الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المخدرات من القلق إلى الاستعباد

الدكتور / محمد محمود الهواري

( 5 ) المهلوسـات HALLUCINOGENES

السـمـوم النفسـية :في أمريكا الوسطى والجنوبية مركبات طبيعية المنشأ (نباتية) يستهلكها المواطنون منذ القدم وتتمتع بخواص مهلوسة. وبدأ منذ سنوات استهلاك هذه المركبات من قبل المدمنين. ومن أهم خواصها أنها لا تؤدي إلى انسمام أعظمي؛ ولكنها تثير في المدمن حالات مشابهة للآفات النفسية كالأوهام الحسية والهلوسة وتبدل العواطف وتخرب الإدراك والعقل. ومن هنا يتأكد لنا أن هذه المركبات ليست مهلوسة فقط ولكنها تؤدي في الواقع إلى اضطرابات عميقة في الوظائف النفسية المختلفة. ولهذا اقترح بعضهم تسميتها بالسموم النفسية أو بالمخربات النفسية. وتم تعريفها في مؤتمر المداواة النفسية المنعقد في واشنطن عام 1966 (بأنها مركبات تؤدي إلى اضطراب النشاط العقلي وإلى الاسترخاء العام وتشوش في الحكم على الأشياء. وهي مولدة للأوهام وانفصام الشخصية والقلق الشديد) .

من أشهر هذه المركبات الميسكالين المستحصل من نبات ينمو في المكسيك يدعى البيوتل Peyotl وهو من صنف الكاكتوس (الصبار) ، صغير الحجم يشبه الضرس الكبير؛ ويمتد جذره في الأرض بطول (15-20) سم. [ ص: 85 ]



وكذلك البسيلوسيبين Psilocybine المستخرج من عدد من الفطور المكسيكية مثل فطر البسيلوسيب المكسيكي PsilocybeMexicana ومنـها أيضا الـ ل.س.د L.S.D.25 المستخرج من عدد من الفطور النباتية كمهماز الشيلم (الجودار) أو من التركيب الصناعي حديثا. وهناك مركبات كيميائية حديثة الصنع.. وتتشابه جميعها في التأثير مع مشتقات القنب الهندي والكوكا.

يعتبر الميسكالين من أقدم هذه المركبات وهو المركب الفعال في البيوتل Peyotl وهو أحد نباتات الصبار Cactus المنتشرة في المكسيك. وقد استعمله الهنود قبل الغزو الإسباني بعدة قرون ولا يزال يستعمل حتى يومنا هذا من قبل عامة الناس في أمريكا الوسطى. ونظرا [ ص: 86 ]

لفعاليته القوية فقد دعاه أحد العلماء بالنبات المسبب لسحر العيون.

يمضغ هذا النبات أكلا (طريا كان أم جافا) ولا يطبخ أبدا. ويعتقد كثير من الهنود أن لهذا النبات مسحة إلهية.. فهو يساعد على تحمل التعب والجوع والعطش.. وينتشر في السهوب.. ونظرا لصغر قامة النبات واختلاطه بالتراب. فيصعب على الكثير تمييزه.. ومع ذلك يعرف المكسيكيون كيف وأين يبحثون عنه.

وهناك فطور عديدة تشتمل على مواد مهلوسة يأتي في طليعتها البسيلوسيبين Psilocybine وكل هذه الفطور سامة وبعضها صاعق قاتل.

وينتمي أكثر هذه الفطور إلى العائلة الغاريقونية Agaricacee والبسيلوسيبين Psilocybine المنتشر في أكثر هذه الفطور يتشابه بفعاليته مع الـ ل.س.د- L.S.D-25 وهو أقوى من فعالية الميسكالين بحوالي (100) مرة.

ومن الفطور ذات الفعالية المهلوسة فطور الأمانيت Amanite التي تحتوي في تركيبها مادة الموسكارينMuscarine كفطر الـ AmanitaMuscaria وبعض الفطور المشابهة مثل فطر الإينوسيب Inocybe Patouillardi وفطر الرسولا المقيئ Russula Emetica وفطر الأمانيت المبرقش Amanita Pantherina.

ومن أهم المركبات المهلوسة نذكر الـ (ل.س.د) المستخرج من مهماز الشيلم. والشيلم أو الجودار أو الحنطة السوداء نبات ينتشر كثيرا في أوربا ويستعمل في التغذية كالقمح. وقد تصاب سنابله بنوع من [ ص: 87 ]


الفطور الخاصة المسماة المهماز الأرجواني Claviceps Purpurea وتظهر على السنابل بشكل ناتئ مسماري بني اللون.

وكان المهماز هذا سببا لجائحة كبيرة عمت بعض البلاد الأوربية كمدينة جامبلو Gemblour وميتزMetz ومنطقة اللورين الغربية في عام 1089 وآدت إلى وفيات هائلة جدا.

ويصف بعض الكتاب المؤرخين هذه الجائحة بأنها كانت تلتهم الناس كالنار المقدسة ويرى المرء منهم أعضاءه تبدأ بالاسوداد كالفحم؛ وقد يموت؛ أو يعيش ليرى رجليه ويديه تتساقط الواحدة تلو الأخرى. وقد تكررت هذه الجائحة على مر السنين بصور شتى حتى تمكن العلماء من دراسة هذه الظاهرة وعرفوا سببها. [ ص: 88 ]

يحتوي مهماز الشيلم على مركبات عديدة منها الإرغوتامين Ergotamine والإيرغوتامينين Ergotaminine وحمض اللليزر جيك الذي يولد الـ ل.س.د L.S.D.25.

وكذلك يشتمل على مواد سامة خطيرة مشابهة للمركبات الناجمة عن تفسخ اللحوم والمواد البروتينية نذكر منها الجيفين Cadaverine والتدعصين Pytrescine ومهماز الشيلم فطر يعيش متطفلا على الحنطة السوداء ويعتبر محتواه الكيميائي من المركبات المعقدة جدا والتي تتباين بخواصها وفعاليتها الفارماكودينامية من واحد لآخر. ويسبب تناولها أعراضا خطيرة كتقلص العضلات وتضيق الشرايين والإجهاض وتموت الجلد والأعضاء Gangrene ونقص التروية، وبالإضافة إلى هذا تتمتع بالفعالية المهلوسة التي تعود لوجود مركب الـ ل.س.د L.S.D.25 فيها. وقد عرف هذا المركب منذ حوالي عشرين عاما وأمكن تحضيره في الصناعة على نطاق واسع.

وكان العالم هوفمان Hoffmann أول من درس تأثير الـ ل.س.د L.S.D.25 على نفسه في 16/4/1943م. حيث لاحظ بعد أن ينتهي عمله في المعمل الكيميائي بأنه يعود إلى المنزل محطم الأعصاب وتتراءى له رؤى مختلفة ويستسلم للراحة والنوم والارتخاء ... ولدى مراجعته لسجل المركبات التي كان يتعامل معها.. وجد من بينها حمض الليزر جيك. ثم عمل فيما بعد على استخلاص هذا المركب وتنقيته.. ثم حقنه لنفسه متطوعا بمقادير قليلة ولاحظ الأعراض التي وصفها من قبل. [ ص: 89 ]

وقد درس الألمان النازيون هذه المادة بغية استعمالها في الحرب الكيمائية إذ أن (50) ميكروغرام [1] من هذا المركب كانت كافية لإصابة المرء بالهلوسة الشديدة.. وإن لترا واحدا من محلوله كان يكفي إذا ما رش بالأرذاذ أن يصيب جميع سكان باريس وضواحيها بالهلوسة الخطيرة.

ومن المركبات الحديثة المهلوسة نذكر الدوم D.m.O 2،5 دي ميتوكسي 4-متيل أمفيتامين) الذي يتمتع بخواص أقوى بـ (50) مرة من المسكالين. ويستعمله الهيبيون تحت اسم الـ ص.هـ.س S.T.P وهو اسم مشتق من ثلاث كلمات تعني الصفاء والهدوء والسلام Poiisc Trauquillite Serenite ولهذا المركب مشتق هو الـ د.و.ي.ت - D.O.E.T مشتق إتيلي يتمتع بخواص مهلوسة مشابه.

والمداواة الحديثة لا تهتم عمليا إلا بالمركبات التالية:

1- البسيلوسيبين Psilocybine الناجم عن بعض الفطور.

2- والمسكالين Mescaline الناجم عن البيوتل Peyotl.

3- و الـ ل.س.د L.S.D.25 الناجم عن مهماز الشيلم.

(أ) التأثيرات الفيزيولوجية النفسية

على الرغم من اختلاف منشأ وتركيب هذه المواد إلا أنها تتشابه من حيث فعاليتها وتأثيراتها الفيزيولوجية النفسية. ولكن هذه التأثيرات [ ص: 90 ]

تختلف من شخص لآخر ومن جلسة لأخرى تبعا لشخصية المريض. وكذلك يختلف التأثير باختلاف المقدار المأخوذ.

فالميسكالين الصرف لم يستعمل عمليا إلا في التجارب. والمقادير المأخوذة عادة كانت بحدود (100) ملغ من محلول بنسبة (5%) من ملح الكلوريدرات ويحقن هذا المحلول عادة في الوريد. وتبدأ التظاهرات والأعراض بعد (10-15) دقيقة من الحقن. وتستمر الأطوار المختلفة التي تنتاب المريض عادة ما بين (4-12) ساعة؛ وتبلغ الاضطرابات مداها الأعظمي بعد (3) ساعات من الحقن عادة.

أما الفطور المحتوية على البسيلوسيبين Psilocybine فتتناول عادة عن طريق المضغ؛ ومن الصعب في هذه الحالة تقدير المادة الفعالة الموجودة في الفطور بصورة دقيقة.

أما الـ (ل.س.د) فالمقادير اللازمة لإثارة الاضطرابات زهيدة جدا من رتبة الميكروغرام (001, ملغ) . وتبدأ الأعراض بالتظاهر بعد (15-30) دقيقة من حقن 10 ميكروغرام. أما المقادير المستعملة عادة لدى المدمنين فتتراوح ما بين (250-500) ميكروغرام (25,0 - 5,0 ملغ) .

تبدأ أعراض الهلوسة بالشعور بالسعادة والفرح، وقد يضحك المرء بدون سبب، ثم ينتقل الشخص مباشرة إلى طور تتخرب فيه الإدراكات وتضطرب فيه القدرات العاطفية والعقلية والسلوكية.. وقد ينجم أحيانا اضطرابات في عدد من أعضاء البدن. [ ص: 91 ]

(1) اضطرابات الإدراك والوعي

تسبب المهلوسات فرطا في المشاعر الحسية التي تؤدي إلى خراب الإدراك والوعي:

(أ) فالنظر أول ما يتأثر عمليا.. وترتسم أمام المرء لوحات شيطانية معقدة مختلفة الألوان ليس فيها أي ارتباط ويصعب عليه أن يصف ما يجري حوله بدقة.

وفي الواقع تبتدئ عنده أولا الأوهام البصرية؛ وتشتد الألوان حتى البيضاء تأخذ بالتلون. وتتشكل حول الأجسام هالة مضيئة شديدة اللمعان. فالقلم الذي يكتب به يشع منه النور؛ والمصباح يضيء في عينيه كالشمس يتطاير منها الشرر كالأسهم النارية. وتتشوش الأشكال وتضطرب حدودها كالصور التي تتراءى لنا في المياه المتموجة. ويتكلم لنا المهووس أن كل ما حوله يبدو مزخرفا متضخما؛ والسطوح تبدو محدبة.. وكأن كل شيء يقذف في وجهه.. وكل الأشخاص ينظرون إليه بنظرات ملؤها التهديد والوعيد.

