حاتم الأصم
وهو : حاتم بن عنوان . وقيل : حاتم بن يوسف ، أبو عبد الرحمن البلخي . حاتم الأصم ،
وهو مولى المثنى بن يحيى المحاربي . أسند الحديث عن شقيق بن إبراهيم ، وشداد بن حكيم ، وعبد الله بن المقدام ، ورجاء بن محمد الصاغاني .
روى عنه : حمدان بن ذي النون ، ومحمد بن فارس البلخيان ، ومحمد بن مكرم الصفار .
فأما تسمية الأصم : يقول أبا علي الحسن بن علي الدقاق : جاءت امرأة فسألت حاتما عن مسألة ، فاتفق أن خرج منها ريح لها صوت فخجلت ، فقال لها حاتم : ارفعي من صوتك ، فأرى من نفسه أنه أصم ، فسرت المرأة بذلك وقالت : إنه لم يسمع الصوت ، فغلب عليه الأصم .
وقال أبو عبد الله الخواص - وكان من [علية ] أصحاب حاتم - قال :
لما دخل حاتم بغداد اجتمع إليه أهلها فقالوا له : أنت رجل أعجمي ، ليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى ؟
قال حاتم : معي ثلاث خصال ، أظهر بها على خصمي ، قالوا : ما هي ؟
قال : أفرح إذا أصاب خصمي ، وأحزن إذا أخطأ ، وأحفظ نفسي لأتجاهل عليه ، فبلغ ذلك أحمد بن حنبل فقال : سبحان الله ما كان أعقله من رجل .
وعن علي بن الموفق قال : سمعت حاتما الأصم يقول : لقينا الترك ، وكان بيننا جولة ، فرماني تركي بوهق فقلبني عن فرسي ، ونزل عن دابته فقعد على صدري ، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة ، وأخرج من خفه سكينا ليذبحني [به ] ، فو حق سيدي ما كان قلبي عنده أولا عند سكينه ، إنما كان قلبي عند سيدي ، أنظر ماذا ينزل به القضاء [منه ] ! فقلت :
يا سيدي ، إن قضيت على أن يذبحني هذا فعلى الرأس والعين ، إنما أنا لك وملكك ، فبينا أنا أخاطب سيدي وهو قاعد على صدري آخذ بلحيتي ليذبحني ، إذ رماه بعض المسلمين [بسهم ] فما أخطأ حلقه ، فسقط عني ، فقمت أنا إليه فأخذت السكين من يده فذبحته ! فما هو إلا أن تكون قلوبكم عند السيد حتى تروا من عجائب لطفه ما لم تروا من الآباء والأمهات .
وقال سعدون الرازي : كنت مع حاتم وكان يتكلم ، فقل كلامه فقيل له في ذلك ، فقال : قد كنت تتكلم فينتفع بك الناس ؟ قال : إني لا أحب أن أتكلم بكلمة قبل أن أستعد جوابها لله ، فإذا قال الله [تعالى لي ] يوم القيامة : لم قلت كذا ؟ قلت : يا رب لكذا .
توفي حاتم الأصم [على جبل واشجرد ] في هذه السنة .
حيان بن بشر بن المخارق الأسدي الأصبهاني
. حيان بن بشر بن المخارق الأسدي الأصبهاني
سمع هشيم بن بشير ، وأبا يوسف القاضي ، وأبا معاوية وغيرهم .
روى عنه : أبو القاسم البغوي ، وكان من أصحاب الرأي ، قد ولي القضاء بأصبهان في أيام المأمون ، ثم عاد إلى بغداد ، فأقام بها إلى أن ولاه المتوكل قضاء الشرقية .
وكان حيان بن بشر قد ولي قضاء بغداد ، وقضاء أصبهان ، وكان من جلة أصحاب الحديث ، فروى يوما أن عرفجة قطع أنفه يوم الكلاب ، وكان مستمليه رجلا يقال له : كجة ، فقال : أيها القاضي ، إنما هو يوم الكلاب ، فأمر بحبسه ، فدخل الناس إليه ، وقالوا : ما دهاك ؟ فقال : قطع أنف عرفجة في الجاهلية ، وامتحنت أنا به في الإسلام .
توفي حيان في هذه السنة ، وقيل : سنة ثمان .
عبد الله بن مطيع بن راشد البكري
. عبد الله بن مطيع بن راشد البكري
سمع هشيما ، وابن المبارك .
روى عنه : البغوي ، وكان ثقة . توفي في ذي الحجة من هذه السنة .
أبو يحيى الباهلي المعروف بالنرسي
. عبد الأعلى بن حماد ، أبو يحيى الباهلي ، المعروف بالنرسي
ونرس لقب لجده ، لقبته النبط ، وكان اسمه نصرا فقالوا : نرس .
سكن [عبد الأعلى ] بغداد ، وحدث بها عن مالك ، والحمادين .
روى عنه : البخاري ، ومسلم في صحيحيهما .
وقال عبد الأعلى بن حماد
قدمت على المتوكل بسامراء ، فدخلت عليه يوما فقال : يا أبا يحيى ، قد كنا هممنا لك بأمر ، فتدافعت الأيام [به ] ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، سمعت مسلم بن خالد الزنجي يقول : سمعت جعفر بن محمد يقول : من لم [يشكر ] الهمة لم يشكر النعمة ، فأنشدته :
لأشكرنك معروفا هممت به إن اهتمامك بالمعروف معروف ولا أذمك إن لم يمضه قدر
فالشيء بالقدر المحتوم معروف
1410 - . معمر بن منصور ، أبو مسلم الإفريقي الكندي
قاضي المغرب ، وله كتب مصنفة في الفقه ، توفي في هذه السنة . وفيها توفي العباس بن الوليد المديني بالبصرة ، وعبيد الله بن معاذ العنبري .
وفيها توفي عبد الأعلى بن حماد ، وأبو كامل الفضيل بن الحسين الجحدري .