الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفيها كانت خلافة الداخل على بلاد الأندلس ، وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الهشامي ، كان قد دخل إلى بلاد المغرب فاجتاز بمن معه من أصحابه بقوم يقتتلون على عصبية اليمانية والمضرية ، فبعث مولاه بدرا إليهم فاستمالهم إليه ، فبايعوه ودخل بهم ، ففتح بلاد الأندلس ، واستحوذ عليها ، وانتزعها من يد نائبها يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري وقتله ، وسكن عبد الرحمن قرطبة ، واستمر في خلافته في تلك البلاد من هذه السنة - أعني سنة ثمان وثلاثين ومائة - إلى سنة ثنتين وسبعين ومائة فتوفي فيها ، وله في الملك أربع وثلاثون سنة وأشهر .

            ثم قام من بعده ولده هشام ست سنين وأشهرا ثم مات ، فولي ولده الحكم بن هشام ستا وعشرين سنة وأشهرا ، ثم من بعده ولده عبد الرحمن بن الحكم ثلاثا وثلاثين سنة ، ثم من بعده محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ستا وعشرين سنة ، ثم ابنه المنذر بن محمد ، ثم أخوه عبد الله بن محمد ، ثم ابن ابنه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن المنذر . وكانت أيامه بعد الثلاثمائة بدهر ، ثم زالت تلك الدولة كما سنذكر ، ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنهم على ميعاد .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية