وفي هذه السنة ولى يوسف بن محمد يحيى بن سعيد الأنصاري قضاء المدينة .
وفيها بعث الوليد بن يزيد إلى أهل قبرس جيشا مع أخيه ، وقال : خيرهم فمن شاء أن يتحول إلى الشام ، ومن شاء أن يتحول إلى الروم . فكان منهم من اختار جوار المسلمين بالشام ومنهم من انتقل إلى بلاد الروم . وفيها خرجت الروم إلى زبطرة ، وهو حصن قديم كان افتتحه حبيب بن مسلمة الفهري ، فأخربته الروم الآن ، فبنى بناء غير محكم ، فعاد الروم وأخربوه أيام مروان بن محمد الحمار ، ثم بناه الرشيد وشحنه بالرجال ، فلما كانت خلافة المأمون طرقه الروم فشعثوه ، فأمر المأمون بمرمته وتحصينه ، ثم قصده الروم أيام المعتصم ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى . فإنما سقت خبره هاهنا لأني لم أعلم تواريخ حوادثه . وفيها أغزى الوليد أخاه الغمر بن يزيد ، وأمر على جيوش البحر الأسود بن بلال المحاربي وسيره إلى قبرص ليخير أهلها بين المسير إلى الشام أو إلى الروم ، فاختارت طائفة جوار المسلمين ، فسيرهم إلى الشام ، واختار آخرون الروم ، فسيرهم إليهم . وفيها قتل يحيى بن يزيد بن علي بخراسان . وحج بالناس فيها يوسف بن محمد الثقفي أمير مكة والمدينة والطائف ، وأمير العراق يوسف بن عمر ، وأمير خراسان نصر بن سيار ، وهو في همة الوفود إلى الوليد بن يزيد أمير المؤمنين بما معه من الهدايا والتحف ، فقتل الوليد قبل أن يجتمع به .