وهكذا تتتابع هذه الإيهامات بسرعة فائقة، بحيث يبدو للمدمن أن كل شيء يتحرك حركة فوضوية لا نهاية لها. وقد تتناسق هذه الرؤى بشكل أكثر تعقيدا؛ فتبدو لوحة الرؤيا أمام عينيه مزخرفة جميلة ذات ألوان غنية وبراقة؛ وكأن المنظر طبيعي للغاية من حيث الأشخاص والأشياء وليس هذا إلا من واقع الخرافة والخيال غير المألوف الذي يتراءى له تحت تأثير الهلوسة.

(ب) وفيما يتعلق بالسمع؛ فالاضطرابات أقل حدة من النظر؛ وكل [ ص: 92 ]

ما في الأمر أن الأصوات تصبح أشد.. ويصعب عليه تحديد مصدرها بسهولة.

(ج) ومما يميز الأشخاص المهلوسين: هذا الربط العجيب ما بين اللون والصوت.. فحيثما يرى صورة ملونة ومتحركة.. يسمع إيقاعا موسيقيا يصدر عنها ولا ينفك أحدهما عن الآخر.. وقد يتناغم مع الصوت الموسيقي بحركات جسمية أشبه ما تكون برقص السكران.

(د) ومن الاضطرابات التي تصيبه أيضا التصور عن التشوهات التي تصيب بدنه.. فأعضاءه مفككة الأوصال.. وتستطيل بعيدة عن جسمه إلى ما لا نهاية.. وتبدو وكأنها أشباح تنبعث عنه.. وجسمه قد فقد وحدته، واتصالات أعضائه بعضها مع بعض مسألة فيها نظر.

[ ص: 93 ]

(2) الاضطرابات العاطفية والعقلية والسلوكية

يخرب العقار الشخصية، ويشوش الإدراك، ويبدل الإلفة، ويزعزع الملكات العقلية.

وتتدخل في هذا الاضطراب ثلاثة عوامل رئيسة:

(أ) تأثير العقار.

(ب) انحراف الوظائف التركيبية.

(ج) رفض التجاوب مع الإدراكات المضطربة.

فالأمر يجري في البدء مشابها لحالة السكر.. فنرى ازدياد النشاط العقلي ظاهرا ويبدأ الشخص بالمقارنات البراقة والعبقرية ويقدم صورا أخاذة ويتحدث بصورة مبهرة عن كل ما يتراءى حوله، ويبدأ بالثرثرة والحديث المتدفق كالسيل؛ حتى وكأن الأفكار تتفلت منه ... وكلامه هذا يعبر في الواقع عن شعور بالسعادة الذاتية وإعجابه الذاتي بلا حدود.

ومما لا شك فيه أنه يصاب بانحلال الإدراك تحت التأثير السام للعقار؛ وليست الأفكار التي تصدر عنه إلا نوعا من التهريج النفسي؛ وليس بينها في كثير من الأحيان أي ارتباط.

وقد تأكد لكثير من الباحثين أن الذين يتعاطون الـ ل.س.د L.S.D يحتفظون بصورة صحيحة عما يصيبهم وعن واقعهم؛ بل كثيرا ما ينتقدون هذه الأوهام وهذه الهلوسات.. ولكنهم يقولون: إن ما يجري خارج عن إرادتهم ولا حيلة لهم تجاهه.

وقد نجد أحيانا أن العقار لا يؤثر كثيرا على المحاكمات: فالمدمن قادر أحيانا على التعرف على محدثه، وقد يجيبه أحيانا بشكل مناسب عن [ ص: 94 ] بعض ما يسأله عنه؛ ويحاكم بعض القضايا بشكل معقول؛ ويسترجع بعض الذكريات بشكل مضبوط ومترابط وخاصة ما هو قريب العهد منها. ولكن ما تجدر الإشارة إليه أن يصعب عليه أن يركز انتباهه على أمر ما ولا يستطيع أن يستمر بالاهتمام بشيء ثابت، ويصعب عليه أن يتحكم بإرادته. وبكلمة أخرى.. يوجد انحطاط وانخفاض في مستوى التركيز الفكري والقدرة على الإنشاء والتجريد.

