ذكر من توفي في هذه السنة من الأعيان
سعد بن مالك بن سنان ، الأنصاري الخزرجي
صحابي جليل ، من فقهاء الصحابة ، استصغر يوم أحد ، ثم كان أول مشاهده الخندق ، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة غزوة ، وروى عنه أحاديث كثيرة ، وعن جماعة من الصحابة ، وحدث عنه خلق من التابعين ، وجماعة من الصحابة . كان من نجباء الصحابة وفضلائهم وعلمائهم ، رضي الله عنه .
قال الواقدي وغيره : مات سنة أربع وسبعين . وقيل : قبلها بعشر سنين . فالله أعلم .
وعن أبى سعيد الخدري قال : قلت : يا رسول الله ، أي الناس أشد بلاء ؟ فقال : النبيون . قلت : ثم أي ؟ قال : ثم الصالحون ، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا السترة - وفي رواية : إلا العباءة - أو نحوها ، وإن أحدهم ليبتلى فيقمل حتى ينبذ القمل ، وكان أحدهم بالبلاء أشد فرحا منه بالرخاء .
وعن سعيد المقبري ، عن أبي سعيد الخدري ، أن أهله شكوا إليه الحاجة ، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل له شيئا ، فوافقه على المنبر ، وهو يقول : أيها الناس ، قد آن لكم أن تستغنوا عن المسألة ; فإنه من يستعف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، والذي نفس محمد بيده ، ما رزق الله عبدا من رزق أوسع له من الصبر ، ولئن أبيتم إلا أن تسألوني لأعطينكم ما وجدت
أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي
أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي
صحابي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان دون البلوغ عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن روى عنه عدة أحاديث ، وعن علي ، و البراء بن عازب ، وعنه جماعة من التابعين ; منهم إسماعيل بن أبي خالد ، والحكم ، و سلمة بن كهيل ، و الشعبي ، و أبو إسحاق السبيعي ، وكان قد نزل الكوفة وابتنى بها دارا ، وتوفي في هذه السنة ، وقيل : في سنة أربع وتسعين . فالله أعلم . وكان صاحب شرطة علي ، وكان علي إذا خطب يقوم أبو جحيفة تحت منبره .
سلمة بن الأكوع
سلمة بن الأكوع بن عمرو بن سنان الأنصاري
وهو أحد من بايع تحت الشجرة ، وكان من فرسان الصحابة ، ومن علمائهم ، كان يفتي بالمدينة ، وله مشاهد معروفة ، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ، توفي بالمدينة ، وقد جاوز السبعين سنة .
مالك بن أبي عامر ، الأصبحي المدني
وهو جد الإمام مالك بن أنس ، روى عن جماعة من الصحابة وغيرهم ، وكان فاضلا عالما ، توفي بالمدينة .
أبو عبد الرحمن السلمي
أبو عبد الرحمن السلمي
مقرئ أهل الكوفة بلا مدافعة ، واسمه : عبد الله بن حبيب ، قرأ القرآن على عثمان بن عفان ، و ابن مسعود ، وسمع من جماعة من الصحابة وغيرهم ، وأقرأ الناس القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج ، قرأ عليه عاصم بن أبي النجود ، وخلق غيره ، توفي بالكوفة .
أبو معرض الأسدي
أبو معرض الأسدي
اسمه مغيرة بن عبد الله الكوفي ، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ووفد على عبد الملك بن مروان ، وامتدحه ، وله شعر جيد ويعرف بالأقيشر ، وكان أحمر الوجه كثير الشعر ، توفي بالكوفة في هذه السنة ، وقد قارب الثمانين سنة .
بشر بن مروان الأموي
بشر بن مروان الأموي
أخو عبد الملك بن مروان ، ولي إمرة العراقين لأخيه عبد الملك ، وله دار بدمشق عند عقبة الكتان ، وكان سمحا جوادا ، وإليه ينسب دير مروان عند حجيرا ، وهو الذي قتل خالد بن حصين الكلابي يوم مرج راهط ، وكان لا تغلق دونه الأبواب ، ويقول : إنما تحتجب النساء . وكان طليق الوجه ، وكان يجيز على الشعر بألوف ، وقد امتدحه الفرزدق ، و الأخطل .
والجهمية تستدل على بأنه الاستيلاء ببيت الأخطل ، فيما مدح به بشر بن مروان ، وهو قوله : الاستواء على العرش
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
وليس فيه دليل ; فإن هذا استدلال باطل من وجوه كثيرة ، وقد كان الأخطل نصرانيا .وكان سبب موت بشر أنه وقعت القرحة في يمينه . فقيل له : نقطعها من المفصل . فجزع ، فما أمسى حتى خالطت الكتف ، ثم أصبح وقد خالطت الجوف ، ثم مات ، ولما احتضر جعل يبكي ويقول : والله لوددت أني كنت عبدا أرعى الغنم في البادية لبعض الأعراب ولم أل ما وليت . فذكر قوله لأبي حازم - أو لسعيد بن المسيب - فقال : الحمد لله الذي جعلهم عند الموت يفرون إلينا ، ولم يجعلنا نفر إليهم ، إنا لنرى فيهم عبرا . وقال الحسن : دخلت عليه ، فإذا هو يتململ على سريره ، ثم نزل عنه إلى صحن الدار ، والأطباء حوله .
مات بالبصرة في هذه السنة ، وهو أول أمير مات بها ، ولما بلغ عبد الملك موته حزن عليه ، وأمر الشعراء أن يرثوه ، والله سبحانه وتعالى أعلم . وممن مات فيها أيضا
وفيها مات جابر بن سمرة السوائي في إمارة بشر بن مروان بالكوفة ، وفي إمارته أيضا مات أبو جحيفة بالكوفة . وفيها مات عمرو بن ميمون الأودي ، وقيل : سنة خمس وسبعين ، وكان قد أدرك الجاهلية ، وهو من المعمرين . وفيها مات عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وكان من عمال عمر ، وقيل : مات سنة ثلاث وسبعين . وفيها مات عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، وله صحبة .
وفيها مات محمد بن حاطب بن الحارث الجمحي ، وكان مولده بأرض الحبشة ، وأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفيها مات أبو سعيد بن معلى الأنصاري .
وفيها مات أوس بن ضمعج الكوفي .
ضمعج بالضاد المعجمة والجيم . عمرو بن ميمون الأودي
عمرو بن ميمون الأودي:
روى عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، ومعاذ ، وأبي أيوب ، وأبي مسعود ، وعبد الله بن عمر ، وأبي هريرة ، وابن عباس .
وكان من الصالحين إذا أري ذكر الله عز وجل ، وحج ستين حجة .
أبو القاسم الجمحي
محمد بن حاطب بن الحارث ، أبو القاسم الجمحي:
وهو أول من سمي في الإسلام بمحمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وولد في السفينة حين ذهبوا إلى النجاشي ، ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه وتفل في فيه ودعا له بالبركة .
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي بمكة في هذه السنة .