كتب إلى العباس بن عبد الملك بن مروان أن يأتي الرصافة فيحصي ما فيها من أموال هشام وولده ، ويأخذ عماله وحشمه إلا مسلمة بن هشام فإنه كتب إليه: لا يعرض له ولا يدخل منزله ، فإنه كان يكثر أن يكلم أباه في الرفق ويكفه . فقدم العباس الرصافة فأحكم ما كتب به الوليد إليه .
واستعمل الوليد العمال ، وجاءت بيعته من الآفاق ، وأقبلت إليه الوفود. وفي هذه السنة: ودفع إليه إبراهيم ومحمد ابني هشام بن إسماعيل المخزومي موثقين في عباءتين وأقامهما للناس في المدينة ، ثم كتب الوليد إليه يأمره أن يبعث بهما إلى يوسف بن عمر وهو يومئذ عامله على العراق ، فلما قدما عليه عذبهما حتى قتلهما ، وقد كان رفع عليهما عند الوليد أنهما أخذا مالا كثيرا . وأجرى على زمنى أهل الشام وعميانهم ، وكساهم ، وأمر لكل إنسان منهم بخادم ، وأخرج لعيالات الناس الطيب والكسوة ، وزادهم على ما كان يخرج لهم هشام ، وزاد الناس جميعا في العطاء عشرات ، ثم زاد أهل الشام بعد زيادة العشرات عشرة عشرة لأهل الشام خاصة ، وزاد من وفد إليه من أهل بيته في جوائزهم الضعف . وجه الوليد بن يزيد خاله يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي واليا على المدينة ومكة والطائف ،