وما يلفت النظر أنه يفقد مفهوم الزمان والمكان وتضطرب لديه مقاييس الزمان والمسافات.. وقد يتخيل أن الدقيقة التي مضت كأنها قرن من الزمان؛ أو أن الحياة كلها كثانية من الزمن. والأشياء الثابتة في مكانها تبدو وكأنها تقترب منه أو تبتعد عنه على التوالي.

أما المزاج فهو متبدل من حال إلى حال باستمرار. وقد تتصعد العواطف أو تنحسر؛ فهو في نشوة أحيانا؛ وفي قلق أحيانا أخرى؛ وقد يثيره أقل شيء. وقد نعجب من عدم المبالاة التي يبديها هؤلاء الأشخاص من كثير مما يجري حولهم وقد يتناولونها بالأهمية البالغة.

ويمتاز السلوك عامة بالعطالة وينعدم الانفعال وقد لا يقوى على أن يقود دراجة عادية.

ولم تعط الاختبارات النفسية العلمية نتائج باهرة؛ ويعتقد بعض العلماء أن العقار يحرر الإنسان من بعض الاعتبارات التي تحدد صفاته الشخصية مما يؤدي إلى الاضطراب الفكري والعاطفي والسلوكي الذي أتينا عليه. [ ص: 95 ]

(3) الاضطرابات العضويـة

تترافق الاضطرابات النفسية غالبا بتظاهرات عصبية عضوية أشبه ما تكون بدوار البحر: غثيان - تجشؤ erucations؛ شحوب الوجه، تعرق sudation، توسع الحدقةMydriase، تسرع القلب Tachy cardie وكل هذه الانزعاجات تبلغ مداها الأعظمي في نصف الساعة الأولى التي تلي تناول الجرعة من العقار؛ وتستمر حوالي (10) دقائق تقريبا.

ولم يظهر التخطيط الدماغي الكهربائي مصدر هذه الاضطرابات النفسية؛ وإنما أشار بصورة خاصة إلى زيادة في تنبه قشرة الدماغ.

ب - الاستعمال الدوائي للعقاقير المهلوسة

دعت الخواص المميزة للعقاقير المهلوسة الكثير من الأطباء النفسانيين لاستعمالها في المعالجة بصدد إثارة بعض الاضطرابات العصبية عند المرضى النفسانيين حتى يتمكنوا من دراستها ومعالجتها المعالجة الصحيحة وخاصة منهم المرضى الغامضين الذين صعب تشخيص مرضهم. إلا أن استعمال هذه المركبات بدون مراقبة لا يخلو من محاذير شديدة. فقد يؤدي إلى سبات السخامي وحالات صرعية، وقد يؤدي إلى حالات من القلق تدفع الشخص للتخلص منها بمحاولة الانتحار، وشوهد في عدد من الحالات أن الانهيار النفسي الذي يحدثه تناول العقار يتعلق بالمريض ولا ينفك عنه.. وقد يعود إليه حتى ولو امتنع عن الدواء. والأنكى من ذلك أنه شوهدت في بعض المشافي حالات أصيبت [ ص: 96 ] من جراء تجربة الدواء بآفات نفسية شديدة تتجاوز بمراحل كبيرة الحالة البسيطة التي كانوا عليها قبل استعمال الدواء.

وقد ذكرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في أواخر عام 1987م دراسة قام بها فريق من العلماء وأجروا فيها (25000) تجربة على (500) مريض؛ استعملوا فيها الميسكالين أحيانا و الـ ل.س.د L.S.D.25 أحيانا أخرى وخلصوا منها إلى نتائج خطيرة نشير إلى بعض منها: جرت عدة محاولات انتحار نجح منها (12) حالة وأصيب الكثير بآفات استمرت عدة أشهر من الهلوسة إلى الاختلال العقلي إلى القلق فالانحطاط فالانتحار فانفصام الشخصية. [ ص: 97 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية