الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            كتب إلى العباس بن عبد الملك بن مروان أن يأتي الرصافة فيحصي ما فيها من أموال هشام وولده ، ويأخذ عماله وحشمه إلا مسلمة بن هشام فإنه كتب إليه: لا يعرض له ولا يدخل منزله ، فإنه كان يكثر أن يكلم أباه في الرفق ويكفه . فقدم العباس الرصافة فأحكم ما كتب به الوليد إليه .

            واستعمل الوليد العمال ، وجاءت بيعته من الآفاق ، وأقبلت إليه الوفود. وفي هذه السنة: وجه الوليد بن يزيد خاله يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي واليا على المدينة ومكة والطائف ،  ودفع إليه إبراهيم ومحمد ابني هشام بن إسماعيل المخزومي موثقين في عباءتين وأقامهما للناس في المدينة ، ثم كتب الوليد إليه يأمره أن يبعث بهما إلى يوسف بن عمر وهو يومئذ عامله على العراق ، فلما قدما عليه عذبهما حتى قتلهما ، وقد كان رفع عليهما عند الوليد أنهما أخذا مالا كثيرا . وأجرى على زمنى أهل الشام وعميانهم ، وكساهم ، وأمر لكل إنسان منهم بخادم ، وأخرج لعيالات الناس الطيب والكسوة ، وزادهم على ما كان يخرج لهم هشام ، وزاد الناس جميعا في العطاء عشرات ، ثم زاد أهل الشام بعد زيادة العشرات عشرة عشرة لأهل الشام خاصة ، وزاد من وفد إليه من أهل بيته في جوائزهم الضعف .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية