الحكم بن فضيل ، أبو محمد الواسطي . الحكم بن فضيل ، أبو محمد الواسطي
نزل المدائن ، وحدث بها عن خالد الحذاء ، ويعلى بن عطاء ، روى عنه : أبو النضر هاشم بن القاسم ، وكان الحكم ثقة عند أهل زمانه ، توفي في هذه السنة .
شعوانة العابدة . شعوانة العابدة
كانت كثيرة التعبد ، شديدة الخوف ، طويلة البكاء ، وسألها الفضيل بن عياض الدعاء فقالت : يا فضيل ، أما بينك وبين الله ما إن دعوته استجاب لك ؟ فشهق الفضيل وخر مغشيا عليه .
وعن مالك بن ضيغم قال : قال لي أبي يوما : انطلق بنا حتى نأتي هذه المرأة الصالحة ، فننظر إليها - يعني شعوانة - فانطلقت أنا وأبو همام فدخلنا عليها فقالت : مرحبا يا ابن من لم نره ونحن نحبه ، أما والله يا بني إني لمشتاقة إلى أبيك ، وما يمنعني من إتيانه إلا أني أخاف أن أشغله عن خدمة سيده ، وخدمة سيده أولى به من محادثة شعوانة ، ثم قالت : ومن شعوانة ، وما شعوانة ؟ ! أمة سوداء عاصية . ثم أخذت في البكاء فلم تزل تبكي حتى خرجنا وتركناها .
وعن إبراهيم بن عبد الملك قال :
قدمت شعوانة وزوجها مكة ، فجعلا يطوفان ويصليان ، فإذا كل أو أعيا جلس ، وجلست خلفه فيقول هو في جلوسه : أنا العطشان من حبك لا أروى . وتقول هي : أنبت لكل داء دواء في الجبال ودواء المحبين في الجبال لم ينبت .
الليث بن سعد بن عبد الرحمن . يقال إنه مولى خالد بن ثابت الفهمي . الليث بن سعد بن عبد الرحمن ، أبو الحارث
ولد بقرقشندة ، وهي قرية من أسفل أرض مصر ، سنة أربع وتسعين . وروى عن : عطاء بن أبي رباح ، والزهري ، ونافع في آخرين . حدث عن : هشيم ، وابن المبارك وغيرهما . وكان فقيها فاضلا ثقة جوادا ، يحفظ القرآن ويعرف الحديث والعربية والشعر .
وعن محمد بن أحمد بن عياض قال : سمعت حرملة بن يحيى يقول : سمعت ابن وهب يقول : كتب مالك [بن أنس ] إلى الليث [بن سعد : ] أريد أن أدخل ابنتي على زوجها فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر . قال : فبعث إليه الليث ثلاثين حملا عصفر فصبغ لابنته ، وباع منه بخمس مائة دينار وبقي عنده فضلة .
وعن أحمد بن عثمان النسائي قال : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب بن الليث يقول : خرجت مع أبي حاجا ، فقدم المدينة ، فبعث إليه مالك بن أنس بطبق فيه رطب ، فجعل على الطبق ألف دينار ورده إليه .
وقال قتيبة بن سعيد : كان الليث بن سعد يستغل كل سنة عشرين ألف دينار ، وقال : ما وجبت علي زكاة قط ، وأعطى ابن لهيعة ألف دينار وأعطى مالك بن أنس ألف دينار ، وأعطى منصور بن عمار ألف دينار ، وجارية تساوي ثلاثمائة دينار . قال : وجاءت امرأة إلى الليث [بن سعد ] فقالت : يا أبا الحارث إن ابني عليل وقد اشتهى عسلا ، فقال : يا غلام ، أعطها مرطا من عسل . والمرط مائة وعشرون رطلا .
توفي الليث في شعبان من هذه السنة .
وحكى ابن خلكان أنه سمع قائل يقول يوم مات الليث :
ذهب الليث فلا ليث لكم ومضى العلم غريبا وقبر
فالتفتوا فلم يروا أحدا . المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام . المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزامكان من سروات قريش ، وأهل الفضل .
وعن الزبير بن بكار قال : حدثني عمي مصعب قال : أخبرني الفضل بن الربيع قال : دعاه أمير المؤمنين المهدي إلى قضاء المدينة فلم أر رجلا قط كان له استعفاء منه ، قال لأمير المؤمنين : إني كنت وليت ولاية فخشيت أن لا أكون سلمت منها ، فأعطيت الله عهدا أن لا ألي ولاية أبدا ، وأنا أعيذ أمير المؤمنين بالله ونفسي أن يحملني على أن أخيس بعهد الله . قال أمير المؤمنين [ المهدي : ] فوالله لقد أعطيت هذا من نفسك قبل أن أدعوك . قال : والله لقد أعطيت هذا من نفسي قبل أن تدعوني . فقال : قد أعفيتك .
قال الزبير : وحدثني غير عمي من قريش قال : عرض عليه أمير المؤمنين المهدي مائة ألف درهم على أن يلي له القضاء فاستعفى ، فقال : لا أعفيك حتى تدلني على إنسان أوليه القضاء . فدله على عبد الله بن محمد بن عمران فاستقضاه ، فحج تلك الأيام المنذر بن عبد الله وأبوه فاكترى لأبيه إلى الحج وما يجد ما يكتري لنفسه فحج ماشيا .
توفي المنذر في هذه السنة رحمه الله .
وفيها توفي المسيب بن زهير بن عمر بن مسلم الضبي ، وقيل سنة ست وسبعين ، وكان على شرط المنصور والمهدي ، وولاه المهدي خراسان .