ظهرت الدعوة الإسلامية في بداية القرن السابع الميلادي بقلب الجزيرة العربية في فترة من التاريخ كانت البشرية فيها بأمس الحاجة إلى رسالة من السماء تنقذ المجتمعات من الانهيار، وتصفي القلوب من شوائب الشرك، وتوجه العقول نحو عقيدة الوحدانية، وكانت الأقطار الأفريقية بعيدة كل البعد عن الحركة الدينية الجديدة، اللهم إلا ما كان من هـجرة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم إلى الحبشة ( إثيوبيا اليوم ) بإيعاز من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق؛ حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه ) [1] .

وقام بعض الصحابة رضوان الله عليهم بهجرتين إلى الحبشة، وهما هـجرتان لم تخلفا أثرا ذا بال على المجتمع الحبشي، لأن المهاجرين ـلأسباب خاصةـ كانوا يعتبرون لاجئين سياسيين، كما في مصطلحات العصر الحديث، فلم تكن هـجرتهم من موطنهم نتيجة اقتراف جريمة يعاقب عليها القانون، بل ابتعادهم من قلة كان لأسباب عقيدية، وسياسية؛ لأن الدعوة الإسلامية كانت تهدف أساسا إلى تغيير القواعد التي تنبني عليها المؤسسات الدينية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الجاهلي ...

التالي السابق


الخدمات العلمية