الرابع : في أنها أول من أسلم  
روى الطبراني برجال ثقات عن بريك -رضي الله تعالى عنه- قال : خديجة أول من أسلم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلي بن أبي طالب . 
وروى الطبراني بإسناد لا بأس به عن قتادة بن دعامة -رحمه الله تعالى- قال : توفيت خديجة -رضي الله تعالى عنها- قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهي أول من آمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من النساء والرجال . 
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل -رحمه الله تعالى- قال : كانت خديجة أول الناس إيمانا بما أنزل الله . 
وقال ابن شهاب -رحمه الله تعالى- : كانت خديجة أول من آمن بالله ، وصدق رسول الله قبل أن تفرض الصلاة . 
رواهما أبو بكر بن أبي خيثمة . 
وقال أبو عمر بن عبد البر : اتفقوا على أن خديجة -رضي الله تعالى عنها- أول من آمن . 
وقال أبو الحسن بن الأثير : خديجة أول خلق الله إسلاما بإجماع المسلمين ، لم يتقدمها رجل ولا امرأة ، وأقره الحافظ الناقد أبو عبد الله الذهبي ، وحكى الإمام الثعلبي اتفاق العلماء على ذلك ، وإنما اختلافهم في أول من أسلم بعدها بعد . 
وقال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- : إنه الصواب عند جماعة من المحققين ، قال : فخفف الله بذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان لا يسمع بشيء يكرهه من الرد عليه ، فيرجع إليها ، فتثبته وتهون عليه . وبادر إلى الاستجابة له صلى الله عليه وسلم صديقة النساء : خديجة بنت خويلد  ، وقامت بأعباء الصديقية وقال لها : ( لقد خشيت على نفسي ، فقالت له : أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا  ) ثم استدلت بما فيه من الصفات الفاضلة والأخلاق والشيم على أن من كان كذلك لا يخزى أبدا ، فعلمت بكمال عقلها وفطرتها أن الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والشيم الشريفة تناسب أشكالها من كرامة الله وتأييده وإحسانه ، ولا تناسب الخزي والخذلان ، وإنما يناسبه أضدادها ، فمن ركبه الله على أحسن الصفات ، وأحسن الأخلاق والأعمال إنما يليق به كرامته وإتمام نعمته عليه ، ومن ركبه على أقبح الصفات وأسوأ الأخلاق والأعمال إنما يليق به ما يناسبها ، وبهذا العقل والصديقية استحقت أن يرسل إليها ربها بالسلام منه مع رسوليه جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					